الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحزاب صنعت سراق ولم تصنع قادة

عدنان جواد

2021 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قبل 2003 لم نعرف غير حزب البعث، ولم نشاهد غير صدام وعائلته واقاربه، يتقاسمون البلد وكانه مقاطعة توارثوها، شيدوا قصورا ومزارع وبساتين، تنافسوا على المناصب والأموال، فضعفت سلطتهم واخذ يقتل بعضهم البعض، إلى أن ذهبت قصورهم ومزارعهم وخلفوها لاخرين وهذه سنة الله في الطغاة والظالمين.
اليوم وبعد 18 سنة تصدت للسلطة احزاب تسمي نفسها بالاسلامية والوطنية، فهي لم تصدق النية في اصلاح المجتمع، وهي طبقت شعار تأسيس الاحزاب للوصول إلى السلطة لخدمة المجتمع ، حسب تعريف العلوم السياسية، لكنهم استبدلوا خدمة الناس لخدمة أنفسهم، والدليل أننا مقبلون على انتخابات ونبحث عن مرشح نثق به فلم نجد، كل المرشحين ادوات لاحزاب وكل همهم الوصول إلى السلطة، وغايتهم الحصول على المال والالتحاق باهل القصور، وانعدام الثقة بين المرشح والناخب سببه خذلان الاحزاب لمواطنيها، فهي مع الأسف زجت اذرعها في مفاصل الدولة لجلب الأموال للحزب، وتركت الناس تعاني العوز والفقر والجهل، فكل مؤسسات الدولة صارت مرتع للسارقين والمرتشين، ومن اراد الاصلاح يطرد وينبذ، حتى المؤسسة الدينية لم تقم بدورها بصناعة قادة لديهم ثوابت، ففي الجانب الديني والاسلامي، يتم صنع القادة بالعلم والورع والتقوى، فمثلا الأمام السجاد عليه السلام، كان يشتري العبيد باعداد كبيرة، فيربيهم على الأخلاق الإسلامية المحمدية الصحيحة، وبعد أن يطمئن من ايمانهم وتشرب ومخالطة تلك التعاليم لحمهم ودمهم، يعتقهم لوجه الله، فيصبحون دعاة وقادة، ويذكر أن الأمام محمد الباقر عليه السلام كان جل اصحابه من هؤلاء المخلصين.
مع الأسف يعاد التاريخ، فكما كان الأمام علي عليه السلام واصحابه، محاربين من قبل طلاب الدنيا، فينفى ابو ذر الغفاري، ويضيق على الآخرين، فقال لهم امامهم لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكية، فتغري الكثير الأموال والمناصب، فيخلطون بين الحلال والحرام، فالتجاوز صار سمه، على كل الممتلكات العامة، من شبكة الكهرباء والماء والمجاري والطرق، ومن لم يتجاوز لا يجيد الحصول على حقوقه وينعت بالعاجز، وسوف يحرم هو وعاىلته من الكهرباء ( الجطل) فيتقلبون في حر الصيف خوفا من الحرام، فيضحك منه الجيران، فيقولون له قادة البلد سرقوا مالنا وتجاوزوا على الكهرباء والماء والطرق وانت حارم نفسك من (واير) ما يشغل فقط المراوح والمصابيح؟!، إنه امتحان صعب ومع الأسف فشل الكثير منا فيه، فمن يسمون نفسهم بالقادة لا يعرفون الناس ولا يلتقون بهم إلا أيام الإنتخابات، ودائما يبعدون الشريف والنزيه والكفوء، ويبرزون المنافق والكذاب والمتملق والسارق ليتصدى للمسؤولية، فهم لا يختلفون كثيراً عن معاوية ويزيد الذين يلعنونهم كل يوم، أيضاً كانوا يدعون الاسلام لكنهم يعملون بسنة الملوك والحكام الظلمة، فقادة اليوم كان أغلبهم من المعارضين للنظام السابق، وكانوا من دعاة الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ونبذ العنف، والبعض منهم خرق القانون في أيام الجهاد ضد النظام الدكتاتوري، وبرر ذلك باسقاط النظام الظالم، لكن عندما انتقلت السلطة اليهم، استمروا بخرق القانون وسرقة الدولة التي يحكمونها، وفي كل انتخابات يرشحون سراق جدد ويعيدون تدوير مجربين سابقين، ومع الأسف يخدع المواطن مرة أخرى بالكلام المعسول والوعود الكاذبة ليعيد اختيارهم وهو من ينتقدهم ليلا ونهارا!!، إضافة لعابدي الاصنام الذين يعلمون إنها لا تقدم ولا تاخر ومع ذلك يعبدونها.
يقول أبو العتاهية:
دع الدنيا وزينتها لوغد وحاذرها إذا كنت الرشيدا
اترجو الخير من دنيا تركت حسين السبط واتبعت يزيدا
وفي مكان اخر
عش ما بدالك فارها في ظل شاهق القصور
يؤتى اليك بما اشتهيت لدى الرواح والفطور
وإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور
فهنالك تعلم أن لست إلا في غرور
ويقول الدكتور الوائلي رحمه الله شعرا:
بغداد يومك لا يزال كامسه صورا على طرفي نقيض تجمع
يطغى النعيم بجانب وبجانب يطغى الشقي فمرفه ومضيع
في القصر اغنية على نغمة الهوى والكوخ دمع بالمحاجر يلذع
ومن الطوى جنب البيادر صرع وجنب أبي نؤاس صرع
ويد تكبل وهي مما يفتدى ويد تقبل وهي مما تقطع
واخيرا نقول كل نفس بما كسبت رهينة، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق