الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروبة: والمستعربون؟! ..و.. الاسلام: المتأسلمون!!؟؟ (الجزء الثاني).. من هم العروبيون ومن هم الستعربون؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2021 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الــعـــــــروبـــة والــمــســتــعربــــــــون :
هو مصطلح ليس جديداً تماماً في مفرداته وألفاظه ، إنما هو جديد في مدلولاته كمعيار للتفريق بين صنفين أو نوعين لمن يدعون الانتماء لفكرة أو عقيدة العروبة:

فمن حيث الشكل وحتى المحتوى هو مصطلح مساوي تماماً لمصطلح : (الإسلام والمتأسلمون) ومدلولاتهما السياسية والفكرية والايديولوجية والسلوكية التي يوحي بها كل منهما :
فالأول ،أي، المتأسلمون: يختص في مجال عقيدة الاسلام ، وتحريفها على يد هئولاء المتأسلمين!
والثاني ،أي، المستعربون: يختص في مجال عقيدة العروبة ، وتحريفها أيضأ على أيدي المستعربين!
والتسميتان تؤديان نفس الاغراض المعيارية السياسية والفكرية والايديولوجية لتيارين سياسيين متناقضين ، ولتفرعاتهما الفكرية والعقدية والسلوكية!

وفي الجوهر يمكن القول: أن نقيض الإسلام (من داخله) هم (المتأسلمون) ، وكذلك فإن نقيض العروبة (من داخلها) هم (المستعربون)!
فالمستعربون: يؤدون في العروبة نفس الدور التخريبي الذي يؤديه (المتأسلمون) في الاسلام.. وللتوضيح أكثر نضيف:
أن الإسلام مثلاً: يعني للمؤمنين به عقيدة سماوية ، وقيم ومبادئ روحية ، وطقوس دينية ، ونظم اجتماعية ، وأخلاقيات وسلوكيات إنسانية سامية فردية وجماعية تصاحبها اعمال كثير تعطيها مصداقية ، وجميعها عند المؤمنين لازمة تمثل جوهر الدين بالنسبة لكل مسلم ، بغض النظر عن قوميته أو انتماءاته العرقية!

وإذا كان الاسلام هو هذا ، فأن (المتأسلمين) لا يرونه بهذا الصورة ولا بهذا المعنى ، إنما يرونه [سياسة ، ودولة دينية وخلافة اسلاموية] تؤمن لهم منافع شخصية وجماعية ، والبعض الآخر منهم يستغله بطريقة بدائية (من خلال الدجل والشعوذة والسحر باسم الاسلام)!
وعلى هذا يمكن تعريف المتأسلمين بأنهم: كل أولئك الذين يوظفون الاسلام لأغراض [خارجة عن جوهره ومعناه الديني والروحي والاجتماعي والاخلاقي] سواءٌ كانت: (لأغراض شخصية دنيوية: كالدجل ولشعوذة والتكسب باسم الإسلام عند البعض الجهلاء) ، أو لأغراض سياسية تتبناها بعض جماعات "الاسلام السياسي" بشقيه: الـــمســـالم والــعــنــيــــــف:
وهئولاء بشقيهم ــ كما اثبتت احداث المنطقة وتجاربها ــ هم الذين أشاعوا الدمار والخراب الروحي المادي والكراهية ـ في داخل وخارج ـ البلدان والمجتمعات العربية والاسلامية ، وهم الذين باعوا الإسلام بابخس الأثمان وأساؤوا إليه اكبر إساءة في تاريخه ، وفي نفس الوقت هم من أدوا ـ بقصد أو بدون قصد ـ للاستعمار والصهيونية والامبريالية العالمية وكيان الاحتلال الصهيوني جل الخدمات العملية والاستراتيجية بطرق مختلفة ، مباشرة وغير مباشرة .. لأن :
 الشق (المسالم!!) منهم : كالإخوان المسلمين ـ بمختلف تسمياتهم وفروعهم ـ والجماعات الاسلامية المشابهة ، وكل أولئك الذين يجمعهم تعريف "الاسلام السياسي" يؤجرون خدماتهم السياسية والاجتماعية و (روحانية الاسلام) للقوى الامبريالية والاستعمارية ، ويساهمون في بناء (قواعد نفسية) داخل المجتمعات الاسلامية لتقبل هيمنة تلك القوى الاستعمارية وبطرق مختلفة ، لكنها جميعها تؤدي وأدت بالنتيجة إلى خدمة المصالح الامبريالية العالمية والصهيونية والكيان الصهيوني وخدمة مصالحهم الشخصية ، مقابل أن يتولوا سدة الحكم في بلدانهم!!
 والشق العنيف منهم : كالقاعدة وداعش والنصرة.....الخ فهم عبارة عن (أدوات للقتل فقط لا مشروع لبناء دولة أو مجتمع) فيقدم هو الآخر خدماته للقوى الامبريالية نفسها بطريقة مختلفة ، وذلك بإشاعتهم للدمار والدماء والخراب والعنف والارهاب والكراهية وعسكرة المجتمعات الاسلامية ، تؤدي جميعها ـ وأدت فعلاً ـ إلى خلق ثقوب كبيرة في جسد الوطن والدولة الوطنية المسلمة بتلك الاعمال حولتها إلـى "دول فاشلة" ، ُفسَهِلت بهذا للقوى الامبريالية اختراقها والتحكم بها وبمصائرها!
 والأهم أن المتأسلمين بشقيهم هم الذين سهلوا لتلك للقوى الاستعمارية الامبريالية العودة علناً إلى الأوطان العربية والاسلامية ، من خلال تلك (الثقوب الكبيرة) التي احدثوها في جسد الوطن والدولة الوطنية ، بعد أن اخرجت تلك الدول الاستعمارية منها بتضحيات ودماء آلاف المواطنين!

وها هي اليوم ـ بفضل هؤلاء المتأسلمين ـ معظم بل جميع الدول العربية والاسلامية من طنجة إلى جكارتا تحت الهيمنة الامريكية المباشرة.. ورغم أن اعمال هئولاء الارهابية والاجرامية قد شملت العالم كله بجميع شعوبه وقومياته وأديانه ، إلا إنها استثنت "إســرائـــيــــل" من ارهبها ، فبقيت وحدها تعيش بأمن وأمان ؟؟!!
*****
في الحقيقة أن مرورنا بموضوعة (الاسلام والمتأسلمين) ليس لنشرحها من جديد لأنها أصبحت معروفة لغالبية الناس ، وبأكثر مما شرحناه عنها هنا بألاف المرات ، إنما أُجبرنا على هذا المرور لكي نعطي صورة واضحة (للمستعربين) ، لنوضح من خلالها المعنى الدقيق الذي نريده في موضوعة (الـــعــروبـــــــــة والمستعربين) مقارنة بهئولاء المتأسلمين .. فـالعروبة قد استغلت ـ كما نعتقد ـ من قبل (المستعربين) بصورة مشابهة لاستغلال الإسلام من قبل (المتأسلمين) .. ونضيف أيضاً:

فكما أن هناك فرق شاسع بين الاسلام (كدين سماوي) والمتأسلمون (كجماعات سياسية) تستخدم الدين لأغراضها السياسية والشخصية.. كــــذلـــــك (الـــعــروبـــــــــة) برزت داخلها ظاهرة (المستعربين) كجماعات سياسية نفعية ، تستغل العروبة لأغراضها السياسية والشخصية بعيداً عن مبادئها الحقيقية!
فالعروبة كالإسلام تستغل من قبل جماعات (المستعربين) (لمنافع سياسية وشخصية) ، بنفس طريقة استغلال المتأسلمين للإسلام!

وهذا يضطرنا لإعادة الفرز بين (العروبة) كجامعة حضارية ثقافية ومرجعية قومية ، وبين (المستعربين) كجماعات سياسية نفعية تستغل (العروبة) لأغراضها ومصالحها السياسية الشخصية.. من خلال:
اعطائهم للعروبة معانٍ يمينية تبرر لهم الالتحاق بالمعسكر الامبريالي و "التطبيع" مع العدو الصهيوني ، أو بتسليمهم بقيادة الرجعية العربية لسفينتها ـ السعودية تحديداً ـ أو بإعطائهم للعروبة معانٍ عنصرية شوفينية : ألم يحاجج الخليجيون مثلاً في اعلامهم بأن (الفلسطينيين ليسوا عرباً)!!
ولهذا هناك حاجة مصيرية للفرز بين ضدين ،أي، العروبة / والمستعربين ، ووضع حدود واضحة لكل منهما.
*****
وأول عمليات الفرز بين العروبة والمستعربين ... هــــــــــــــــــــــي:
إعادة التعريف والتذكير بمعنى (العروبة) الانساني وبمبادئها من جديد ، بعد أن شوه (المستعربون) والمتسلطون منهم ـ كنظام صدام حسين واشباهه مثلاً ـ جوهرها وعاونتهم على هذا التشويه قوى كثيرة يمينية ويسارية ، ومعها القوى الصهيونية والامبريالية العالمية ، التي وقفت ضد فكرة العروبة والقومية العربية منذ ولادتها ودخلت معها في صراع حياة أو موت ، حتى استطاعت أن تزيحها ـ إلى حين ـ عن طريقها ، بمعاونة أصناف كثيرة من (المستعربين) القدامى والجدد ..... ولهذا نقول:

 إن العروبة : أولاً وقبل كل شيء هي ثقافة وحضارة وتاريخ مشترك وقيم إنسانية ، قامت في جغرافيا محددة ضمت بين جنباتها خليط بشري توحد ـ على مدى آلاف السنين ـ في حدود هذه الجغرافيا ، فانتج حضارات عظيمة شعت بأنوارها على شعوب الأرض جميعها!
 والعروبة : ثقافة وحضارة وليست عرقاً أو جنساً من الاجناس البشرية ، ولا هي انتماءات أو ولاءات عرقية أو قبلية أو دينية أو مذهبية أو مناطقية.....الخ ، فكل من يعيش في أرض هذا الوطن الواحد وبغض النظر عن عرقه ودينه وطائفته ومعتقده ، هو ابن لهذ الوطن و ولحركته الاستقلالية التاريخية ، له ما للجميع وعليه ما على الجميع!
 والعروبة: انتماء وليست إيديولوجيا شمولية ، تحتكر الأرض والانسان والقيم والحقيقة والسلطة لنفسها وحدها ـ كما فعل صدام حسين باسمها مثلاً ـ أو كما يشيع ويعتقد البعض!
 والعروبة كذلك : عقيدة وطنية قومية تحررية ، وهي أيضاً مشروع حي لأمة تريد أن تتحرر وتستعيد نفسها ودورها الإنساني!
وهي مشروع يعمل على اقامة وحدة عربية ومجتمع اشتراكي متحرر ، يعمل على تحرير العرب من الجهل والخرافة والفقر والاستعمار والاقطاع والاستغلال ، واقامة مجتمع عربي اشتراكي خال من العوز والجوع والفقر واستغلال الإنسان للإنسان الآخر!!

والعروبة بمعانيها هذه هي اطار لحركة قومية لأمة عربية مظلومة :
 وهي قومية تَحررية نشأت كأداة لتحرير الوطن من جميع اشكال السيطرة والاستغلال الداخلي والخارجي ، ولمحاربة الاستعمار والصهيونية والامبريالية العالمية والكيان الاستيطاني في فلسطين!
 وهي قومية قائمةً على مناصرة جميع الشعوب المظلومة مثلهاّ ، والوقوف بحزم مع أية مقاومة شعبية سلمية أو مسلحة تحارب الاستعمار والصهيونية والامبريالية العالمية لكل شعوب الأرص!
*****
لكن ليس كل من ادعى الانتماء للعروبة فهم العروبة بجوهرها هذا ، إنما كانت هناك اختلافات في الفهم ـ والاختلاف صحي ومطلوب ـ لكنه عند البعض تحول إلى انحراف ، والانحراف ـ كما اشرنا سابقاً ـ موجودة في كل العقائد الدينية والدنيوية ، لكنه اشتد حديثاً وبرز بوضوح عند بعض العروبيين ، متجسداً فيما اسميناه (طاهرة المستعربين) بتأثير مباشر من عدة مشاريع صهيوأمريكية متساوقة مع بعضها ومتداخلة في بعضها دخلت إلى المنطقة :

أولها ومولدها جميعها الغزو الأمريكي للعراق: فقبل هذا الغزو مثلاً لم تكن هناك (فتنة طائفية) ـ لا في العراق ولا في غيره بلدان المنطقة ـ صنعها الأمريكان وتولدت عنها اشكال التفرقة والتمزق السياسي والاجتماعي والديني والحروب التي قامت بتأثيرها ، سواءَ في العراق أو في غيره ، كما أن الطائفية لم تكن مطروحة من قبل ، كقضية سياسية أو اجتماعية ولا حتى دينية!
وهذا يعني أن هذه الفتنة الطائفية في العراق وامتدادها لكثير من الاقطار العربية والاسلامية ، كانت جزءاً من المشروع الأمريكي الذي اعد للمنطقة ، وكان المفروض ان يتم الوعي بها والتعامل معها وفق هذا الفهم ، من قبل جميع القوى والتيارات السياسية والفكرية وحتى التيارات الدينية المختلفة ومن قبل المنتمين إليها بالأخص ، وحتى من قبل الناس العاديين أيضاً!
لكن، ورغم معرفة المصدر الأمريكي الصهيوني للطائفية ولغيرها فقد انقسم العروبيون حولها انقساماً شديداً ، فـ (العروبيون) الحقيقيون حاربوها بضراوة وبعضهم تجنبها ـ على الأقل ـ ولم يخض مخاضتها ، أما (المستعربون) فدخلوا كأطراف فيها كالتكفيريين تماما ، وبعضهم حارب المخالفين لمذهبه بالسلاح فعلاً.. (وسنرى لاحقاً نماذج من هؤلاء)!.. وكان المشروع الأمريكي يتضمن ـ عدا الطائفية ـ عدة محاور .. منها:
 ثانيها: ((مشروع الشرق الأوسط الجديد)) للمنطقة العربية ، ثم وسع/الكبير الموسع/ ليشمل جميع البلدان الاسلامية!
 ثالثها: مشروع (العدو البديل) وهو مشروع المراد منه خلق عدواً للعرب بديلاً عن "إسرائيل"
 رابعها: ................................[يتبع]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا