الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألنفط وتداخل مقومات الأزمة

تقي الوزان

2006 / 8 / 18
الادارة و الاقتصاد


وزارة النفط تكاد ان تكون الوزارة العراقية الوحيدة المنتجة , وكلنا نذكر كيف حافظت عليها قوات الأحتلال دون غيرها من النهب والسرقة اثناء فترة سقوط النظام المقبور , وما تبعه من فرهود . والنفط درة التاج العراقي الذي يبحث عنه الأمريكان , وغيرهم . ونذكر ايضاً الصراعات التي لازمت عملية المحاصصة بين القوائم من جهة, وبين مكونات قائمة "الإئتلاف" من جهة اخرى للحصول على وزارة النفط . وحاول حزب الفضيلة ان يقايض بها انسحاب مرشحه من منصب رئيس الوزراء الا ان الدكتور الشهرستاني استقتل بالحصول عليها , وكادت ان تحدث مشكلة تهدد وحدة قائمة"الإئتلاف ".
مافيات الفساد الأداري بالتعاون مع شبكات اللصوص والمليشيات سيطرت على كل فعاليات توزيع النفط ومشتقاته في العراق . والمواطن يستقطع من قوته وقوت اطفاله لأشباع جشع هذه الوحوش , وتوقع الناس خيراً باستيزار الدكتور الشهرستاني وهو الذي سعى اليها بكل الطرق , وتبعته التصريحات الأسبوعية واليومية بقرب انتهاء الأزمة .
أزمة الوقود الحالية هي الأعنف منذ اكتشاف النفط ولحد الآن , وشلت حياة العراقيين في كل نواحي الحياة , وتركت بصماتها الخانقة حتى في الهواء الذي يتنفسونه في هذا الشهر الجهنمي . تركها السيد المعني حسين الشهرستاني وزير النفط وسافر الى شهرستان [ مدينة ] طهران .
والشهرستاني لم يبني استحقاقه السياسي على تاريخه الشخصي الذي لاغبار عليه , بل على مصاهرته للمرجع الكبير السيد علي السيستاني . وله في المصاهرة قدوة توضح الطريق , فعادل حداد رئيس البرلمان الإيراني والكاتم على انفاسه صهر السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الأسلامية في ايران , وآصف شوكت رئيس المخابرات السورية والمتهم بأغتيال الحريري صهرالرئيس السوري بشار الأسد , ولا نريد ان نضرب المثال الأسوء خوفاً من احد اخوانناالشيعة الذي ربما يسحب التشبيه ويجعله بين السيد السيستاني جل قدره وبين الساقط صدام , وليس بين الشهرستاني وحسين كامل . والشهرستاني رغم اختصاصه العلمي [ ذرّة ] فهو يصرع أكبر الحجتية في توجهه الطائفي, وأثناء حملته لبناء حزب جديد بأسم "المستقلين "الأسلاميين أخذ يبشر بكونه شخص مبارك لأن السيد السيستاني أختاره مع خمسة آخرين لتشكيل قائمة "الإئتلاف" . ونحمد الله ونشكره لأنه لم يستطع منافسة الجعفري عندما رشحا سوية لرئاسة الوزراء . ولو فاز لأستحدث حتماً وزارة بأسم البركات , ودوائرها بين مديرية عامة للدعاء وورش تصنيع البخور .
أزمة الوقود ليست متعلقة بهذه العقليات التي تدير وزارة النفط فقط . الأهم هو فقدان أجهزة الدولة للحد الأدنى من وحدة تنظيم العمل , ففي الوزارة تجد ان الطابق الثاني لا يعرف ما يدور في الطابق الأول , والوزير لايعرف ما يدور في المديريات العامة , والمدير العام لايعرف ما يدور في الوحدات التابعة له . هذا التفكك هو القاسم المشترك في ادارة أغلب دوائر الدولة .
ألتفكك , وأشاعة الفساد الأداري , والطائفية , وفقدان الأمن , أركان سعت اليها سلطات الأحتلال لأعاقة أعادة بناء الدولة . وأعاقت أيضاً الكثير من التوجهات الجادة خاصة في المسألة الأمنية لأدامة فقدان البوصلة التي توحد جهود كل الأطراف العراقية , وتبقيها معلّقة بخيوط اللعبة التي تديرها . قبل ان يتم الأختراق الكامل للحياة العراقية وتشابكها المعقد مع دول الأقليم , وهو ما يسمونه بالشرق الأوسط الجديد .
لقد تضافرت رغبة عصابات بقايا النظام الصدامي المقبور في تدمير البنية التحتية للطاقة, مع مكونات الأزمة من الأطراف الأخرى , وجاءت كلها لتصب في اثارة الرعب من فقدانها وبالذات في المواضع التي لابد من وجودها مثل المستشفيات , وعدم ايجاد المؤسسة المركزية التي تشرف على تنظيم الطاقة لحد الآن , وبقاءها مبعثرة بين وزارات النفط والكهرباء والموارد المائية .
يبدو ان الأطراف الفاعلة في القضية العراقية وجدت نفسها متفقة لتدمير آخر ما تبقى من ارادة هذا الشعب المسلوب , وتحويله الى آلة طيعة تنفذ كل ما يطلب منها دون تفكير . رغم التضاد الظاهري بين هذه الأطراف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - وزير التموين: سنكون سعداء لو طبقنا الدعم النقدي


.. كلمة أخيرة - وزير التموين: صندوق النقد لم يطلب خفض الدعم.. و




.. منصة لتجارة الذهب إلكترونياً بالحلال


.. البنك المركزي اليمني يوقف التعامل مع 6 بنوك لم تلتزم بقرار ن




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 1–6-2024 بالصاغة