الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستؤدي الانتخابات المبكرة في العراق إلى محو الجماعات المقربة من إيران من المشهد السياسي؟

أحمد الهدهد

2021 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أدى إعلان 6 يونيو 2021 موعدًا لإجراء انتخابات عامة مبكرة من قبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى تعريض المستقبل السياسي للجماعات والأحزاب الشيعية القريبة من إيران للخطر. تلك الجماعات والأحزاب السياسية التي أثارت غضب الناخبين الذين لا يثقون بهم.
على الرغم من أن البعض يشير بوضوح إلى أن حكومة الكاظمي هي "حكومة انتخابات مبكرة" لكن الانتخابات المبكرة هي أحد المطالب الرئيسية للمتظاهرين وأن هذا القرار يولد ضغوطا على الأحزاب السياسية للمشاركة فيها، كما أن الإعلان عن موعد محدد يلغي أي اعتراض من جانب من لا يريدها.
إن قرار الكاظمي يزيد من مصداقيته أمام الرأي العام من جهة، ومن جهة أخرى، يعاقب كل تلك الجماعات والأحزاب السياسية المذنبة بالوضع الحالي الذي تجد فيه الدولة العراقية نفسها بسبب فسادها وتبعيتها، وكذلك ابتعادها عن خدمة للمواطنين.
لكن يبدوا أن الاعتراض على قرار الكاظمي من قبل بعض القادة السياسيين مثل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، سني، يرجع إلى اعتقادهم أن الرضوخ لهذه الانتخابات يعتبر “لين" من جانبهم. بالمقابل فأن هذه الثورة "ضدهم تتركهم في موقف سيئ مع الناخبين وتفقدهم كل النفوذ الذي راكموه حتى الآن.
تجدر الإشارة إلى أن قرار رئيس الوزراء بالنسبة للأكراد ليس مهما، لأن الأحزاب الكردية في العراق لديها قاعدة تصويت ثابتة تمكنهم في أي حالة من إدخال ممثليهم إلى مجلس النواب. رغم ذلك فان الأكراد قلقون من المشهد الجديد الذي سيتشكل في مجلس النواب الاتحادي في العاصمة بغداد بعد الانتخابات.

من غير المرجح أن تغير الانتخابات المبكرة النظام السياسي القائم في البلاد منذ عام 2003، لكنها ستعاقب بشدة الجماعات والأحزاب الشيعية القريبة من إيران وتقلل من تأثيرها على المشهد السياسي.
ومع ذلك، فإن هذه (الجماعات والأحزاب) ستسعى للحصول على امتياز باستخدام الأسلحة. الانتخابات المبكرة ستشخص أخطاء الأحزاب السياسية المقربة من إيران. الجماعات السياسية الجديدة التي تظهر في الانتخابات تهدف إلى كسر نفوذ إيران وتخليص البلاد من كونها مسرحًا للصراع.
من جهتهم، يرى قادة التظاهرات الجماهيرية التي بدأت في بغداد في أكتوبر من العام الماضي ضد الفساد في الحكومة، أن إجراء انتخابات مبكرة أمر إيجابي جدا. لكن كشرط لقبول نتائج الانتخابات العامة، يضعون لتهيئة البيئة اللازمة للانتخابات التي تؤدي إلى تشكيل حكومة دائمة وغير انتقالية، وليس تشكيل ائتلافات مع الأطراف المتورطة في قضايا الفساد اعتبارًا من عام 2003، وكذلك التخلي عن تصنيف الناس حسب الطوائف الدينية والطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها، وخلق هوية وطنية شاملة، وعدم تسييس المظاهرات وإلغاء التصور بأن الحكومة تعمل بدعم من الولايات المتحدة.

لا يبدوا من خلال تشكيل ائتلافات مع مجموعات والتيارات السياسية ذات الخبرة في سياسة البلاد انها ستخرج عن اطار الجماعات السياسية التقليدية. نأمل أن ترسم الخارطة السياسية ما بعد الانتخابات الأهداف التي ولدت من المظاهرات الشعبية الهائلة.
تلك التي حدثت منذ أوائل أكتوبر 2019، وهزت البلاد بسلسلة من المظاهرات الحاشدة ضد سوء الأحوال المعيشية والفساد، مما أجبر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الاستقالة.
على الرغم من سقوط حكومة عبد المهدي، لا يزال العراق يسجل احتجاجات حاشدة للضغط على حكومة الكاظمي للوفاء بالتزاماتها وتحسين الخدمات العامة وإنهاء الفساد ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب