الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات الصحراوية الموريتانية : شعب يعيش في بلدبن .!!

السالك مفتاح

2006 / 8 / 18
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لايختلف اثنان في في بلاد الساقية الحمراء ووادي الذهب وموريتانيا،على ان الشعب في كلا البلدين مترابط في جميع العلاقات والمشارب ( تاريخ ،جغرافيا، نسب ، عادات وتقاليد..)..بل انه شعب بهوية واحدة ، لكنه يعيش في بلدين وبعاصمتين من الناحية السياسية .. ان لم نقل انهما شعب تؤم ..!!
يتطابقان وتتوحد مشاعرهما الثقافية وتنحدر مشاربهما من بئية متميزة يوحدها التاريخ والجغرافيا ، والمناهل الثقافية والحضارية في الاسرة في المدرسة ، وحتى في التسميات والاسر وقضايا الزواج والميراث .. وهلم جرا من التشابك والترابط في النسيج الاجتماعي والمساهرة التي ثؤثث البيت الصحراوي الموريتاني .. كلاهما يترابط وينصهر في الثقافة البدوية ذات اللسان الحساني الاصيل العربي الافريقي . ..
ورغم ما شاب علاقات البلدين من فترات للنزاع والتطاحن الذي حاول البعض توظيفه ضمن سياق حرب المواقع والصراع بين دعاة مقاطعة الاستعمار والموالين له ، خاصة منذ ان منحت فرنسا حرية سياسية للبلد ورفعت يدها عنه ضمن سياق تصفية الاستعمار التي كان ديغول قد التزم بها والتي وجدت طريقها في كل المستعمرات في افريقيا واسيا مباشرة بعد نهاية الحرب الباردة ، وحيث ان الشعب في كلا البلدينوحده لكفاح المشترك في مواجهة الاستعمارالفرنسي والاسباني ، وكانت حركة الكادحين في موريتانيا وقبلها النهضة هي المقدمة التي انصهرت فيها هذه المقاومة من بعد حركة الجهادالتي لعبت فيها وجوه بارزة ( المجاهد وجاهة، محمد المامون ..) الريادة والقيادة في التصدي والمقارعة التي دارت رحاها في الساقية الحمراء ووادي الذهب و شنكيطي ، وودان .. فالتاريخ يحفظ اكثر من ملحمة سالت فيها الدماء الصحراوية الموريتانية، بل ان الشخصيات التي كتبت تاريخ المنطقة ودونت صفحاته تنتمي للبلدين وللثقافة الصحراوية الممتدة في بلاد البيظان ..!!
، لكلات، ذلكم ان الشعب في كلا البلدين ،خاض معارك واحدة وفي مواقع مشتركة ( ام التونسي ، ميجك، وديان الخروب ، اوليتس ، ام اغوابة ...)
وكانت الحركة الوطنية في موريتانيا، هي المبادئية في دعم جبهة البوليساريو واحتضانها ، رغم التواطؤ بين النظام الداداهي والاستعمار ومن بعده الغزو الذي ورطت بعض الدوائر موريتانيا فيها ، لكن ضغط الشارع والحرب فرضت اهيار نظام ولد داداه وخروج موريتانيا من مؤامرة حرب الصحراء الغربية بعد الانقلاب سنة 1978 اذ وقعت موريتانيا معاهدة السلام مع البوليساريو ( غشت 1979 ) و اعلنت اعترافها للشعب الصحراوي بحقه في الحرية وتقرير المصير والاستقلال الذي جسدته منذ اعترافها بالدولة الصحراوية قبل ازيد من ربع قرن ....
طيلة العقدين المنصرمين,ظلت قيادات البلدين تتبادلان رسائل الود والاحترام في المناسبات الرسمية اوخلال أي تطور حاصل في الموقف فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية, وكانت حكومات الشعب الموريتاني الشقيق تعبر بشكل واضح لا لبس فيه عن التأييد والدعم لجهود المجموعة الدولية من اجل حل دائم وعادل للنزاع طبقا لقرارات الشرعية الدولية بما يخدم السلام في منطقة يهم موريتانيا ان يعمها الاستقرار وتسودها علاقات حسن الجوار.وقد زادت وتيرة التعبير عن هذا الموقف المفعم بمشاعر القلق والانشغال العميق بهذا النزاع_المفتعل من الجانب المغربي والمكرس لاطماعه التوسعية في المنطقة_لدى القيادة الموريتانية الجديدة التي دشنت منذ سنة بخطوات جريئة برنامجا شاملا من الاصلاح والتغيير افضى الى خوض غمار تجربة ديموقراطية يكون اللاعب الرئيسي فيها التشكيلات الحزبية المتعددة ونخب المجتمع المدني الى جانب قطاع اعلامي متحرر, كانت القيادة الموريتانية الجديدة حريصة على التعبير عن موقف يتفاعل ايجابيا يوما بعد يوم في اوساط الفاعلين السياسيين والجمعويين في البلد والداعي الى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الطبيعي غير القابل للتصرف في تقرير المصير لوضع حد للطموحات اللامشروعة للنظام المغربي المتغطرس, ويتنامى الاحساس في الشارع الموريتاني بمشاعر التعاطف والتضامن مع القضية الصحراوية العادلة خاصة وان الشعب الصحراوي تصدى بحزم لمخططات الهيمنة والتوسع التي ظلت تطبع سياسة هذا النظام اتجاه جيرانه, وقد سبق للشعب الموريتاني الشقيق ان ذاق مرارة اثار هذه السياسة البائسة حيث كان النظام المخزني يعتبر الاراضي الموريتانية جزءا تابعا للمملكة,ولايخفى على المتتبعين لتطورات الاحداث في المنطقة ما جلبته هذه السياسة التوسعية الحاقدة من اثار سلبية مست امن واستقرار شعوبها.
استقطبت موريتانيا الانظار الدولية منذ قيام حركة الاصلاح والتغيير على اثر انقلاب ال03 غشت 2006, ولان هذا البلد لاسباب جيوسياسية تحول الى منطقة اكثر اهمية في نسيج العلاقات الدولية وخارطة التوازنات الجديدة هذا فضلا عن الثروات الباطنية التي يعد بها, هذه العوامل وغيرها باتت تحدد معالم سياسة خارجية ترنو الى ارساء أسس ودعائم الاستقرار في المحيط المغاربي والانضمام للجهود المبذولة قصد تسوية القضايا العالقة سلميا وبشكل عادل ودائم,وهو ما اشار اليه الرئيس الموريتاني في لقاء خاص مع مجلة "جون افريك عدد 23 يوليو 2006" في معرض اجابته على سؤال يتعلق بموقف بلاده من نزاع الصحراء الغربية بالقول " يتلخص موقفنا في التشبث باحترام الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة, ونحن تواقون الى حل عادل لنزاع طال امده يؤثر علينا وعلىالمنطقة برمتها " هذا الموقف يتناغم مع السياسة الخارجية الموريتانية التي اعربت في اكثر من مناسبة عن حرصها على تطوير علاقات الاخوة وحسن الجوار مع الجانب الصحراوي وهذا ما عبر عنه مؤخرا الرئيس الموريتاني في رسالة بعثها الى نظيره الصحراوي بمناسبة الذكرى الثلاثين لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية حين قال " ونحن اذ نهنئكم بمناسبة تخليدكم الذكرى الثلاثين لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية نعبر عن التزامنا ببناء علاقات اخوة وتعاون بين بلدينا الشقيقين ". ويطمح الجانب الصحراوي الى اعطاء نفس جديد لهذه العلاقات وبعث الروح في الروابط المتعددة المستويات من خلال اتصالات منتظمة ومباشرة مع الفاعلين السياسيين في الساحة الموريتانية بمختلف خلفياتهم وتوجهاتهم, وبالرغم من اهمية هذه الاتصالات وحيويتها الا ان ميزتها المحتشمة ظلت تكرس الانطباع بان الجانبين لم يتخلصا بعد من الاثار السلبية الموروثة عن فترة الجفاء وضغوطاتها واثارها النفسية .
لقد اصبح اليوم ، النظر الى العلاقات الموريتانية الصحراوية من زاوية فاعلية وحركية المجتمع المدني وهذا راجع لعاملين اساسيين الاول يأخذ نسقا تارخيا من المنظومة المتداخلة من القيم الثقافية والاخلاقية التي يشترك فيها الشعب التؤام في البلدين وهي علاقات تذهب بعيدا عن السياسة والظروف العابرة ، كونها تنبي على اواصر قوامها الترابط والنسب والهوية الواحدة في كلا البلدين يرتقي بها الى مرتبة العلاقات المتميزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح