الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات تحت ركام مركز مالك عقار الثقافي

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2021 / 9 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


خط الرفيق القائد مالك عقار عضوا مجلس السيادة ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال عبارات مؤثرة جداً، ومثيرة لمشاعر الحزن جراء مشاهدته دمار مراكز الإشعاع الفكري في عهد النظام "الإسلاموعسكري" الذي خاض حروب شعواء لإبادة المجتمعات وتجفيف منابع الثقافات السودانية، ومن بين أسوء الكوارث الإنقاذوية هدم مركز مالك الثقافي باقليم النيل الأزرق عند إندلاع الحرب الثانية في العام ٢٠١١م، وبعد (١١) عام، وبضعة أيام؛ عاد الرفيق مالك عقار مؤسس هذا السرح الثقافي ليجده مُدمراً، ولا تسكنه إلا جيوش هائلة من "الصراصير والجرزان" التي وجدت مستعمرةً جيدة لها، وقد كان المركز مزاراً لجميع المثقفيين السودانيين، وكانت تلك الرفوف ممتلئة بمئات المؤلفات الثقافية والسياسية والتاريخية إضافة لأقسام التُراث والفنون بكل أشكالها وأنواعها.

عاد الرفيق القائد مالك عقار إلي إقليم النيل الأزرق بعد سنوات قضاها بين هجير المنافي وساحات الكفاح الثوري التحرري؛ وقد وقف لتأمُل مآلات حقبة الإستبداد علي أرض بلاد المنشأ والمسكن والحياة والتاريخ، ووجد النيل جارٍ، والحياة واقفةً، والأطفال الصِغار يتعاركون علي أرصفة الشوارع بدلاً عن الجلوس داخل فصول المدارس، وعندما زار المركز الثقافي الذي تحول إلي مباني مهجورة تذكر الزهور والأشجار الجميلة التي كان يرعاها بنفسه قبل إشتعال الحرب المشؤمة، وتذكر بيت شِعر من كلمات الشاعر بهاء الدين زهير يقول فيه "كادت عيونهم بالبغضِ تنطق لي حتى كان عيون القوم أفواهُ"، وقد إبتدر الرفيق مالك عقار مرثية محزنة بهذا البيت وصفاً مأساة الناس ودمار المركز الثقافي.

علق القائد الرفيق مالك عقار علي تلك المعاناة بحديث عميق مستشهداً بما سلف من تجارب البشرية مع قوى الظلام منذ عهد المغول مروراً بكافة الأنظمة الدكتاتورية عبر التاريخ حتى عهد فلول الإنقاذ، ومن طبائع أنظمة الإستبداد منع مد حركة التنويير والتحرر، ومحاولة توسيع دائرة القهر والفقر للسيطرة علي الشعوب وإعاقة بناء دولة الحرية والسلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، والأنظمة الفاسدة لا تدوم أبداً، وهذا ما كان يُحفز جميع الرفاق ويشجعهم علي الصمود أمام تسلط الطغاة والبغاة طوال فترة حكم الرجعية الإنقاذية، وقد أظهر الرفيق مالك عقار شجاعة قائد متماسك وممسك بعصاة الأمل والتفاؤل وسط رفاقه وشعبه، لكني أكاد أجزم إن زار هذه الأماكن وحده سوف يظرف الدموع علي ما دمرته تلك الحكومة الظلامية التي لا تعرف قيمة الثقافة والفن؛ فهو كما نعرفه دوماً إنسان إنساني وتتملكه الطيبة ولا يعرف للكراهية طريق.

إن ما حدث خلال الفترة الماضية إبادة شاملة للإنسان، ومثل هذه الجرائم ينبغي أن لا تتكرر في العهود الآتية، وعلينا أن نعمل سوياً لإعادة بناء ما دمرته الحرب، ويجب أن نتحمل مسؤلية التغيير والتعميير، وجميعنا نشاطر الرفيق مالك عقار مشاعره النبيلة تجاه خراب المركز الثقافي والمراكز الآخرى في الولايات، والمسؤلية الوطنية وقيم السودان الجديد وقسم الثورة رايات يرفعها الجيل الجديد الحالم بميلاد سودان آمن ومستقر وناهض يشرئب إلي فضاءات أرحب تشع منها أنجم الحرية والسلام والديمقراطية المساواة، ولبلوغ هذه الأهداف النبيلة سندق الصخر العصية ونفجر طاقات الشباب والنساء من أجل الوصول إلي السودان الذي نريده، ولا عليك رفيقنا مالك عقار؛ فمن جباه أبنائك سوف تشرق شمس السودان الجديد وينبلج ضوئها علي العالم أجمع، وستعود بلادنا إلي النور من جديد، وسنواصل مشوار التغيير حتى ننتصر.

10 سبتمبر - 2021م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا