الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الصباحُ العراقيُ المُختلف
عادل جبار
2021 / 9 / 11اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
الصباحُ العراقي المُختلف
تختلف صباحات المواطن العراقي عن سواها في البلدان المُجاورة وربما تختلف ذاتها عن الصباحات التي عشناها قبل عشرين عاما او ربما أقل اعتاد الكثير منا على مشاهدة مواقف عدة منها مايكون مؤلما للطبيعة الانسانية وقد يكون مفزعا لمن يملك منا روحا هشة ،لتكون مشاهدات لا تتكرر الا في فيلم يمرق مرةً، فلم نعد نرى تلك الصباحات التي تزينها رائحة الرازقي او زقزقة العصافير و هديل الحمام . بات أحدنا يُصبح على زحاماتٍ خانقة وشعور بالفوضى وعدم الارتياح النفسي يبدأ شقشقته الاولى مع (هورنات) الباعة المتجولين فما ان تركب السيارة لمسافة ليست بالبعيدة حتى يمر ماهو ادهى واكثر مرارةً. فالمستعطين من الرضع و الاطفال والنساء وكبار السن الذين يجوبون الشوارع والتقاطعات بمشهد غريب يرسمون افاقا من العتمة وسط الصباح وبينما تواصل السير للوصول الى مكان عملكَ حتى تكون مُنهكاً من شدة المواقف التي تعترض الطريق. اما الحديث عن مفارقات عمال البلديات الذين يتقاطعون في الشوارع لتنظيفها من أناسٍ كُثر بدت شحة الذوق على تصرفاتهم العامة ومنها رمي المخلفات اينما كان . فالمواطن بات يعتمد كليا على عامل النظافة بكنس قمامته وهنا تكمن المشكلة الاساسية كون المسًؤولية تكون في قاعدتها المُناصفة يتحمل المواطن جزءً منها ولا ننسى إن اغلب عمال النظافة هم من ذوي الاحتياجات الخاصة او الطبقة الشبه معدومة في المجتمع . كُلنا يعي جيدا ان العوز المادي وربما الفقر المدقع هو من زجهم لمثل هذه الاعمال التي تحتاج جهدا كبيرا و أُناس اصحاء لكي يتمكنوا من اداء مهامهم لذا تكثر الامال والدعوات للجهات الحكومية ان تأخذ على عاتقها بأيجاد فرص مناسبة لهذه الشريحة او حتى ان تؤمن لهم راتبا من الرعاية الاجتماعية ليعش الفرد منهم بكرامة .
هذه المشاهد التي باتت تتكرر كل يوم هي ليست وليدة اللحظة او الامس بل تراكمات منذ سنوات طِوال حتى اصبحت بهذا الشكل الذي يصعب السيطرة عليه وإعادة جمال ورونق المجتمع الى ماكان عليه وكأنما الخروج عن نمط الحياة الطبيعة الهادئة بدأ يستشري في عقول الناس واصبحت الفوضى هي الطابع الغالب على مانحن عليه اليوم وبتزايد مستمر فالمشاهد المؤلمة ترافقنا في كل وقت وحين ولا نُحركُ ساكنا تُجاه هذه القضايا التي تعكس الطابع الغير حضاري او المتمدن لشعوب العالم لبلد مثل العراق ولربما هو شيءٌ عجيب ان يكون حاضرنا اسوء من ماضينا ومايجب ان يحصل هو على العكس من ذلك تمام ومن الطبيعي ان نرى هذا الانفتاح الواسع في كل جوانب الحياة وان يكون التطور الايجابي في مفاصل الحياة هو سيد الموقف .إلا إن المفاهيم النمطية العامة بدأت تتلاشى وتختلط اجزاؤها مع بعضها واصبح من الصعب التميز بينها فالتسول اصبح مهنة والضوضاء رفيقتنا والناس في تيهٍ مستمر بين مُحتاج ومترفٍ .
كما إن ترك هذه الظواهر تنتشر من دون معالجات حقيقية قد تؤدي بالنهاية الى منزلق لايمكن استيعابه او السيطرة عليه فالتقدم نحو بناء دولة المواطنة يبدأ من ايجاد حلولٍ جذرية لهذه المشاكل وحلِها وايقاف تناميها بحلول لاتترك مجالا للعودةِ لمثل هكذا اعمال وبذلك قد ننعم بحياة نُعز فيها ونُكرم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ
.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج
.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في
.. حالة من الذعر بين ركاب طائرة أثناء اعتراض صاروخ في تل أبيب
.. أزمة ثقة بين إيران وحزب الله.. اختراق أم خيانة؟