الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم والبعد الفقهي والجهادي.

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2021 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في الاونة الاخيرة وبعد تطور الوعي الفكري الى ماهو عليه الان،وتطور التيار المعاكس له اخذت تحوم الشكوك والشبهات حول المرجعية الدينية العليا، وهل هي جديرة بقيادة الامة الاسلامية وان وجدت ردود لهذه الاتهامات، فانها لا ترقى لمستوى الحدث،كون المرجعية الدينية بتاريخها دائماً ما تاخذ طريق الصمت،وان مثل هذه الاصوات النشاز تنطلق من أبواق الاستعمار لضرب الاسلام،فلو كانت اصوات محايدة كما تدعي وتريد النقد لا غير، فكان الاولى ان يكون النقد وجهاً لوجه مع قادة الحركة الاسلامية،بعيداً عن لغة التشهير وإشاعة الذبذبة، وغدامة التفرقة والتناقض في واقع الامة الاسلامية الذي يعاني أصلاً من انقسام ولكنها تحاول أن تجد الفصل بين الشعب والعلماء،من خلال طرح شبهات بعيدة عن الواقع وليست سوى محاولة لتفريق الامة الاسلامية عن فقهائها وعلمائها.
السيد المرجع محمد سعيد الحكيم (قدس) هو احد هولاء الفقهاء الذين طالتهم هذه المحاولات الخبيثة، كونه أحد الاعمدة المهمة في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف،ويقوم بمقام المعين والسند للمرجع الديني الاعلى، بما فيها المهام الفقهية والشرعية، جنباً الى جنب مع باقي المراجع العظام ومنذ تأسيس الحوزة العلمية في النجف الاشرف وتاريخها المشرف تجاه مجمل القضايا التي تمر بها البلاد او العالم الاسلامي اجمع، وبعد مجئ الطخمة البعثية الفاسدة لحكم العراق تعرضت المرجعية الدينية الى التنكيل والقمع من قبل اجهزتها القمعية حتى برز هذا الحقد من خلال اعتقال العلماء والمراجع في التسعينات من القرن المنصرم،ومنبينهم الفقيد المرجع الذي تعرض لاسوء عمليات التعذيب في سجون البعث الفاشي، وكان التحقيق معه اطول من غيره،حيث كانت تستخدم اقسى انواع التعذيب ويضرب ضرباً مبرحاً ولكن رباطة الجأش الذي كان الفقيد يتمتع بها جعلت ازلام النظام يسشيطون غضباً ويتراهنون فيم بينهم من يجعل الفقيد المرجع يصيح ويصرخ من ألم التعذيب ، ولكن السيد الحكيم (قدس) كان قوي الشكيمة وصلب الارادة،تحدى سجانيه بإيمانه وقوة تحمله حتى امسى قدوة وهو تحت وطأة التعذيب والتحقيق .
أستطاع الفقيد الحكيم (قدس) وهو تحت وطاة التعذيب والتحقيق القاسي أن يسعى خلال فترة وجوده ان يكون مثابة للشباب المؤمن المعتقل في سجون البعث،لارشادهم وتوعيتهم دينياً واخلاقياً، وكان يقيم مجالس الفقه(شفوياً) بحسب ما يحفظ من دروس فقهية، لذلك طلب منه بعض المعتقلين هناك أن يبدأ بتدوين هذه الدروس لما لها من الاهمية القصوى في تهذيب النفس وتفقه الشباب،معتمداً في التدوين على أغلفة علب السجائر الفارغة، والقلم ما يترك من السجانين من أقلام الرصاص،حتى استطاع بقوة ذكائه وذاكرته القوية ان يكمل دورة استدلالية كاملة، الى جانب بعض البحوث في التفسير والاخلاق، وبدات حلقته بالاتساع شيئاً فشيئاً حتى وصل الخبر الى مدير السجن ىنذاك ليبدأ بحملة القمع والتعذيب ضد احباب السيد الحكيم ومريديه، وبعد ياس ازلام النظام من الحصول على معلومات عن هذه الدروس والمحاضرات عمد الى الدخول الى غرف السجناء وأستخدام أساليب التعذيب والقمع ضد السيد الفقيد وطلابه.
بعد خروجه من السجن بعفو عام في التسعينات سعى المرجع الكبير الى إدامة الزخم في الحوزة العلمية من خلال توسيع مساحة الدرس مضافًا الى ذلك، فإنه كان شديد الحرص على تنمية وتعزيز وترسيخ الروح والثقافة الحسينية في نفوس الناس، فهو كان رغم كبر سنه وظروفه الصحية الصعبة، يصر على مشاركة ملايين الزوار في مسيرة الاربعين، وعلى اقامة مجالس العزاء، بالشكل الذي يساهم في ابقاء الثورة الحسينية حية ومتجددة في نفوس وقلوب المؤمنين، بل وفي نفوس وقلوب البشرية جمعاء،ليبقى الفقيد المرجع الكبير علماً من اعلام التشيع ودرساً كبيراً في تهذيب النفس والايثار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح