الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لبنان والمغرب ... حدثان مُتميزان .....!!!!!
زياد عبد الفتاح الاسدي
2021 / 9 / 12مواضيع وابحاث سياسية
لبنان والمغرب ... حدثان مُتميزان ....!!!!
لبنان : بعد ما يزيد عن عام على استقالة حكومة حسان دياب التي ساهم بأسقاطها وإفشالها زعيم مافيا الفساد في لبنان نبيه بري .. ظهرت الى النور تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة ... وهي جديدة بكونها فقط تحمل تاريخ اليوم .. ولكنها لا تحمل أي جديد في الواقع اللبناني المُزري .... على أية حال فإن تشكيل حكومة يرأسها لص مُحترف في أساليب النهب والنفاق والكذب والخداع قد يكون خيراً من بقاء لبنان بلاحكومة وتتقاذفه أمواج ورياح النهب والفساد ونفاق الطبقة السياسية والطائفية التي لم تشبع ولم تكتفي بعد من مص دماء اللبنانيين وأخذ لبنان نحو الانهيار الشامل على كافة المستويات .... المضحك المُبكي في خطاب المُنافق نجيب ميقاتي عند إعلانه تشكيل الحكومة أنه كاد أن يذرف دموعه حزناً وهو يتحدث عما يُعانيه اللبنانيون من مآسي ونكبات خانقة .. وتطرق في معرض حديثه بلا أدنى إحساس أو خجل (وهو يُحاول بكل نفاق أن يحبس دموعه) عن ودائع اللبنانيين التي فقدوها في مصرف لبنان والمصارف اللبنانية والتي كان هو شخصياً من أكبر المساهمين في نهبها الى جانب نبيه بري والحريري والسنيورة والمشنوق وعلي حسن خليل ....الخ والعشرات غيرهم من مصاصي دماء الشعب اللبناني .
لذا على اللبنانيين في الانتخابات البرلمانية القادمة أن يستغلوا بكل ما أمكنهم هذه الفرصة المواتية من الاستحقاق الدستوري (وهذه بالتأكيد فرصتهم الاخيرة لكي يستفيقوا ويتخلصوا من كابوس التراجع والانحطاط والانهيار على كافة المستويات) , عليهم أن يُسقطوا من خلال الانتخابات البرلمانية كل هذه الطبقة السياسية والطائفية الفاسدة التي أمتلأت بطونها وهي لم ولن تشبع أبداً من النهب والسرقة والدجل والاحتيال .... وهنا لا سبيل للشعب اللبناني بعد اسقاط هذه الطبقة السرطانية العفنة سوى التخلص على نحوٍ جذري ونهائي من النظام السياسي الطائفي المُدمر واقتلاعه من جذوره الى الابد .
المغرب :
تلقى حزب العدالةوالتنمية (والاسلام السياسي عموماً في المغرب العربي) هزيمة ساحقة مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في المغرب .. ليحصد هذا الحزب الذي استقى تسميته من حزب العدالة الاخواني في تركيا فقط 12 مقعد .. بينما تمكن في آخر إنتخابات جرت قبل خمس سنوات من تسجيل انتصار كبير في الحصول على 125 مقعد .. هذا في الوقت الذي تمكن فيه حزب التجمع الوطني للاحرار وهو حزب ليبرالي يميني يُمثل البرجوازية الصناعية والتجارية في المغرب (ويُعتبر من أكبر الاحزاب المُنافسة للاخوان) من الحصول في هذه الانتخابات على 97 مقعد بينما كان قد حصد قبل خمس سنوات 37 مقعد فقط ... أما حزب الاصالة والمُعاصرة الذي يُعتبر من الاحزاب التي يُمكن تصنيفها عموماً بين يسار الوسط واليمين المُعتدل فقد حصد 82 مقعداً ليحل في المرتبة الثانية ويُعتبر هذا الحزب الى حدٍ كبير من الاحزاب المُعادية لحزب العدالة والتنمية .... كما حل في المرتبة الثالثة حزب الاستقلال المغربي وهو من أحزاب اليمين المُحافظ وقد حصل على 78 مقعد .
أما بالنسبة لليسار المغربي عموماً فقد سجل بعد التقدم الهام في هذه الانتخابات مع حصول حزب الاتحاد الاشتراكي وهو من أحزاب يسار الوسط والذي يتبنى الاشتراكية الديمقراطية على 35 مقعد ... بينما حصل حزب التقدم والاشتراكية وهو من أهم الاحزاب اليسارية في المغرب على 23 مقعد .
على أية حال نستطيع القول أن من أهم مُؤشرات الانتخابات البرلمانية الاخيرة في المغرب هو الهزيمة الكبرى والساحقة لحزب العدالة والتنمية الاخواني ... وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على تراجع الحركة الاخوانية وأحزاب الاسلام السياسي في المغرب العربي عمومأ بما يشمل تونس وليبيا ... هذا بالاضافة الى تراجع قوى الاسلام السياسي قبل سنوات عديدة في مصر والسودان وحتى في الاردن ولبنان وسوريا ... ومن الواضح أن هذا التراجع المُتواصل لقوى الاسلام السياسي عموماً والاخواني بشكلٍ خاص في المنطقة جاء بعد الصعود الكبير لهذه القوى في المنطقة العربية قبل ما يزيد عن عشر سنوات .. وهو صعود كما نعلم ساهم في إجهاض الانتفاضات الشعبية التي شهدها العالم العربي وبدأت منذ أواخر عام 2010 في تونس ومصر واليمن ... ليتبعها بعد ذلك بسنوات وبدرجات مُتفاوتة السودان والعراق والاردن ولبنان .... الخ
والخلاصة التي يُمكننا استنتاجها في هذا الاطار أنه بالرغم من كل أشكال التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والمعيشي والاوضاع والمُزرية في هذا الجزء الذي يشمل المنطقة العربية من العالم الثالث نستطيع القول ان شعوبنا قد سجلت بعض التقدم الهام الى الامام نحو الوعي السياسي وذلك على صعيد التخلص من تبعات الحركة الاخوانية وقوى الاسلام السياسي عموماً ... وهذا لا يعني بحال من الاحوال العداء للدين إنما فهم الدين على أنه عبادة وقيم روحانية وليس سياسة .. فإدخال الدين بالسياسية في عالمنا المادي المعاصر بكل تعقيداته الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في عالم يتطور بسرعة هائلة في المعلومات والاتصالات وكل المجالات سيُحرف الدين ويُشوهه ويُوجهه باتجاه القيم المادية والانتهازية والنفاق والمصالح ... وأخيراً وليس آخراً يقود الى الصراعات الدينية والمذهبية وتمزق المجتمعات .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المعارك في سوريا.. كيف اختلفت عن أحداث 2011؟
.. إصرار فلسطيني على محاولة إنعاش شقيقه الشهيد
.. ما بنود القرار 2254 حول سوريا؟
.. مأساة كروية في غينيا: نحو 100 قتيل في اشتباكات جماهيرية
.. على طريقة رونالدو.. أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة يحتفل