الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقنية الروائية في -جسر بنات يعقوب- حسن حميد

رائد الحواري

2021 / 9 / 13
الادب والفن


التقنية الروائية في
"جسر بنات يعقوب"
حسن حميد
رواية تم صياغتها بشكل متقن، إن كان على مستوى السرد الذي تعدد الرواة فيه، أم من خلال تقديم الأحداث والشخصيات، ام من خلال الفكرة التي تحملها والطريقة التي قدمت بها، فالسارد يعمد إلى تقديم كل شيء بمقد لا يزيد فيه ولا ينقص منه، حتى انه يهتم بشكل التقديم، بحيث نجد الحواشي والتفاصيل الروائية تم تقديمها بشكل يختلف عن شكل السرد الروائي، وإذا علمنا انها جاءت ضمن اثنا عشر بابا، نصل إلى أن هناك علاقة بين الزمن وأحداث الرواية.
فاتحة الرواية تشير إلى مجموعة مسائل، منها أنه الرواية وصلت السارد عبر كتاب قديم: "هذا الكتاب، فيه مجموعة كتب، وصل إلي بالتوارث عن ثلاثة عشرة جد من أجدادي، وقد عثروا عليه في خزانة كتب جدنا الرابع عشر العلامة المقدسي المعروف الياس الشمنذوري، الذي عاش في مدينة القدس في بداية القرن الثالث عشر الميلادي أيام المماليك
وفي هذا الكتاب تاريخ المهاجر يعقوب وبناته وأخبارهم، وقد عاشوا بجوار الجسر العتيق المبني على نهر الأردن، والذي عرف فيما بعد بجسر بنات يعقوب (لأسباب سنعرفها لاحقا) بالقرب من قرية الشماصنة التي كان أهلها يتكلمون الآرامية" ص7، إذا ما توقفنا عند هذه المقدمة سنجد مجموعة قضايا، منها الكتاب والإهتمام به والمحافظة عليه، وهذا يشير إلى أن أهل الشماصنة يهتمون بالعلم ويحافظون عليه من خلال تداوله، من هنا وجدناهم يتكلمون الآرامية التي تمتد لآلاف السنين.
ونجد علاقة الجد بالمكان واستمرارتها من خلال نسله الذي بقى حاضرا فيه ومتفاعلا معه ومحافظا على وجوده ووجود المكان، وقد حدده السارد ب"مدينة القدس"، هذا المفاصل تشير إلى أن هناك مجتمع يهتم بالكتابة والمعرفة والتاريخ، أي مجتمع حضاري يحمل ثقافة خاصة به، وله جذور تاريخية ما زالت حاضرة من خلال اللغة الآرامية التي يتكلم بها ويكتب، ويتحدث عن علاقته بالمكان الذي يعرف تفاصيله بدقة، فجسر "بنات يعقوب" شيد قبل أن يصله يعقوب وبناته، وهذا اشارة إلى أن التسمية غير موفقة، وأنها أقحمت عليه من خلال يعقوب وبناته، اللواتي قمن بسرقة تسمية الجسر وشوهن سمعته، بعد أن تم بناء الخان وجعله مكان للبغاء والدعارة.
ونلاحظ أن السارد يستخدم عنصر الحكاية/القصة التراثية الشعبية، من خلال اشارته إلى أن هناك تفاصيل سيكشفها الكاتب/الرواية لاحقا، فهذا التشويق، يعد احد أركان القصة/الحكاية الشعبية.
من هنا يمكننا القول أن فاتحة الرواية قدمت بطريقة فنية متقنة، فالإثارة حاضرة فيها، وهناك اشارات تأخذ المتلقي إلى ما هو أبعد مما يبدو على السطح ـ الأسماء ودلالتها ـ، وهي تتوغل في الماضي/التاريخ، بمعنى أن لها بعدا تاريخا، وبما أنها تستند على كتاب متداول يمتد إلى "ثلاثة عشرة جد"، وهذا الرقم يتجاوز تاريخ يعقوب وبناته الذي جاء من خلال اثنا عشر كتابا، بمعنى أن وجود السارد أطول وأقدم من يعقوب وبناته، وأن جذوره تتجاوز تاريخ جسر بنات يعقوب، فهو الذي يسرد لنا تاريخه والأحداث التي جرت معه.
ونلاحظ أن الرواية تبدأ الحديث عن المكان ومن يعيشون فيه "الدير والرهبان، حنا المحرم المر، الراهبات" قبل أن تدخل إلى التفاصيل المتعقلة بيعقوب وبناته، وهذا التقديم يخدم فكر اسبقية وجود أهل الشماصنة وأقدميتهم في المكان، من هنا نجد أن الشخصيات "حنا، ماريا، برهومة، مرجانة، دعاس، صفية" قد تم تسميتها وتعريف القارئ بها مع بداية احداث الرواية، بينما لم نعرف أي من اسماء بنات يعقوب إلا في الصفحة 144: "هات الزيت إلى البيت يا جوديت" وهذا الاسم جاء من خلال العجوز (التي تظهر بصورة فجة مقتحمة الأحداث والمكان، مهيمنة على الشخصيات التي تخضع لها دون أي مقاومة)، وهذه دلالة أخرى على أن "حنا والراهبات" والدير والشماصنة أقدم من يعقوب والجسر الذي سمية باسمه واسم بناته.
المكان
يبدا السارد بالحديث عن المكان ويقدمه بصورة لافتة: "في اعالي الجبل المشجر، المطل على قرية الشماصنة، كانت هامة الدير العتيق، بلونها القرميدي، تطل مثل الشمس من بين الأشجار الكثيفة التي لفتها من الجهات كلها، بحنان ودعة، وخضرة، وهفهفات أنسام بليلة.
كان الجبل غابة داكنة الخضرة، وعرة المسالك، والدروب، تآخت الطيور فيها، وكثرت الأعشاش، وتجاورت الورود، والأشواك، ونشطت مجاري المياة، والينابيع الصافية" ص9، من خلال هذا الوصف نصل إلى جمالية المكان وطبيعته الساحرة، ورغم أن الحديث عن الدير جاء بشكل (مقتطف) وقصير، إلا أنه يشير إلى وجود الحياة/الناس فيه، وعلى العلاقة التي نشأت بين المكان والإنسان، فالدير مكان للعبادة، بمعنى ان هناك من يؤمه ويعتني به.
هذا المكان البهي كان محطة أنظار يعقوب، فما أن رأى يعقوب المكان حتى قال ":هنا يا بناتي" ص83، فقد اختار الإقامة عند: "قرب الجسر العتيق تماما، قرب مساحة واسعة من شجيرات القصب، والحفاء والسعد، والبربير، التي لن تصفر أوراقها بعد، والتي علت قاماتها وامتدت حتى تجاوزت علة الجسر بأوراقها العريضة الحادة والهاجعة تحت وطأة حر الظهيرة" ص83، فوجود الجسر دلالة على وجوده قبل وصول يعقوب، ودلالة على أن هناك من أقامه، ونلاحظ أن السارد يهتم بتناول جمالية المكان وطبيعته الأخاذة، وهذا اشارة إلى علاقته بالمكان، أليس من دون الكتاب هو العلامة "الياس الشمنذوري" الذي نشأ وتعلم وعاش في الشماصنة والقدس؟.
إذن تناول السارد المكان بصورته الحقيقية، كما هو في الطبيعة، لكن الدخيل "يعقوب"، يقدمه بصورة أخرى مغايرة: "...وحين مررنا بالقرية نبحتنا الكلاب وهرت علينا، بعضها أخذ ذيل الحمار بالأسنان عضا، فسال دمه، وبعضها طارد البنات اللواتي فزعن، ولعن الساعة التي جئنا بها إلى هنا... وحين مررنا بالقرية، من طرفها البعيد واجهنا رجل طويل، محير، ومنعنا من التقدم، ثم أخلى لنا الدرب بعد أن أرعبنا، ومع وصولنا إلى الجسر، وجدنا أكثر الأشجار بلا ثمار، عارية حتى من أوراقها، وشجر الزيتون لم يبق علي زيتونه، واستقبلتنا الأشواك بلونها الاصفر، وأطوالها وأحجامها المختلفة، وبدت الصخور بلا هيئات، بلا رونق، لم نجد أحدا في استقبالنا، يا سليمان، لا البشر، ولا الحجر، ولا المكان" ص227و228، يعقوب يتناول المكان كعدو له، فلا يوجد انسجام بينه وبين المكان، لهذا لعنت بناته الساعة التي وصلن فيها، وهذا يشير إلى أن المكان معادي للدخلاء الذين يرونه بغير طبيعته الجميلة، والذين لا ينسجمون معه. ونلاحظ أن طريقة تقديم يعقوب للمكان، تظهر نفور المكان وأهله من يعقوب وبناته، فبدا المكان كائن حي يرفض وجود هؤلاء الدخلاء عليه وتواجدهم فيه، فالعداء/النفور كان متبادل بين المكان والدخلاء. بمعنى عدم وجود تلاقي بينهما، أو وجود عناصر/علاقة تجمعهم.
وإذا أفترضنا أن "يعقوب" يكذب ويعمل على استعطاف "سليمان" ليساعده في بناء الخان، من خلال اختلاق الأكاذيب، فإن هذا ايضا يخدم فكرة وجود دخيل، (شخص/جماعة) تختلف بسلوكها وتصرفها وطريقة تفكيرها عن طبيعة سكان الشماصنة، الذين كانوا صادقين حتى عندما يفعلون الخطأ، كما هو الحال مع "مرجانة" التي قابلت "برهومة" وفعلت معه ما يفعله الرجل المرأة، وهذا يوصلنا إلى حقيقة: في الحالتين ـ إن كان يعقوب صادقا أو كاذبا ـ ليس هناك لقاء أو توافق بينه وبين المكان، ولا بين سكان المكان ويعقوب، لهذا عندما تحدث عنه قدمه بصور قاسية ومرعبة له ولبناته، على النقيض من الصورة الجملية التي جاءت على لسان السارد، الساكن/المقيم/المتجذر فيه.
الراهبات
"بديعة"
يتحدث السارد عن نساء راهبات يقمن في الدير وهن "ماريا، مرجانة، بديعة"، ولكن واحدة منهن قصة، فزوج "بديعة" يحررها من الزواج بعد ان وجد نفسه عاجزا على اسعادها: "...فهو لا يزال يحبها، لكنه غير قادر على اسعادها، صارحها أنه يود الانفصال عنها لإنه يحبها، ولأنه يريدها أن تمضي في درب آخر، وفي دنيا أخرى، لتعيش مع رجل آخر غيره قادر على توليد سعادات جديدة لها... لكن بديعة التصقت به، ورجته أن يقول كل ما يجول في خاطره، أن ينكشف عليها لتصارحه هي بأن قلبها مال إلى رجل أخر، أقل جملا منه، واقل عزا وجاها، قلبها مال إلى رجل كالضباب وهم أو كاد خفق له مرة أخرى، وقد حسبته مات من شدة الخفقان، ..فصارحها بأن قلبه أيضا قد مال، وخفق لأخرى أقل جمالا منها" ص32و33، نلاحظ أن أهل الشماصنة يصارحون بعضهم بعضا، ولا يخفون ما في نفوسهم، ويفضلون الخير لبعضهم، وإذا ما حصلت متغيرات في حياتهم فإنهم يجدون مخارج سلسة وسليمة تجعل عملية التغيير والانتقال إلى الحالة الجديدة سهلة وطبيعية، وهذه اشارة إلى سوية السلوك الاجتماعي ونضجه حتى عندما يكون هناك (أزمة)، فما بالنا في الحالة العادية/السوية؟.
"مرجانة"
مرجانة تعترف بخطيئتها وتتحدث عن ذنبها بصوتها وبكلماتها هي: "...برهومة أيقظني على جسدي، فاكتشفته معه، وبرهومة هو من حبب المغامرة إلى نفسي، فمضيت معه بعيدا عن أهلي، فعشت في المدن الكبيرة، وحين مضى برهومة وضاع، مضيت أنا وغبت، لكن برهومة ظل معي كائنا لروحي وحسب، جمالا لا يتوارى وروحا لا غنى لي عنها، على الرغم من كل ما حدث له ولي. بعد برهومة عرفت آخرين، اضرتني الأيام، ونداءات الجسد، إلى معرفتهم، لكني لم ألمح بينهم وجه برهومة، أنفاسهم مختلفة جدا" ص72 و73، نلاحظ أن الخطئية واضحة وصريحة، لكن "مرجانة" التي تحدث بصوت الإنثى/الإنسانة جعل اعترافها كافا لتكفير ذنبها وما اقترفته، واللافت في هذا المقطع أن الساردة "مرجانة" تتحدث بصوتها هي، وليس بصوت السارد، من هنا نجد تعلقها بحبيبها "برهومة" الذي تكرار لفظ اسمة ست مرات، وهذا يشير إلى تعلقها به، وعلى أنها كأنثى بحاجة إلى رجلها.
ماريا
قصة ماريا تختلف عن رفيقتيها في دوافع دخولها الدير، فقد تعرضت للمضايقات الرجال بعد موت "دعاس" : "يريدون افتراس الجسد الذي وقع مرة أو مرات مفضوحا أمام داعس الذي غاب، كانت تصرخ، وتستغيث في الليالي المظلمة، والطامعون بها، ومن حولها كالسياج، دق على الأبواب، ودق على النوافذ وهي في وحدتها، متكورة على قلقها وجزعها .. تصلي. ولم يكن أمامها سوى اللجوء إلى الدير" ص43، من هنا كانت "ماريا" أكثر إيمانا وعبادة من الأخريات: "كانت تصلي كثيرا، كانت خادما مطيعا، دمعتها تسبق كلماتها، ومع الأيام صارت محبوبة من الجميع بطلتها الحلوة، وكلامها الهادئ المؤثر" ص47، هذا الحدث جاء على لسان "حنا" المشرف على الدير، فالنساء الثلاث وجدن ملاذا في الدير، الذي منحهن مكانا أمنا وهادئا ليتخلصن مما لحق بهن من أذى وصعاب ومتقلبات الحياة، ورغم أنهن أخطأن، إلا أنهن تُبن وأبدين ما في نفوسهن دون إخفاء شيء، وهذا يشير إلى صدقهن وصدق توبتهن.

بنات يعقوب
في المقابل نجد بنات يعقوب على النقيض من راهبات الدير، فهن يبدين/يتظاهرن بالعفة لكنهن يفعلن الفاحشة، ويستخدمن جسدهن لتحقيق غايات غير أخلاقية، فما أن استفردن بالحارس "رحمون" حتى: "...بدت الأختان بقربه، وبملاصقته، وبتوحدهما معه وكأنهما الدنيا التي يشتهي فتوحد بهما، وأنبت، كل لطافته ولفهما، دون أن يدري بأنهما اثنتان" ص130، فالعلاقة هنا علاقة شاذة، فتاتان يمارسن الجنس مع رجل واحد، وهذا الممارسة لم تكن لمرة واحدة، ـ حتى نعتبرها زلة، ونغفر لهما ونتجاوز عنهما ـ بل تكررت واستمرت بوجود "رحمون".
ولم تقتصر ثنائية ممارسة الجنس وبيع الجسد مع "رحمون" بل تكررت مع "سمعان المعماري" وعماله أيضا: "لقد عرف سمعان المعماري اللذة في تلك الليلة ليس مع ميمونة وحدها وإنما مع أختها أيضا، ولكم عاد إلى الحجارة ليواصل البناء، وما كان يدري أن هذه المحاضنات السريعة المحمومة هي أجرته فقط.
طبعا لم يكن يدري سمعان المعماري أن عماله الثلاثة ايضا نالوا مثلما نال وبعيد عن عينيه، فانتشوا، وغابوا في لذة لم تكن في بالهم قط" ص292و293، وهذا ما يجعل بنات يعقوب بائعات لأجسادهن، فكان الجسد هو البضاعة التي يعرضنها على الآخرين لنيل المال أو لتكون بدلا عن المال.
ورغم أنهن يعرفن أن "رحمون" يمارسة الجنس مع النسوة اللواتي يأتي للعلاج عند والدهن يعقوب، ومع هذا كن يكتمن هذا الأمر، وفي الوقت ذاته يمارس الجنس معه كأجرة له: "لم يخيب رحمون الظن فيه، كان كتوما جدا، ينهل من الملذات اليومية دونما ضجيج أو صخب أو افتعالات، ويأخذ أجرته التي تذهب في آخر الليل إلى أكياس بنات يعقوب وصناديقهن المقفلة، وهن يحققن لرحمون رغباته الخاصة وسعادته الكاملة التي لا تأتي إلا معهن" ص316، فالفقرة الأخيرة تبين ان ممارسة الجنس مع بنات يعقوب لم تكن كتلك التي تجري مع النساء الباحثات عن علاج، فهناك كانت الممارسة فردية، كل امرأة لوحدها، بينهما الممارسة مع بنات يعقوب كانت جماعية، يشتركن معا في تقديم أجساههن لرحمون، الذي لم يكن يكتفي بما يناله من امرأة واحدة، فهو يحتاج إلى أكثر من امرأة في المرة والواحدة.
وبعد بناء الخان وموت "يعقوب"، يمسى الخان وكر دعارة، مخصص لكل من يدفع المال، ولكل من يريد أن يشتري متعة الجسد: " ...خدمة الزبائن الكثيرين الذين صاروا يتوافدون على الخان نهار بتقديم الطعام والشراب والراحة، وبالمعاشرة والمؤانسة ليلا.. وبات كل واحدة منهن صندوقها الخاص، وكيسها الخاص، ...يخرجن إلى المقبرة ليس من اجل طلب المغفرة من ابيهن، أو طلب المغفرة له، وإنما من اجل بكاء أولادهن، الأجنة التي لم تصير مواليد، والتي أجهضنها بالتعاون فيما بينهن" ص327، إذن البغاء نما وكبر حتى صار وحشا، يقتل الأجنة التي تنموا في أرحام بنات يعقوب، فالمال ـ الغاية والوسيلة ـ حولهن إلى قاتلات، يقتلن أطفالهن بإيدهن بحثنا عن المزيد من المال.
ولم يقتصر بيع الجسد لنيل المال فقط، بل استخدم ليكون بدل أجرة حرسة: "...رجل فراري كان يأوي إلى الجبل، غضوب، ذاق ريق بنات يعقوب، فقبل أنه يعيش عنده حارسا، ومأمورا لحركة الجسر، أصبح شرسا... جئت لنجدتي يا عصمان" ص305، وهذا يؤكد على أن بنات يعقوب مموسات، يبعن جسدهن لأي كان، ومقابل اي فائدة أو مصلحة، ما دام هناك خدمة/فائدة يحصلن عليها أو يحصل عليها يعقوب، فجسدهن مباح ومن حق مُقدم الخدمة الحصول عليه.
ونجد "نانا" بنت يعقوب التي قتلها زوجها، لقيامها بسرقتة أمواله ولمارستها الجنس مع "أيوب": "لقد ضبطها زوجها وهي توزع تحف البيت، وأمواله على أهلها، ولأنه كان يغيب كثيرا، فقد سعت (نانا) إلى إطفاء جمرها الأنثوي عند وكيل أعمال زوجها، ... كانت تلتقيه فوق سرير زوجها" ص210، إذن الغدر والخيانة سمة بنات يعقوب وذريته.
وهذا ناتج عن التربية التي تربين عليها، فيعقوب جعلهن يفكرن ويتصرفن ضمن مفهوم المصلحة وجلب المال، الذي يعد الغاية والوسيلة والهدف السامي بنظره، من هنا يقدم بناته "لسليمان" ليختار منهن زوجة: "إنك تبدو عريسا بحق يا سليمان، فاتخر يا أخي واحدة من بناتي زوجة لك، ولتكن جوديت حبيبتي" ص239، وعندما يتم مناقشته حول طبيعة هذا الزوج الذي بعمر والدهن يعقوب، يجيب: "سليمان يا بناتي هو الدنيا، من دونه لا نستطيع أن نعيش هنا، إن أعطيناه جوديت وهي الحياة لنا والسعادة.
... الدنيا مال، والمال عند سليمان، ومن دون مال لا نستطيع أن نمشي خطة واحدة.
...ما لدى سليمان غال يا جوديت، والغالي لا يأتي إلا بالغالي، أنت أن تزوجت سليمان، فتحت لنا باب الحياة المغلق بوجوهنا" ص252و253، هذا المنطق وهذه الافكار جعلت بناته عاهرات يجلب المال ويعملن من اجل المال، ولا يفكر بغير المال، من هنا قدمن جسدهن لكل من يملك المال أو معه سلعة، ودون أن يشعرن بانهن خاطئات/مجرمات.
زوجة يعقوب
لم يقتصر تفريط يعقوب ببناته فقط، بل طال زوجته ايضا، التي قدمها على طبق من فضة للحلاق الأرمني مقابل تعليمه مهنة الحلاقة: ".. قالت له: أن الأرمني يغازلها فقال:أصبري، وأنه يجبرها على خلع ثيابها، فقال أصبري، وهكذا إلى أن قالت له، وقد طار صوابها: إن الارمني يريدها زوجة شرعا وعلى مرآى من الناس وبمعرفتهم، فقال لها حاولي اقناعه أن يتم الزواج سرا" ص124، هذه اخلاق يعقوب وهذا سلوكه، من هنا لا نستغرب سلوك ذريته التي استمرت على نهجه وعمله وطريقة تفكيره.
يعقوب
"يعقوب" الدخيل على الشماصنة جاء بأفكار وسلوكيات شاذة عن أهلها، فما يقوم به هو وبناته جاء من أكثر من طرف، ورواه أكثر من راو، يحدثنا السارد عنه قائلا: "الرجل تاجر!!، أضافوا شارحين، لمن استوضحهم، بأن الباحث عن المال، يصاب بالحمى، أن أعيته الحيلة، وعجز عن الوصول إلى المال لا يتوانى عن بيع أي شيء يملكه حتى ولو كان كرامته" ص75، هذه الصفات تشير إلى أن هناك رجل شاذ يعمل أي شيء من أجل الحصول المال، فالمال عنده هو الهدف، يسعى إليه بكل الوسائل.
يعرفنا السارد اكثر على يعقوب بقوله: "أن رأس مال يعقوب وكرامته هما بناته، ورأس مال البنات جمالهن" ص76، نلاحظ أن هناك تكرار للفظ المال أكثر من مرة، وكأن السارد يريد القول أن المال ويعقوب يجتمعان معا، ولا يمكن الحدث عن المال دون يعقوب.
ونراه بعين أهل الشماصنة بهذا الشكل: "قالوا: أنه دجال، وإنه لن يحل مشكلات الناس، ولن يشفي أمراضهم، أو أمراض دوابهم، وأن لا أمان له على الأطفال عندما يقوم بعملية الختان، وأنه لن يزرع شجرة، أو يربي بقرة، أو بغلة لأنه لا يحب الارتباط بالأمكنة مهما طال فيها" ص76، اللافت فيما جاء على لسان الناس أنهم تناولوا مسائل متعلقة بحياتهم، "أمرضهم وأمراض دوابهم، ختان أطفالهم" ولم يتحدثوا عن مسائل شخصية تتعلق بحبه للمال وحرصه على جمعه، وهذا يشير إلى أن السارد ينقل الأخبار/الأحداث بدقة ودون تدخل منه، فهو يستخدم الحيادية والموضوعية فيما ينقله كراوي، من هنا نجده ركز على الجوانب الشخصية ليعقوب عندما تحدث عنه، ونقل ما جاء على لسان الناس الذين ركزوا على ما يهمهم ومتعلق بشؤون حياتهم المعيشية.
تحدثنا إحدى بناته عما جاء على لسان والدتها: "...أن لا نؤمن أبنانا لأنه لم يكن أمينا عليها، ولأنه كان يكلفها بما لا تطيق، وبما يؤذي مشاعرها، لقد عاشت ليالي عديدة مع بعض الرجال من أجل أن تأخذ منهم القليل القليل من المال ليسدد أبي ديونه.. وسايرت أصحاب الحول والطول وسكتت عن تصرفاتهم المخيفية من أجل أبي والمال معا." ص122، عندما يأتي الكلام متوافق من أكثر من طرف، فهذا يؤكد على حقيقة الرجل السيئة، فهناك إجماع من البعيد والقريب على سوء صفاته وسلوكه وطريقة تفكيره ونهجه في الحياة.
لا يكتفي السارد بما جاء على لسان الناس ولسانه ، فينقل لنا أقول جاءت على لسان يعقوب نفسه،: "...سليمان يا بناتي هو الدنيا، من دونه لا نستطيع أن نعيش هنا، إن أعطيناه جوديت وهي الحياة لنا والسعادة.
... الدنيا مال، والمال عند سليمان، ومن دون مال لا نستطيع أن نمشي خطة واحدة.
...ما لدى سليمان غال يا جوديت، والغالي لا يأتي إلا بالغالي، أنت أن تزوجت سليمان، فتحت لنا باب الحياة المغلق بوجوهنا" ص252و253، " هذا المنطق يؤكد على حقيقة ما جاء على لسان الآخرين، وعلى أن "يعقوب" فعلا هو شخص شاذ في تصرفاته وفي طريقة تفكيره، فهو يعمل أي شيء في سبيل مصلحته، حتى لو كانت تؤذي الآخري، فعندما تأتيه المرأة الموجوعة والمتألمة يتركها تتوجع تحت هذا التعليل: "...لن أستعجل في علاجها، علي أن اتركها تتالم بعنف حتى تعرف قيمة علاجي" ص277و278، ضمن هذا التفكير والنهج نتأكد أن صفات وسلوك وطريق تفكير "يعقوب" منحرفة ولا تتوافق مع أبسط المفاهيم الأخلاقية والإنسانية.
الرمز
رغم أن الرواية تُأخذ على أنها عمل روائي قائم بذاته، يمتلك كل المقومات الفنية للرواية، إلا أن هناك أضافات جمالية جاءت ضمن سياق الأحداث، منها الرمز الذي نجده في العنوان: "جسر بنات يعقوب"، فرغم ان الجسر مبني وموجود قبل قدوم "يعقوب" وبناته، وهو يعد معلم من معالم المكان، حيث كان يكفي ان تقول الجسر لتعرف انه على النهر وقرب الشماصنة، إلا انه أضافة "بنات يعقوب" عليه جعلت الأسم مشوه ولا يمت للحقيقة بصلة، فالإضافة عليه تعد تزوير وتشويه له، خاصة بعد أن تحول الخان المبني قرب الجسر إلى وكر دعارة، فالتشوبه تم من خلال تجارة الجسد، ومن خلال تغيير الأسم، فبدل أن يحمل "الجسر" معنى/فكرة الوصول السهل للضفة الأخرى، أصبح يحمل معنى الدعارة والبغاء.
ونجد الرمز ضمن الحوارات التي جرت بين يعقوب وبناته، وبين يعقوب "وسليمان"، فهذه الحوارات وما فيها من عبارات وأقول تأخذنا إلى ما يجري غرب النهر والجسر، والتي تؤكد على طبيعة "يعقوب" المعادية للارض وللسكان، وعلى أنه شخص/كيان لا يمكنه الاندماج مع اللآخرين بحياة سوية وطبيعية، ولا ومع الأرض التي ترفضه وتعاديه.
جاء على لسان يعقوب هذا القول:
"هذا العليق يشبهنا، منظره وحشي وقاس، وتثمره طيب ولذيذ" ص86، فهو يؤكد على وحشيته وقسوته تجاه الآخرين، الذين يعاملهم بوحشية، بينما هو مع نفسه/أهله بطيبا.
ونجد الرمز في الحوار الدائر بين "يعقوب وسليمان":
" أترى الدرب يا سليمان، إنه يمحو آثار خطانا
ـ هذا أحسن لنا يا يعقوب.
ـ أحسن لماذا، وهل نحن لصوص يا سليمان؟!، ...ما السبب إذن؟!
ـ لأن الدرب ليس لنا" ص206، هذه اشارات على أن المكان الذي يتواجد فيه سليمان ويعقوب ليس لهما ولن يكون لهما، وهذا (الاعتراف) أكده "سليمان" عندما أقرن وجوده ووجود يعقوب بوجود المال: "فكسيك حين يمتلئ سيهابك الناس، وستستأنس بك الطبيعة، وسيحنو عليك الدرب، ويجمع خطواتك ويقودك إلى حيثما تريد، كيسك، يا يعقوب، هو الذي سيجوز بك الجدار العالي" ص207، فمن خلال المال هيمن "سليمان على أهل الشماصنة، وهو الذي ابقى وجوده مستمرا، ودونه ما كان له البقاء والاستمرار في مكان/منطقة متناقضة معه ومع أهدافه وجوده.
فالمكان وهو أساس تواجد المجتمعات، ومن دونه لا يمكن أن تقام حضارة أو تُكون ثقافة، وعندما يكون هناك دخيل بالتأكيد لن يعرف المكان ولن يعرف اسماء المناطق فيه، الحوار الذي جري بين يعقوب وبنته يؤكد على أنه غريب على النهر وعلى الجسر وعلى الشماصنة: "...أسماء بعض الاشجار والنباتات، والتلال، والينابيع، ورجوم الحجارة، والصخور، التي مروا بها، وعن أسماء بعض القرى البعيدة، البادية لها، ويعقوب لا يجيب، يتمتم ويبتلع ماء أنفه، وكأنه يهدئ نفسه ويرثيها، وابنته لا تسمع منه إلا قوله المتواصل:
"سنعرف كل شيء من الأيام يا بنتي، وانتظري ولا ترهقي والدك بالأسئلة.
ـ وكيف لا تعرف أسماء الأمكنة والنباتات والأشجار يا ابي وهي لنا؟!، وكيف تكون لنا ونحن لا نعرفها؟.
وما من أجابة." ص138و139، بهذا الحوار نصل إلى أن يعقوب غريب ودخيل على المكان، وعلى أنه يختلق أفكار وأكاذيب يدعي أنه له وجود/مكان على الارض.
أما ما يخص الافكار والمعتقدات فنجد أفكار غريبة عجيبة، يتحدث "يعقوب" عن فكرته ونظرته للماء وللنار/الحرق حينما تحاور مع "سليمان":
"ولماذا تحرق الشعر يا يعقوب؟!
ـ إنها المباركة يا سليمان!
ـ ظننتك ستزرع شعري، ثم تسقيه فينبت من جديد، وهكذا يدور دورة جديدة، فتدور أنت حولي دورات جديدة وتملأ كيسك"
ـ الماء في مهنة أبي يميت لا يحي!!، أجل يا سليمان، فالميت يغسل بالماء ليذهب ذهابه الأخير لا ليعود من جديد، إننا نجعل من شعرك، يا سليمان، وقيدة للرب، ليبارك لنا فيك" ص237و238، فكرة الماء عند كل الشعوب والأمم تحمل معنى الخصب والحياة، لكنها عند يعقوب أخذت صفة الموت، وهذا يشير إلى الخلل في بنية التفكير عند يعقوب، فهو سيء ليس في سلوكه فحسب، بل في طريقة تفكيره، من هنا وجدناه يفضل "الحرق بالنار" على الغسل بالماء.
ويتحدث "سليمان" عن الخداع لكسب ود الآخرين بقوله:
"أصبحت القرية لي يا يعقوب، ...لقد ترك ديني أمام أهالي القرية يا يعقوب من أجل أن أعيش فيها كأني واحد من اهلها، وبت انصرف إلى ديني حين عتزل الأهالي وأخلو مع نفسي، ورحت اشارك الناس هنا في الأفراح والأتراح معا، أصلي مع المصلين، وأصوم مع الصائمين دون أن أكشف لأي منهم عن ديني" ص159و160، الشخص المؤمن لا يخاف/يخجل من دينه، ويظهره للآخرين من خلال سلوكه وتعامله معهم، لكن من يخفي دينه بالتأكيد هو شخص مريض وغير مؤمن.
الأسماء
من الأسماء البارزة في الرواية "يعقوب وسليمان" الأول هو من نسب له وجود إسرائيل بعد ان صارعه مع الرب حتى طلوع الشمس، فأخذ الاسم عنوة من الرب ، والثاني معروف بالملك الكبير الذي يملكه، حتى أنه استعبد الجن وجعلهم خدما له، ونجد أن حالة الترحال وقسوة الطبيعة تلازم "يعقوب" في الرواية كما لازمت يعقوب في العهد القديم، فكلهما اشتهر بالترحال والتنقل وعدم الاستقرار، ونلاحظ أن خادع يعقوب الروائي ونهجه في الكذب والتضليل، يتماثل مع خداع يعقوب لعيسو، وسرقة البركة من ابيه "أسحاق" بعد أن لبس ثياب اخيه، وهذا ما يجعل الاسماء تأخذ بعدا رمزيا دينيا، بمعنى أن المشكلة في الفكر الذي يحمله يعقوب وكل من سار على دربه.
ونجد ان الجنس هو أحد الوسائل التي استخدمها "يعقوب وسليمان" لكسب المال والوصول إلى الثروة والجاه، فالأول جعل زوجته وبناته يمارس الجنس مقابل الحصول على المال، والثاني استخدم ابنته الشقرء لتكون مصيدة "لعباس الشهواني": "جاء إلى الشماصنة مع زوجته وابنته الشابة الشقراء التي ضيعت الكثير من الشباب، ..كانت تعطي القبلة لمن يشتهيها وبالمقابل. أبنة سليمان عطارة الشقراء الطويلة، ذات الجسد المتناسق، هي التي جعلت عباس الشهواني يركع على ركبتيه أمام أبيها ويقول له، المعصرة كلها لك، أعطيها لك امام الناس بلا مقابل، فقط دعني أعيش ووردة بسلام" ص168و169.
وإذا علمنا ان "عباس الشهواني" بعد أن اعطى المعصرة والبيوت وكل ملكه لسليمان انتقل إلى لبنان: "...ومضى عباس الشهواني تاركا القرية نهائيا إلى أهله في لبنان" ص164و165، نصل إلى رمزية "عباس الشهوني" ودوره في تمهيد المنطقة للسيطرة عليها وتغيير أسمها.
العجوز
تحضر "العجوز" لتنقذ "يعقوب وتساعده، في كل مرحلة يمر بها، في الصغيرة والكبيرة كانت تحضر وتساعده، حتى حينما اراد ان يقنع "جوديت" بالزواج من "سليمان" كانت حاضرة، وحينما اراد جلب الحجارة من المحجر حضرت لسليمان وطلبت منه مساعدته: "ساعده يا سليمان، وأجعله أقرب إلى روحك من كيسك... ستساعده يا سليمان لأن يعقوب سيصبح سيد المكان، وفي مساعدتك له ربح لك لا خسارة،
أ هل سأتزوج جوديت يا سيدتي؟
ـ أجل يا سليمان، ولك وريث منها" ص172و173.
وهي تحضر لكل من يحتاجه يعقوب، حتى "للعبوسي" صاحب المحجر جاءته وامرته أن يبدي حجارة خان يعقوب على بقية حجارة الزبائن: "استيقظت على صوت امراة عجوز طويلة... راحت تأمرني بأن استيقظ...ساعد يعقوب الذي سياتي إليك بعد قليل... ولم أدر كيف وافقت على طلبها" ص283و284.
وتظهر في نهاية الرواية كداعمة للبغاء ولدعارة التي انتشرت في خان بنات يعقوب، وبعد ان قتلن الأجنة ووضعها في المقبرة: "في تلك الليلة الطويلة بمتعها، كانت العجوز الطويلة الناحلة، تبارك ما تفعله بنات يعقوب عبر ظهورات مختلفة، كانت البنات يجعلن من رضاها اندفاعا جديدا نحو منح المتع والأخذ منها" ص331.
رغم عدم منطقة وجود العجوز وطريقة حضورها في الأحداث، إلا أنها ساهمت في زيادة حجم السواد الذي تحمله فكرة الرواية، وكأن السارد من خلالها أراد الاشارة إلى أن هناك قوة (خفية/غير ملموسة) تعمل على دعم كل من يريد الخراب للمنطقة والشر لأهلها.
السرد الروائي
نلاحظ أن السرد المتعلق بحنا والرهابات والدير اقتصر على أول أربعة وسبعين صفحة فقط، بعدها لم يتم تناول أيا من حنا والرهابات أو الدير، فقد تم تغيبهم تماما، وهذا ما فتح الحديث وبإسهاب عن يعقوب وبناته وكل من أقام علاقة معهم.
وقد تحدث السارد بشكل مستفيض عنهم، وبتفاصل دقيقة، وهذا يشير إلى أن السارد أراد التركيز على التشويه الذي حدث في المكان وعلى ساكينه، بمعنى أنه من خلال تسليط الضوءعلى يعقوب أوصل للمتلقي فكرة أن هناك فعل شاذ/غريب يحدث في مكان طاهر/مقدس/"الدير" ويحدث لأهله/ساكينيه، بحيث لم يعودوا يذكرون أو يتم الحديث عنهم، وهذا يستعدي ـ من المتلقي ـ أن ينتبه إلى هذا الأمر، وإلى الإقصاء الذي تم للدير ولساكينه، ومن ثم عليه القيام بعمل يعيد "حنا والراهبات" إلى واجهة الأحداث.
فلا يجوز منطقيا ولا أخلاقيا أن يمحى/يتوقف الحديث عن الدير وحنا والراهبات الصادقات المؤمنات التائبات، ويأتي حديث آخر مغاير، متعلق بالكذب والخداع والدعارة.
قات
الرواية من منشورات دار الماجد، رام الله، فلسطين، الطبعة الرابعة، 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??