الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتقال النزاع من بغداد إلى القرى، تنافس للسيطرة على محافظة ديالى

كهلان القيسي

2006 / 8 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ترجمة: كهلان القيسي

العراق – خان بني سعد: الهجمات بقذائف الهاون التي تبادلت في الشهر الأخير بين القرى السنيّة والشيعية حول مدينة خان بني سعد هي جزء من صراع على سلطة معقّدة في محافظة ديالى المختلطة سكانيا ، المنطقة المتنازع عليها تمتدّ من بغداد إلى إيران. حيث يحاول المقاتلون السنّة إخراج بعض العوائل الشيعية من المنطقة، بينما أفراد الميليشيات الشيعية ينتقلون من بغداد بأعداد كبيرة لمهاجمة السنّة ويوسّعون نفوذهم في المنطقة ، كما صرح المسئولين هنا بذلك.
كانت طلبة خليف في مزرعة العنب عندما سقطت قذيفة هاون أرعبتها وهربت نحو منزلها. وكانت إنفجارات مشابهة تهز قريتها ليلا و نهارا وتسقط على الطريق وفي النهر وفي الحقول. تقول طلبة، "نحن لا نستطيع النوم كلّ ليلة من هذا الذي يحدث ونحن خائفون جدا." ، جلست في بيتها محاطة من قبل النساء المحجّبات والبنات الأخريات.
خطّط القادة الأمريكيون لسحب مئات القوّات الأمريكية من هذه المحافظة، لكن بدلا من ذلك طلبوا في هذا الشهر زيادة في مستوى القواّت للمساعدة على استئصال انتشار العنف الطائفي. قدرة الجيش العراقي تطورت أكثر في ديالى، وسيطر الجيش على جزء كبير من المحافظة في الشهر الماضي. لكن القرار بزيادة القوّات الأمريكية يؤكد محدودية نظرائهم العراقيين، بشكل خاص الشرطة، الذي يجب أن يتغلبوا على مسالة انعدام الثقة التي تؤجج التوتّرات الطائفية.
قال ضابط أمريكي "مهمّتنا ليست تركهم يفشلون على نحو خطير، يقصد القوّات العراقية. لكن الهجمات ازدادت في ديالى بأكثر من الضعف منذ الصيف الماضي، وأكثر من 60 % منها موجهة نحو المدنيين العراقيين ، حيث هرب آلاف السكّان الشيعة والسنّة من أحيائهم بعد استلام تهديدات بالقتل. المسئولون أيضا لاحظوا بأنّ سكان المحافظة هم خليط، وان حدودها الطويلة مع إيران، وأنهاره وإنتاج فاكهتها كل هذه العوامل تشكل قوة جذب لمحاولة الاحتفاظ بهذه الأرض. وفي خان بني سعد بشكل خاص، فان جيش المهدي، الميليشيا الشيعية لرجل الدين مقتدى الصدر، مصمّمة على طرد أهل السنة منها والانتقال إليها.
إنّ التأثير المتصاعد لجيش مهدي ظاهر بشكل واضح في خان بني سعد – وهي مدينة على بعد حوالي 12 ميل شمال شرق بغداد.حيث ترفرف أعلام الميليشيا السوداء على كافة الأعمدة ويسطع الوجه المعبّس للصدر وسط الملصقات على طول الطريق الرئيسي.
يعمل هنا أكثر من 100 من أفراد الميليشيا في خلايا،و يقيمون نقاط تفتيش غير شرعية على الطرق السريعة إلى بغداد، ويسرقون الشاحنات، ويختطفون ويقتلون السنّة، وينظّمون الهجمات على القرى السنيّة. في مايو/مايس،قام العشرات من أفراد ميليشيا جيش المهدي وتنكّروا في الأزياء العسكرية العراقية ولطخوا الشاحنات واتجهوا شمالا لمهاجمة قرية جبار العربية ، وقال النّقيب كولن تانسي، ضابط استخبارات للكتيبة الأمريكية في غرب ديالى. تم اسر حوالي 30 من أفراد هذه الميليشيات ،لكن في أغلب الأحيان، ، يتجنّب أفراد الميليشيا الوقوع في الأسر، من قبل الجنود أمريكيين والعراقيين.حيث يقيم جيش المهدي نقاط تفتيش كلّ يوم ويخطفون السكّان العرب السنّة، "لكن عادة عندما نذهب للإلقاء القبض عليهم لم نجدهم.
وقال النّقيب صلاح بكري، الذي يقود وحدة من الجيش العراقي في خان بني سعد. إنّ الميليشيا مثل الأشباح يظهرون ويختفون فجأة ويشاطره الرأي القائد الأمريكي الذي أضاف ويهاجون الناس بشدة ويقتلون قتلا عشوائيا من اجل السيطرة على المنطقة, ومن اجل إيقافهم ننصح الأهالي العراقيين بالدفاع عن أنفسهم لحين وصول المساعدة إليهم. ولكن ما يعقد المشكلة هو الاعتقاد الواسع الانتشار بان بعض القوّات العراقية تتحيّز في العنف الطائفي.
عندما قصفت القرى بقذائف هاون هنا في وقت متأخّر من الشهر الماضي، اجتمع عشرات من قادة العشائر السنيّة والشيعية وقيادات دينية في جامع في خان بني سعد في محاولة للصول لاتفاقية سلام، لكن الاجتماع انتهى بالضغائن بعد أن صعد مدير الشرطة، العقيد هاشم حسين عبد، إلى المنصّة ،وقال "بكل صدق، اليوم لم أكن راغبا بحضور هذا الاجتماع، لأننا ندور في حلقة مستمرة من القتل الانتقام المضاد.
وقام شيخ - يرتدي عباءة مذهبة - وأتهمه بأنّ الشرطة والجنود العراقيين يسمحون للرجال المسلّحين بالمرور من خلال نقاط التفتيش، وان "الجيش العراقي والشرطة العراقية متواطئين "وصاح، متحديا العقيد هاشم لـ"فليقسم بأنّه لا يعرف شيء حول هذا التصرف." في الوقت نفسه انتقد شيخ الدين السنيّ، محمد عيسى اللامي، العنف المتزايد وألقى باللوم على الجيش العراقي لأنه "يسمح للميليشيات بقتل الناس الأبرياء على الطرق."
يعترف المسئولين الأمريكيين والعراقيين بأنّ الشرطة العراقية في خان بني سعد قد اخترقت بشدّة من قبل أفراد ميليشيا جيش المهدي وان بعض الجنود أيضا متعاطفون مع هذه المجموعة. "هم يمكن أن يقوموا بهذه الأعمال(السماح للمليشيات بالعبور من السيطرة) كمسألة بقاء، فإذا كنت جندي شيعي عليك أن تتعاون معهم أو سيقتلونك في منتصف الليل."كما يقول الضابط الأمريكي.

بسبب انعدام الثقة من ولاء القوّات العراقية، يكذب الضبّاط الأمريكيون على قادة الجيش العراقيين أحيانا ، حيث لا يخبرونهم إلى أي مكان يذهبون للقيام بالمهمات المشتركة ويطلبون من الجنود العراقيين بترك تلفوناتهم الخلوية قبل خروجهم المعسكر(لكي لا يتصلوا بأحد من المليشيات). أما الشرطة فمعدومة الثقة تماما..
من سخرية القدر، بينما يتحارب العراقيين بينهم،على نحو متزايد في نفس الوقت يعولون على الجيش الأمريكي للتوسّط في نزاعاتهم. على سبيل المثال، نقل المسئولين العراقيين اجتماع خان بني سعد من مسجد إلى قاعة عامّة لضمان حضورا لضباط الأمريكان..........يستمر

http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال