الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسرى الفلسطينيون في عيون إسرائيل: قتلة مخربون أم طلاب حرية؟ (1)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 9 / 13
أوراق كتبت في وعن السجن


نهاد أبو غوش
على النقيض تماما من المكانة السامية التي يحظى بها الأسرى الفلسطينيون لدى شعبهم بوصفهم قيادات وطلائع و"خيرة أبناء وبنات الشعب"، تميل معظم التحليلات والمقاربات الإسرائيلية إلى ترداد وجهة النظر الرسمية – الأمنية، التي تنظر إلى الأسرى الفلسطينيين من زاوية استعلائية عنصرية، فهم مخربون وقتلة ومتطرفون، وأفراد يمثلون خطرا على الجمهور، تحركهم رغبة القتل وليسوا جديرين بأية معاملة إنسانية ولا حتى وفق الحد الأدنى الذي تتيحه القوانين الإسرائيلية للسجناء الجنائيين والمدنيين، وينبغي مطاردتهم وسجنهم وإبقاؤهم رهن الاعتقال مع تشديد ظروف حبسهم. ونادرة هي المواقف ووجهات النظر التي تتطرق للأسرى الفلسطينيين باعتبارهم بشرا ذوي حقوق أولا، ناهيك عن الاعتراف بهم كمناضلين من أجل الحرية.
ومثلما تمتنع إسرائيل عن تطبيق القوانين والمعاهدات الدولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتمد نظامين قانونيين متباينين أحدهما للمستوطنين والثاني للفلسطينيين، فإن سلطات الاحتلال تطبق نظامين قانونيين على السجناء أحدهما للسجناء الجنائيين، والثاني للسجناء الأمنيين وهم الأسرى الفلسطينيون الذين يحرمون بموجب هذه القوانين والإجراءات من جميع أنواع التسهيلات والمزايا التي توفرها القوانين للسجناء العاديين مثل الزيارات والإجازات والأجهزة الكهربائية والأليكترونية وغمكانيات الاتصال مع الأهل وظروف الزيارة والتفتيش والرعاية الطبية، بينما أعدت قوانين خاصة للأسرى الأمنيين في مختلف المجالات التي تخص ظروف الاعتقال أو المحاكمة كما يُفصّلها المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" في موقعه على الشبكة.
نظرة عنصرية واستعلائية
من أبرز وقائع النظرة العنصرية للأسرى الفلسطينيين، قرار أمير أوحانا وزير الأمن الداخلي السابق في حكومة نتنياهو، بحرمان الأسرى من الحصول على اللقاح ضد جائحة كورونا في شهر ديسمبر من العام الماضي، والاكتفاء بتقديم اللقاح لعناصر إدارة السجون، ووجّه أوحانا في حينه كتابا لسلطات السجون جاء فيه أن "الأسرى الأمنيين سيحصلون على اللقاح بعد تقديمه لجميع سكان إسرائيل"، وهو ما اعتبره نادي الأسير الفلسطيني قرارا عنصريا يمثل انتهاكا جديدا يضاف لقائمة طويلة من الانتهاكات لحق الأسرى في العلاج.
ويكرر عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتامار بن جفير هذا الموقف، إذ لا يمكنه استيعاب أو تفهم الخطوات الاحتجاجية التي قام بها الأسرى مؤخرا بعد التنكيل بهم، فيدعو إلى جعل الأسرى الذين حرقوا أمتعتهم يعانون من نتائج هذا الحريق، وتدفيعهم كلفة الأضرار المادية التي تسببوا بها. وعن مطاردة الأسرى الهاربين يحذر بن غفير في تصريحات نقلها موقع القناة السابعة بتاريخ 8/9/2021 من تعريض أي جندي إسرائيلي للخطر خلال عمليات تعقب الأسرى، ويقترح القيام بعمليات قصف جوي لأماكن تواجدهم سواء كانوا في جنين أو طولكرم أو اي مكان آخر، وهدم المباني التي تأويهم على من فيها.
تداعيات سياسية وأمنية
وقد سيطرت قضية نجاح الأسرى الفلسطينيين الستة في الهروب من سجن جلبوع الحصين على اهتمامات الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وشمل هذا الاهتمام الدوائر السياسية والأمنية كما المواطنين العاديين من مختلف الفئات والشرائح، وكانت القضية مادة خصبة لعشرات بل مئات المقالات والتحليلات في مختلف وسائل الإعلام العربية والعبرية والعالمية.
وبصرف النظر عن النتيجة النهائية لعملية الهروب المثيرة التي شبهها كثيرون بأفلام هوليوود الذائعة الصيت، وخاصة في ضوء إعلان المصادر الإسرائيلية، حتى لحظة كتابة هذه السطور، عن اعتقال أربعة من الأسرى في منطقة الناصرة ومحيطها، فقد طغت مشاعر الزهو والاعتزاز على الفلسطينيين كما أبرزتها وسائل التواصل الاجتماعي، ومقالات الكتاب والمسيرات العفوية في مختلف المحافظات، ما انعكس حتى على الأوساط الرسمية الرفيعة للسلطة التي ثمنت خطوة الأسرى الستة، واعتبرته حقا أصيلا وشرعيا، فقد أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بهروب الأسرى وقال في لقاء موسع مع الصحفيين نقلته وكالة رويترز في اليوم التالي لهروبهم أن "من حق كل أسير أن يخرج من السجن بأي طريقة"، مضيفا أن السلطة تحمّل إسرائيل " مسؤولية أرواح أبنائنا الستة" . أما الأوساط الإسرائيلية فقد أجمعت هي الأخرى على خطورة العملية وعلى وجود نقاط خلل عديدة في المنظومة الأمنية. واتفق معظم المحللين من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أن عملية سجن جلبوع سيكون لها تأثيراتها السياسية والأمنية وخاصة أنها تأتي بعد فترة وجيزة من استئناف الاتصالات السياسية الفلسطينية الإسرائيلية، وبعد أيام معدودة من استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، والحديث عن طائفة من التسهيلات الإسرائيلية الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة وغزة، والكشف قبل ذلك عن قائمة قدمها الفلسطينيون رسميا للإسرائيليين كجزء من إجراءات بناء الثقة المطلوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية




.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور