الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات المغربية و أزمة غياب المعارضة السياسية

جلال الفرتي

2021 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم النقاش الدائر حاليا حول تداعيات نتائج الانتخابات البرلمانية و الجماعية على المشهد السياسي المغربي ، يبدو ان الهاجس الاساسي للنخب السياسية لن يكون حول تشكيل الحكومة المرتقبة بقدر ما سوف ينصب على الاطراف التي يمكن ان تتوقع في صف المعارضة ، و بالنظر الى نتائج الانتخابات و طبيعة الاحزاب السياسية التي تصدرت المشهد السياسي فإن المغرب مقبل على فراغ سياسي للمعارضة .
ان المعارضة السياسية تعد أحد أهم مرتكزات الديمقراطية في الأنظمة السياسية ، وهي ضرورة سياسية لابد من وجودها في اي نظام سياسي من اجل تصحيح وتصويب ونقد أداء السلطات الثلاثة، من اجل الوقوف ضد الانزلاقات التي قد تجنن لها القوى السياسية المهيمنة والمتحكمة بالسلطة ،، وذلك من خلال ممارسة كافة الوسائل السلمية التي يتيحها الدستور لتغيير الوضع السياسي نحو الأفضل.

وبالتالي فغياب المعارضة في الأنظمة السياسية يشكل خللا وفجوة كبيرة نظرا لغياب وسطاء بين الحاكم و المحكوم ، الامر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الإحتقان الاجتماعي والرفض الشعبي من جهة وبين الطبقة السياسية المتحكمة في السلطة من جهة أخرى ، وقد يكون هذا الغياب وهذه الفجوة مقدمة إلى الإصطدام أو العنف نتيجة عاطفية وعفوية للمشاعر الشعبية وعدم قدرتها على بلورة مطالبها بصورة ناضجة وقانونية وسياسية وهي المهمة التي تضطلع بها قوى المعارضة في الأنظمة الديمقراطية السليمة والمستقرة ، حيث تمارس دورالحلقة الوسط التي تمتص المطبات القوية بين السلطة الحاكمة والشعب الغاضب نتيجة السياسات الخاطئة التي تمارسها السلطة دون رقيب .

ان هذا الخلل الذي افرزته الانتخابات الاخيرة و المتمثل في غياب معارضة سياسية لها جدور اجتماعية و قاعدة شعبية ، قد تعمق اكثر نتيجة عدم رغبة جميع الاطراف السياسية الاصطفاف في صف المعارضة نظرا اولا لخوفها من ان تخسر مكانها في السلطة خصوصا بعد طول المدة التي قضتها في معارضة شبه شكلية واخص بالذكر حزب الاصالة و المعاصرة الذي لم يولد الا ليكون في السلطة، ومن خلال التجربة السياسية لحزب العدالة و التنمية و فشله في الحكومات السابقة ، فإن عقد المعارضة السياسية قد انفرط بالنظر الى ان هذا الاخير لايمكنه لعب دور المعارضة تقنيا وقانونيا وسياسبا بالنظر الى نتائجه في الانتخابات اولا ، وفقدان الثقة في خطابه الايديولوجي/الديني كدى فئات واسعة من المجتمع ، بل حتى من كوادر الحزبية وقاعده الجماهيرية.


ان المعارضة السياسية وكما اسلفنا سابقا حالة ضرورية وحالة مطلوبة ليس لبناء النظام السياسي بشكل صحيح ، بل من اجل التعبير عن المطالب الملحمة لفئات مهمشة ، حتى وان كان الشارع ينظر اليها بنظرة يكتنفها الغموض واللبس وانعدام الثقة .
ان العملية السياسية في المغرب تتطلب من جميع الكتل السياسية تغيير قواعد اللعبة؟...

ان هناك قاعدة في النظم الديمقراطية تقول( لا ديمقراطية حقيقية بدون معارضة سياسية فعلية) (ولا ديمقراطية حقيقية بدون تعددية حزبية)، وهذه المقولة لم تفرزها الانتخابات بالمغرب منذ لحظة دخول حكومة اليوسفي معترك السياسة من بوابة السلطة.
ولعل الحديث عن وجود احزاب في السلطة واحزاب في المعارضة، هو حديث عن ما يسمى (قوة التوازن السياسي) بين مجموعتين من الاحزاب، وهذا التوازن يكاد يكون هو الضامن وهو الضابط لمؤسسات النظام السياسي ولمؤسسات الدولة، بالتالي عندما تنعدم المعارضة السياسية تكون قوة النظام وقوة التوازن معدومة، وبالنتيجة نكون امام نظام سياسي احادي الجانب أو احادي القوى السياسية، بمعنى اخر انه يتضمن فقط احزاب سياسية تسعى للوصول إلى السلطة أو موجودة في السلطة، وتسعى إلى ترسيخ هيمنتها ووجودها في السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم