الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساعي المالكي لتولّي رئاسة الحكومة لدورة ثالثة

محمد رياض حمزة

2021 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في 16 أب 2015 في مقابلة تلفزيونية مع "قناة آفاق" الفضائية قال المالكي بالنص " ... في الحقيقة .. المتصدين من السياسيين.. والشعب يعلم .. وأنا منهم ، وأنا أعتقد أن هذه الطبقة السياسية .. وأنا منهم ينبغي أن لا يكون لهم دور في رسم خريطة العملية السياسية في العراق لأنهم فشلوا فشلا ذريعا".
ــــــــ قبل 2003 لم يكن احد يعرف من عامة العراقيين من هو نوري المالكي . وعندما تولى رئاسة الحكومة في 20 أيّار 2006 وحتى 8 أيلول 2014 شهد العراق ثماني سنوات دامية . حيث تجذّر الفساد وتغلغل في مؤسسات الدولة كلها . وسُرقت وهدرت أموال ثماني موازنات قُدّرت اقيامها ب( 700) مليار دولار . ودخل البلد في حرب اهلية طائفية أثارها تنظيما "القاعدة " ثم " داعش". وأنهار المتبقي من البنى التحتية للخدمات الاساسية كافة . يراد من هذه المقدمة التنويه بأن هدف المقال ليس التعريض الشخصي اوالاساءة للمالكي . أن من الخسة والدناءة الاساءة الاستهداف الشخصي للناس لمجرد الاساءة . ولكن معظم من كتب أو تحدث بنقد أداء المالكي في إدارة البلد إنما جاء كونه رئيسا للحكومة لدورتين مازال العراق يعاني من مخلّفاتها.
ــــــــــ من متابعة مواقف رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي ونشاطه المحموم للبقاء في واجهة المشهد السياسي في العراق . وخلاصة لمعظم ما قيل وكتب ونشر عنه جاء مدحا وذما . أما مدحا فجاء من قلة من الذين أفاء عليهم مناصبا ومالا إئتُمن عليه وأخسره فسادا وذما وشتما وتخوينا وادانة وتجريما جاء من كُثْر من المتدينين والكتاب ومعظمهم شيعة ..... يمكن القول أن الرجل في حال لا يحسد عليه ، ذلك ان التغيير الذي تنشده انتفاضة تشرين 2019 قد تؤول به الى القضاء في احسن نهاية لسياسي قيادي اسلامي . المالكي نموذج لرهط من قيادات شيعية صيّرهم الاحتلال ساسة . والان ، وبعد 18 سنة من بين اسوأ عقدين عاشها العراق ، معظمهم ما زالوا ساعٍين باصرار على البقاء في أي منصب و"حصانة" يلوذون بها ظنا منهم أنهم محميون من المسائلة على ما اقترفوه بقصد أوبجهالة.
ـــــــــ تصاعد نشاط المالكي وتحركاته مؤكدا مسعاه الحثيث للعودة الى منصب رئاسة الوزراء. فبينما كانت بغداد منشغلة بحدثين خلال اسبوعين إنتهيا يوم 28 آب 2021 أولهما مؤتمر ( قمة بغداد للتعاون والشراكة) والاخر عودة التيار الصدري المتوقعة للمشاركة في الانتخابات النيابية في 10 تشرين الاول 2021 . ادرك المالكي تضاؤل تحقيق طموحه بعد ان علم ان مسعود البارزاني ينسق مع السيد مقتدى الصدر لتحالف غير معلن في الانتخابات المقبلة . حسب تصريح لنائب كردي وثقته قناة الجزيرة القطرية.
ــــــــ في 26 آب 2021 طار المالكي وحط في اربيل والتقى رئيس الحزب الديمقرطي مسعود البرزاني ينشد تحالفه وتاييد ترشحه للمنصب. واجمع محللون ان عودة التيار الصدري جاءت ردا على مساعي المالكي للعودة للمنصب بعد أن مني بالتراجع في انتخابات 2018 والتي لم يحصل فيها ائتلافه (دولة القانون) سوى على 25 مقعدا من أصل 329 ( إجمالي مقاعد البرلمان) . ونال تحالف "سائرون ــ مقتدى الصدر" 54 مقعدا.".
ـــــــ بالعودة الى عام 2017 في ذلك الوقت عندما تضاربت المصالح التي سبقت إنتخابات 2018 وضعفت مطالبات اقليم الكرد بحصة من الموازنات الاتحادية المقبلة أدرك البارزاني تضاؤل حظوظ المالكي في المنصب جعله يعلن تصلبه ورفضه القاطع لعودة المالكي لرئاسة اي حكومة في بغداد تزلفا لمن سيرأس الحكومة في بغداد . ففي 23 كانون الثاني 2017 صرح مسعود البارزاني أنه سيعلن استقلال الإقليم من دون الرجوع لأحد في حال تولي زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي رئاسة الوزراء مجددا. أضاف مقابلة مع صحيفة (الشرق الأوسط ) السعودية على هامش مشاركة البرزاني في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، "سأعلن استقلال كردستان في اللحظة التي يتولى فيها المالكي رئاسة الوزراء وليكن ما يكون ، ومن دون الرجوع لأحد".وأضاف " بأن المالكي تبنى نهجا طائفيا تسلطيا وضرب الشيعة والسنة والكرد خلال فترة حكمه." مضيفا "لا يمكن أن أقبل بالبقاء في عراق يحكمه المالكي". وقتها لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب المالكي على تلك التصريحات المهينة التي أدلى بها البارزاني والتي ساهمت بتراجع مقاعد " دولة القانون " في البرلمان . ومع ذلك يتناسى المالكي تلك الاهانة و يتنازل ناشدا ود البارزاني وتاييده للعودة للمنصب.
ـــــــ تعقيبا على لقاء البارزاني والمالكي صرح القيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان للجزيرة نت قائلا : " البارزاني أكد سابقا عدم وجود أي فيتو أو تحفظ على أية شخصية من المكون السياسي الشيعي بشأن تولي رئاسة الوزراء". بمعنى انه ما اعطى وعدا قطعيا للتحالف مع المالكي. التكتل الكردي في البرلمان الاتحادي وله 44 مقعدا في انتخابات 2018 كان يلعب دورا انتهازيا نفعيا لتامين مصالح الاقليم فقط.
ـــــــ إنسجاما مع مساعيه للمنصب ... لوحظ تحول المالكي ، رئيس حزب الدعوة وزعيم إئتلاف دولة القانون ، الى شخص "برجماتي" مغيّرا مواقفه التي كان يفتخر بتصلبه فيها الى قبوله لها . كتصريحه بقبول بقاء القوات الامريكية في العراق قائلا : "العراق يحتاج إلى الخبرة والاستخبارات والتدريب، فالقوات الأمريكية غير القتالية ستكون داعمة ومساندة للعراق أيضا. وفي احدث تصريح له نقلته الفضائية الشرقية يوم 14 ايلول 2021 قوله" ان الحكومة القادمة يجب أن تكون إئتلافية" بمعنى ان المالكي يتودد الاخرين الذين يتطلعون للمناصب في اطار المحاصصة . في تقييم مساعي المالكي:
ــــــــ قيادي بائتلاف "دولة القانون" النائب البرلماني محمد الصيهود يرى أن "بوصلة الترجيحات تشير إلى حظوظ المالكي لنيل ثقة البرلمان، و إن الشعب العراقي يتذكر ما أنجزه تكتل ( دولة القانون) خلال فترة تولي الحكومة الأولى والثانية التي شغلها المالكي، ومنذ تلك الفترة ولغاية الآن لم يُنجز شيء على يد الحكومات بعده" ..... ان من غير المعروف عن أي إنجازات تتحدث بوصلة الصيهود . المالكي رأس الحكومة بين عامي 2006 إلى 2014 رئيسا الوزراء خلال ولايتين . وفي ولايته الثانية احتفظ لنفسه بوزارتي الداخلية و الدفاع وأيضا الأمن الوطني. من هذا المنطلق كتب الدكتور فخري مشكور مقالا بعنوان " رسالة بالحبر الاحمر .. نصيحة الى نوري المالكي" و نُشر على نطاق واسع. يمكن اعتباره المقال تقييما موضوعيا " متسامحا جدا" مع المالكي كسياسي وقيادي إسلامي . يتناول الدكتور مشكور إنجازات المالكي ، ويسميه ( الحاج) . يبدأ المقال مؤكدا " أن المالكي لم تكن لديه أياً من الخبرات ليكون مؤهلا للقيادة التي يتصف بها و يشيدها ويعلي صروحها ألسياسي ألوطني ألغيور ومعه المهندس الكفوء، والاقتصادي الضليع، وعالم الذرة الفذ ، والطبيب الحاذق ، والقائد الاداري الناجح ، والاستاذ الجامعي المخلص " ويضيف " رغم يقيني بذلك الا انني سأقر بانك حاولت ان تكون زعيما ذات لحظة، وصدّقت بمن اضفوا عليك هذه (الكاريزما) ، أو خدعوك بها ، غير أنك اكتشفت بعد حين ،مثلما اكتشف مريدوك واتباعك ، ان بدلة الزعامة كانت فضفاضة عليك لدرجة انك ضعت بين طياتها . الزعماء يصنعهم ألتاريخ أيها الحاج وليس الغوغاء الذين يهتفون (علي وياك علي)، والزعيم اللامع انما هو نتاج مسيرة نضالية قاسية ، وحصيلة لظرف تاريخي يندر تكراره ، والزعماء هم ابناء الاوطان وليسوا ابناء الطوائف ، والكهوف السياسية المظلمة! .ويرى الدكتور مشكور أن المالكي أحاط نفسه " بجوقة من الكذابين والمرتزقة والمتهافتين على المناصب ،وسراق المال العام الذين يتلبسهم جوع عتيق لم يفلحوا بالتحرر منه. وان اغراءات السلطة افقدت المالكي العفة وأبقته سلطويا متشبثا بالمنصب وطامعا بالمال و على استعداد تام لبيع العراق كله ، وحرقه ببشره وشجره وحجره مقابل البقاء رئيسا لحكومة عجزت عن حماية نفسها وهي مختبئة في المربع الحصين!. الزعيم ألوطني لايكذب وان المالكي قد كذب مرات ومرات وعلى رؤوس الاشهاد، وألزعيم لايسرق والمالكي اضاع موازنات بأكملها ، واهدر ثروات تكفي لبناء دول من العدم ، وأعطى مالا يملك لمن لايستحق. وأن أصهار المالكي وسيلة ايضاح لفساد الحاشية في تسلطهم على مقدرات البلاد والعباد ، والزعيم يواجه خصومه بقيم ومروءة الفرسان والمالكي غدر وتفجّر ، وتحيّن الفرص للايقاع بمنافسيه ، وووظف القضاء وجعل من الحق باطلا ومن الباطل حقا!" . ويخاطب الدكتور مشكور المالكي بالقول "أتعلم أيها الحاج ان دوامة الكتلة الاكبر التي دخّلنا في دهليزها اليوم هي واحدة من أحابيل ألمكر التي استخدمتها للاحتفاظ بالسلطة وليكن بعد ذلك الطوفان . أتعلم انك أهنت جيشا كان في زمن ما واحدا من أهم الجيوش وأكثرها قوة ومراسا وبأسا عندما أوكلت للفاسدين والفاشلين والجبناء واللصوص مسؤولية قيادته وألتحكم به؟!
وعن مسؤولية المالكي عن سقوط ثلث العراق بيد الدواعش في 9 حزيران 2014 ، يخاطب الدكتور مشكور المالكي بالقول " ألم تكن ، لحظة سقوط الموصل واخواتها من مدن العراق، قائدا عاما للقوات المسلحة، ووزيرا للدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات؟ ألم تشكل هذه العناوين مجتمعة مايعرف ب ( مجلس الامن القومي) ..بمعنى آخر انك كنت (مجلس الامن القومي) ألذي يتولى حماية حدود البلاد والدفاع عنها ولا أحد ينافسك أو ينازعك في ذلك!. هل كان لأحد أن يشاركك القرار الامني وانت (مجلس الامن القومي ) بكامل أعضائه ؟ .يضيف الدكتور مشكور" لكن مكابرتك ، وكذبك، وتهربك من المسؤولية ، وتعليق النكسة على شماعةٍ غير شماعتك انهت البقية الباقية من وطنيتك وصدقيتك. مازلت تحمّل ( الشركاء) مسؤولية الفشل والانتكاسات وألهزائم وألدمار الذي حل بالعراق ، وأود هنا ان اذكرك بقضية هي الاشد وضوحا على انك وحدك تتحمل الهزيمة ولا أحد يتحمل معك شيئا منها!"
ويختتم الدكتور مشكور المقال بالقول مخاطبا المالكي :" تأمل قليلا في مخلفات حكمك ، دع شريط الفواجع يمر أمام ناظريك ، اترك خيالك يصور لك جانبا من فاجعة سبايكر بشهدائها وأيتامها وأراملها ، وكارثة سقوط الموصل وتكريت والرمادي وجرف الصخر وبيجي وغيرها من مدن العراق ، لو كان سياسي آخر غيرك يحكم العراق ، وتسبب في كل تلك الفواجع ألم تجيش الجيوش لاسقاطه واتهامه بالخيانة العظمى؟ .أما آن لك ان تستريح وتتفرغ للعبادة لتكفر عن نفسك آثام السنوات العجاف عسى رب العزة أن يغفر لك بعضا مما اقترفت من كبائر اقلها تسببك في قتل الآلاف من الابرياء سواء بقصد او بسوء ادارة وفشل وغباء!
ألشعب لن يغفر لك مافعلت لكن الله سبحانه غفار رحيم فاطلب مغفرته واخلد للراحة وارح الناس من كابوس اسمه نوري المالكي".
9ــــــــ سرقة المال العام وهدره بعد 2003 و في عهد المالكي : كشفت إحصائيات برلمانية عن وجود أكثر من 6 آلاف مشروع وهمي منذ عام 2003 كلفت العراق ما قيمته 178 مليار دولار.
في هذا السياق، قال مسؤول عراقي في مكتب رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، إن المشاريع الوهمية 30 بالمائة منها تمت برعاية الأميركيين، وهناك ضباط وحلقات أمريكية مختلفة إبان الاحتلال تتورط معها. وأضاف المسؤول الحكومي، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل للتحدث لوسائل الإعلام، أن النسبة المتبقية من المشروعات الوهمية، البالغة 70 بالمائة، تمت في زمن الحكومات العراقية المتعاقبة بعد رحيل الأميركيين، وأكثر الفترات التي شهدت مشاريع وهمية كانت في عهد حكومتي نوري المالكي الأولى والثانية، بينها مجمعات سكنية وسياحية وأخرى خدمية قام هو بنفسه بوضع حجر الأساس لها لكنها انتهت إلى المجهول ولم تر النور، رغم أن مبالغها تم صرفها من الموازنة العامة.
وحول ما إذا كان للحكومة الحالية قدرة على فتح هذا الملف، قال المسؤول: "سيكون ملفاً خطيراً جدا، لأن كثيرا من الزعامات السياسية متورطة فيه، إذ لن يشمل المالكي فقط، بل أغلب القيادات السياسية الحالية في البلاد".وحسب تصريحات لعضو لجنة الخدمات في البرلمان العراقي، النائب جاسم البخاتي، فإن "عدد المشاريع الوهمية في العراق منذ عام 2003 (عقب الغزو الأميركي ــ البريطاني)، وحتى العام الجاري، زاد عن 6 آلاف مشروع"، كاشفا أن المبالغ التي تكبدها العراق بسبب ذلك تبلغ قرابة 200 تريليون دينار عراقي" أي نحو 178 مليار دولار، خلال الستة عشر عاما الماضية. ( المصدر : موقع " العربي الجديد " 23 ايلول 2019)
10ـــــــــــ في 29 أب 2014 وفي خطبة لممثل السيد السيستاني جاء فيها:"المرجعية الدينية تدعو الكتل الساسية بأن لا تجازف بإعطاء المناصب الوزارية أو غيرها لمن لم يقدم خلال الفترات السابقة خدمة للشعب . بل تفتح المجال لمن تتوفر فيهم المعايير السابقة . فإن من جُرّب حلت فيه الندامة" . تلك الخطمة أسهمت بإزاحة المالكي واستبداله بحيدر العبادي لرئاسة الحكومة.
11ــــــــــ في الختام نكرر ما جاء في مقدمة المقال إذ لابد من تذكير كل ناخب عراقي بإعتراف المالكي الشهير الذي ادلى به في 16 أب 2015 في مقابلة تلفزيونية مع "قناة آفاق" الفضائية قال المالكي بالنص " ... في الحقيقة .. المتصدين من السياسيين.. والشعب يعلم .. وأنا منهم ، وأنا أعتقد أن هذه الطبقة السياسية .. وأنا منهم ينبغي أن لا يكون لهم دور في رسم خريطة العملية السياسية في العراق لأنهم فشلوا فشلا ذريعا".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص