الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخريف العربي 3

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يمكننا أن نـُلمح أيضا في مضمار التسوية التي يتوصل إليها عادة المستعمر مع الوطنيين الذين يتصدون له ، إلى الإتفاقيات التي أبرمتها القيادة الإسرائيلية مع بعض القيادات العربية لكي نقيس انعكاساتها بمعايير النصر و الهزيمة و السلطة الوطنية. و لكننا لسنا هنا في صدد البحث في هذه المسألة ، لنواصل استعراض الأمور المستجدة مؤخرا في المرحلة الراهنة التي تمر بها أزمة المنطقة السورية ـ العراقية ، و هي كما لا يخفى قديمة .( عالج فرانس فانون هذا النوع من الإتفاقيات )

3 ـ فلسطين و نفط : لا نجازف بالكلام أن اصل الأزمة التي تعيشها المنطقة العراقية السورية ، هو في فلسطين و في ينابيع النفط الموجودة فيها و القريبة منها .

كان لافتا للنظر في الأيام و الأسابيع القليلة الماضية ، حوادث ذات دلالات كبيرة توالت جميعا في أوقات متقاربة . كان الحدث الأهم على الإطلاق هو انتفاضة الفلسطينيين ، في الداخل والضفة ، دعما لسكان حي الشيخ جراح في القدس .بكلام آخر ما جرى في فلسطين هوأنتفاضة وطنية ضد الاستعمار الإسرائيلي . و لكن ما لبث الوضع أن تدهورعندما أقتحم الجنود الإسرائيليون المسجد الأقصى و ساحته حيث استخدموا كل الأساليب القمعية ضد المعتصمين ، تعبيرا عن عدم أحترامهم لمشاعر الأصليين . ليس مستبعدا أن اقتحام المسجد كان إلتفافا على الإنتفاضة .

نجم عنه ، تحول في طبيعة المواجهة تمثل بانتقالها إلى المجال الديني . تجسد ذلك باعلان " الحرب" انطلاقا من قطاع غزة ، ذودا عن" المسجد الأقصى " ، الذي أدى إلى وساطة مصرية بين الإسرائيليين من جهة و بين قادة " الحرب " الذين يتخذون من دولة قطرالخليجية مقرا لهم .لا جديد تحت الشمس الوطنية الفلسطينية ، عاود القادة السلوك المتبع منذ ثورة 1935 .

أما الحدث اللافت الآخر فهو استجلاب النفط بواسطة ناقلات ايرانية تفرغ حمولتها في سورية ، ثم تنقل بالصهاريج إلى لبنان حيث شبكة توزيع المشتقات النفطية مضطربة ، فلا يستطيع الإنسان العادي التزود منها إلا في السوق السوداء ومن خزانات حكام البلاد و المحاسيب عليهم التي ملئت بملايين الليترات .

من البديهي القول أن استجلاب الناقلات الإيرانية يمثل في حد ذاته خرقا للحصار المفروض على بعض المناطق اللبنانية من قبل الولايات المتحدة و حلفائها ، الذي يشارك فيه حكام البلاد أنفسهم ، إلى جانب تواطئهم المثبت في ضرب العملة الوطنية .

لا بد هنا من الإشارة إلى أن خرق الحصار يعني ضمنيا ، امتلاك الجهة التي قررت القيام بهذه العملية ، القدرة على ردع الذين يحاولون اعتراضها . و استطرادا إن الولايات المتحدة و حلفائها يتجنبون الآن ، المواجهة العسكرية المباشرة . و هذا أمر يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار في مقاربة موضوعية للأزمة المصيرية في المنطقة .

يبقى في ختام هذا الفصل سؤال جوهري لا مفر من التفكر في الإجابة عليه ، حول الأسباب التي دعت إلى تحدي الحصارالخارجي الإجرامي على لبنان حيث ندر بالنسبة للكثيرين من أهله ، المال ،الغذاء ، الدواء ، الماء و الكهرباء ، من أجل استجلاب النفط فقط ، و تحول دون تحدي الحصار الداخلي الذي يضطلع به الممسكون بسلطة الحكم و مفاتيح القضاء و الإدارة الرسمية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد