الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل المواجهة مع المشروع الامبريالي الصهيوني

سلامة كيلة

2006 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لكي لا نبقى نكتشف ما هو واضح، ولكي نؤسس على هذا الوضوح، يجب أن ننتقل إلى البحث في الدور الذي يجب أن نلعبه. لقد سقطت أوهام السلام مع الدولة الصهيونية، وتبيّن أن الدولة الأميركية تسعى فعلاً للسيطرة على الوطن العربي وآسيا الوسطى (المسمى بالشرق الأوسط الموسّع)، من أجل السيطرة على النفط والأسواق، بهدف التحكم بالعالم.
إذن نحن إزاء حرب إمبريالية تقودها الدولة الأميركية، وتبدو الدولة الصهيونية كجزء عضوي فيها، ومدعومة من قبل الدول الامبريالية الأخرى. هدفها تدمير كل التطور الذي تحقق منذ الاستقلال، وهو ما يوضحه تدمير البنى التحتية في فلسطين والعراق ولبنان، وتدمير مجمل الاقتصاد فيها. إضافة إلى تسعير الصراعات الطائفية من أجل تفكيك البنى الاجتماعية. وبالتالي لتكون السيطرة مكتملة، وتسمح بالهيمنة الطويلة على المنطقة.إننا إزاء موقف إمبريالي يسعى لإبقائنا متخلفين ومفككين، لأن هذا الوضع هو الوضع المناسب لتحقيق السيطرة وتأبيد الاحتلال.
هذه مسائل يجب أن تكون بديهية، وفي خطاب اليسار خصوصاً. وأن تكون في أساس بناء إستراتيجية المواجهة. ولهذا فإن استقلالنا وتطورنا وتوحدنا كعرب لن تتحقق إلا بالقوة وعبر القوة. إن تحقيق حداثتنا هو معركة ضد الطاغوت الامبريالي الصهيوني. وإن رفاهنا ليس ممكناً دون الحرب ضد القوى الامبريالية، خصوصاً هذه التي باتت تحتلنا في فلسطين والعراق، والتي تدمر لبنان وتسعى للسيطرة عليه، وتنشئ القواعد العسكرية في الوطن العربي من الخليج إلى الجزائر.
هذا أساس واضح لبناء إستراتيجية مقاومة، لكنها تقوم على تحقيق التغيير الداخلي من أجل أن يصبح ممكناً بناء القوى القادرة على تحقيق هذه الإستراتيجية. وبالتالي فإن المواجهة مركبة ومتداخلة، حيث لا نستطيع بناء القوى مع وجود فئات داخلية ملحقة بالمشروع الامبريالي. كما أننا لا نستطيع غض النظر عن الخطر الامبريالي الصهيوني الذي بات يخوض حروبه ضدنا، ويسعى للسيطرة والاحتلال.
لكن كل ذلك يفرض الانطلاق من بعض المبادئ التي يمكن إجمالها في النقاط التالية:
1) لقد باتت المعركة واحدة من فلسطين إلى العراق إلى لبنان إلى كل الوطن العربي، وهي متداخلة مع معركة الشعوب في تركيا وإيران وآسيا الوسطى.
2)أن الدولة الصهيونية هي جزء عضوي في السياسة الامبريالية، وهي كيان إستيطاني إستعماري، وجيش "مرتزقة" في مواجهة حركة التطور و الحداثة العربية. وهي مركز إقتصادي للشركات الاحتكارية الامبريالية.
3) لقد سحق الشعب العربي نتيجة سيطرة فئات طفيلية نهبت المجتمع وإستولت على أموال النفط، ودمرت القطاع العام، ومارست مختلف أشكال الاستبداد. لهذا لا يمكن خوض حرب حقيقية ضد السيطرة الامبريالية الصهيونية إلا عبر إسقاط النظم العربية. وإعادة بناء المجتمع على أساس مقاوم.
4) هناك ضرورة لبناء نظم ديمقراطية تمثل الطبقات الشعبية، مع ملاحظة أن بناؤها يفترض مواجهة المخططات الامبريالية الصهيونية.
5) يجب مقاومة كل النزعات التي إستشرت في السنوات الماضية، والداعية إلى الاندماج في العولمة وتعميم الليبرالية الجديدة. ويجب مقاومة كل ميل للتخلص من القطاع العام الذي هو ملك الشعب وليس ملك الفئات الحاكمة. وهو أساس التطوير الاقتصادي والحماية الاجتماعية.
6) الحرب هي حرب وطنية تحررية، لهذا يجب تجاوز كل ميل لتحويلها إلى حرب دينية، أو الانطلاق من أساس طائفي في خوضها، لأن كل ذلك لا يوجد الأساس الصحيح لخوضها.
فإذا كانت النظم العربية استبدادية، والفئات الحاكمة تنهب الاقتصاد،وبالتالي إذا كنا في صراع مع هذه النظم لا يمكن تجنبه، فإن ميل الرأسمالية الامبريالية للسيطرة والاحتلال يفرض علينا أن نكون في صراع معها. وضمن هذه المعادلة يجب أن نسعى لتحقيق الاستقلال و الوحدة و التطور والديمقراطية. وحيث تبدو الفئات الرأسمالية المحلية الحاكمة تابعة للرأسمالية الامبريالية، وبالتالي مساعدة لها على تكريس التخلف والفقر و البطالة والنهب والاستبداد.
إننا كيسار معنيون ببلورة مشروع نهضوي مقاوم يقوم على فعل الطبقات الشعبية، من أجل هزيمة الرأسمالية التابعة التي تتحكم بالسلطة، ومواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة