الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شواطئ النسيان

كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)

2021 / 9 / 17
الادب والفن


خذيني ،
ملءُ أشرعتي سماواتُ إنتظار
خذيني ،
صوتُ مأذنتي نداءاتُ إنهيار
خذيني وأتركي الإعصارَ سكران ...
خذيني وأسرقيني من تجاعيد إرتداد النجم في القهر ِ
من إحتفالات إنحسار البدر في البئر ِ
خذيني واسحبيني من دقائقها ومن الثوان ...
من معادلتي
خذيني
من مخاض الدرب ِ في أمتعتي
خذيني
عاريا ً .. إلا من قلبي الولهان
إلى خدر ٍ خريفي ٍ بأطراف نضوج الليل
إلى إستسلام ِ عيون السهر للرمش الثقيل
خذيني
إلى شواطئ النسيان ،
بعيدا ً عن ملامح ِ التشويه في العصر ِ
عن العجز بآمال بقاء النوع ِ في الفكر ِ
عن رعد الطبول والبريق في حد السنان ،
من عقر إنهياراتي
خذيني
من قعر أسألتي
خذيني
من التشويش في ثورة الوجدان
من مقاومتي
خذيني
في مساومتي
خذيني
من براثن إنسها والجان
خذيني قبل أن أنسى أني نسيت
(( أن تنسى قصة الأفراح في عنوانها ، فذا ترف ٌ
لكنما كفرٌ إن تناسيت على شباككَ الأحزان .
أو تناسيتُ صراع الجهلِ والعقل ِ
صراع الظلم ِ والعدل ِ
وتاريخ الضحايا
وكأن الكان ما كان
فأخطرُ ما يبلى به ِ المرء
هو التسامحُ في فكرة النسيان ...
( نسي الأطفالُ وداعةَ بياض بدلة الطبيب في حرب الوباء
ولم ينسوا قساوة السواد ِ في عمائم الأمراء
أو وميض شرار الموت في حوافر الحصان ..
موجة ٌ تصعدُ بما قد اغرقَ الليلُ حطاما ً ببطن اليم
وموجة ٌ تهبط ُ ساقطة بلا أمل ٍ على صخر ٍ أصم
وفي خضم ِ تماوج الموجات تنافسا ً
يوزع ُ الموتُ على الطرقات ِ بالمجان ...
خذيني ، فسيأخذني غرقُ الوضوح ِ في ذل المقام
وتنشرُ أشلاء الحقوق على حبل وسائل الإعلام
وتُغلِفُ سفالة ُ الكذب ِ وقاحة َ الإعلان ...
تُسحلُ في الوحل ِ أقلام الطفولة
تعبرُ الأسماع َ إعتراضاتٌ خجولة
وتهجرُ الروحُ العيون بحلول كارثة النسيان
تهبط ُ آياتُ نكاح السبي على ظفائر الزهرات .. صواعق الألم
تسحبُ الريحُ قوارب النجمات الى زاوية التيه .. بوابة العدم
وترتمي الجبالُ من خيبتها على الوديان ..
يُبددُ الأضواءَ في الأسئلة
ويفقدُ المصير مع البوصلة
من نسي حمرة التجميل على وجه ديمقراطية المجندات من أمريكا
أو حكمة ملوك الصحراء ومشايخ البعران
(( الديمقراطية هي أن يختارُ الشعبُ الموت اما تشظيا ً بأنفجارِ قنبلة ٍ أفلتت سهوا ً
أو ببتر الأطراف بسيف ٍ أثري ٍ صدئ
أو جوعا ً على أبواب منظمات الإغاثة والإحسان
فأسعارُ النفط ِ قد أرتفعت
وغيومُ الشك ِ قد إنقشعت
أنبوبُ الغاز ِ غير وجهته
وتصدير الأفيون يدارُ وراء مكاتب مؤسسات حقوق الإنسان ،
سلع ٌ .. جيوش ٌ
أسلحة ٌ وعملات .. رشاوي وعمولات
والغائبُ عن ورقة ِ أعمال المفاوضات ِ هو الإنسان ...
فخذيني ،
من مخيلتي
من الكلمات والنغمات
من تقارب ِ العقول ِ في دوامة ِ الجنون
من تمسك ِ الطبيعة ِ الأعمى بأعتناقها غرائز الحيوان
خذيني ،
سيطبقُ الصراعُ فكيه ِ على قوس قزح
فلا يوجد يقينا ً فسحة ٌ تأوي الفرح
أوعلى الارض ِ لأقامة ِ العدل ِ مكان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا