الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسر اللَّوْز 2

علي دريوسي

2021 / 9 / 18
الادب والفن


مر يومان لا أكثر دون أن يصلني منها مجرد إشارة بأنها قرأت رسالتي، أغضبني الأمر وسارعت للكتابة لها دون تركيز:

مرحبا إيمان،
هل هذا هو اسمك الحقيقي؟ أرجو ذلك.
أريد أن أعرب لك في الحقيقة عن انزعاجي منك. إنه سلوك غير حضاري حين لا نولي اهتماماً للبريد الإلكتروني الواصل إلينا من قبل الآخرين. لكن لا بأس، هكذا نحن، الشرقيون العرب، لا عجب.
لم أكن أريد أن أسالك في رسالتي الأولى عن علاقة حب، لأنني والحمد لله لست بحاجة إليها، ثم أني لم أشحدك ولن أفعل، تمنيت أن أتحدث إليك بشغف إنساني وحسب، لعلني وددت إخبارك بأن أسلوبك الأدبي ومضمون كتاباتك يلجان إلى روحي بشكل ساحر حين أقرأ لك.
سامحك الله يا إيمان، إلى اللقاء ذات يوم.
أحمد

في اليوم نفسه بل بعد ساعتين تماماً من كتابة الإيميل لها وصلني ردها الذي أفرحني جداً، لعلها شعرت بتأنيب الضمير، هكذا ظننت.

مرحبا أحمد،
لغتك الألمانية جميلة.
ما الذي يفرض عليّ أن أجيب على رسالتك بأسرع وقت ممكن؟
لعلني مشغولة بشيء ما، لعلني مسافرة إلى مكان بعيد ولا إمكانية لديّ لرؤية الرسائل الإلكترونية، لعلني منزعجة ومزاجي سيء ولا أرغب بالتواصل مع الناس، أو ببساطة لعلني أحتاج الوقت لأجد الكلمات المناسبة للكتابة لك، كي أخبرك مثلاً أنني لا أنتظر علاقة حب قطعاً، أو لكي أكتب لك أنني سعيدة جداً بالكلمات اللطيفة التي وصلتني منك، في كل الحالات لك جزيل الشكر وأعتذر عن جوابي المتأخر قليلاً ربما.
تحياتي لك
إيمان

مرحبا إيمان الرائقة نوعاً ما،
أخيراً أمسكت بك.
أتعلمين؟ منذ مدة والشوق والحنين مشتعلان في داخلي لحديث هادئ في جو جميل مع إمرأة مثقفة وحسّاسة من بلدي. من أنت في الحقيقة؟ أين أنت؟ كيف أنت؟ كيف وصلت إلى هذا المستوى من القدرة على الكتابة الرومانسية؟ آه كم أود لو تجيبين على أسئلتي الطفولية الملحاحة في أقرب وقت ممكن.
بالمناسبة ليس لديّ إمكانية استخدام الإنترنيت في المنزل وهذا بالنسبة لي أمر جيد، يكفيني العيش مع الرقميات في مكتبي، أرغب أن أعيش في منزلي دون مشاحنات تكنولوجية، لذا سأكون ممتناً لو تفضلت بمهاتفتي ولو لوقت قصير، أتمنى أن أسمع صوتك، هذا هو رقم هاتفي الأرضي: 0351741269.
أتوقع منك مكالمة مساءً، أليس كذلك يا أنت!؟
كوني محيّاة من أحمد

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????