الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يهزم رجالاً كهؤلاء ؟؟

باسل ديوب

2006 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



لا زلت أذكر شباناً من حزب الله إلتقيتهم في حلب في العام 2001 حيث قام هؤلاء بتنفيذ معرض عن المقاومة الإسلامية في المدينة الجامعية، كان عملهم مميزاً جداً من الناحية الفنية، والأكثر تميزاً كان تعاملهم مع زوار المعرض الذي كان حدثاً مميزاً بذاته، و بالأخص قيام السيد حسن نصر الله بافتتاحه، رغم تأييدي للمقاومة الإسلامية إلا أني شعرت بالحزن لأنهم في المعرض تجاهلوا نضالات حركة المقاومة الوطنية اللبنانية " جمول " التي أطلقها الشيوعيون بعيد خروج المقاتلين الفلسطينيين وأصبحت الجامع لنضال القوى الوطنية اللبنانية من كافة الاتجاهات والتيارات سوريين، قوميين، بعثيين، ناصريين، وشارك فيها مقاتلون عرب من كل الأقطار، فكان معرض “ حزب الله " ينسب كل شيء إلى المقاومة الإسلامية، وجدت ذلك غير مقبول فدم الجميع اختلط في أرض الجنوب والشهداء يجب معاملتهم بنفس الاحترام فلا فرق بين سناء محيدلي السورية القومية، ولولا عبود الشيوعية، وراغب حرب الإسلامي، وغيرهم،وكانت مرافقتنا لهم أثناء التجهيز تسمح بخوض نقاش حول ذلك، لكن المميز في نقاشهم كان الهدوء والتواضع وتقبل النقد بكل رحابة صدر، وكان أن اقترحوا علي أن أسجل ذلك في كلمتي في سجل الزوار،
كانت كلمتي عتب رقيق حول قيمة الشهادة والشهداء، فكان أجدى وأكثر غيرية لو عرضتم صور شهداء من مختلف التيارات، و كان ردهم نحن أحزاب متنافسة وتلك الأحزاب لا تذكرنا في معارضها.
عند تحرير الجنوب تبدت رجولة وعقلانية لا تضاهى عندهم، فرأينا المقاوم يلتقي بالعميل الذي عذبه في السجن، ونكل به بكل وحشية وخسة، و دك قريته بقنابل المدفعية، و سحل جثة شقيقه الشهيد في القرية، فيقوم المقاوم بتسليمه فوراً إلى الجيش أو الدرك اللبنانيين، كم هو مشهد بليغ وهائل في دلالته، لم تحدث " ضربة كف " واحدة في الجنوب، رغم أن بعض الإعلام اللبناني الذي هاله الانتصار حاول الإثارة والتهييج طائفياً لكنهم خابوا، فمن أجل الوحدة الوطنية كظم هؤلاء غيظهم وعفوا، ورغم معرفتهم بمعدن الغدر في العملاء لم يلاحقوهم ولم يغتالوهم ورغم خطرهم الكامن فالحرب الأخيرة أثبتت كم هم متجذرون في عمالتهم، فكثير ممن ألقي القبض عليهم مؤخراً في وقائع تجسس مشهودة هم من هؤلاء " الطلقاء “.
القصف في الحرب الأخيرة هدم البيوت وشرع أبوابها وأبواب المحال والمستودعات، و بيئة الحرب والكوارث مثالية للصوص و صغار النفوس، إلا عناصر الحزب في كل مكان بالمرصاد لكل من تسول له نفسه استغلال الوضع، ففي محلة “بئر العبد " تناثرت الحلي الذهبية من محال الصاغة فعمدوا إلى لملمتها، وفي محلة “صفير " قصفت بناية وتناثرت محتويات شققها ومنها حقيبة كبيرة تحتوي ألبسة جلدية تبلغ قيمتها آلاف الدولارات حفظها عناصر الحزب وسلموها لصاحبها، حقيبة أخرى تناثرت آلاف دولارتها على قارعة الطريق جمعوها ورقةً ورقة وسلموها لصاحبها، وفي ساحة "الغبيري" حاول لصوصٌ سرقة أحد المحلات فكانوا له بالمرصاد وسلموه للقوى الأمنية.
هؤلاء الأمناء مدنيون منتشرون بين الناس لأيام، و واقفين على خط النار لأيام أخرى، يقومون بواجبهم على أكمل وجه، وبصمت بليغ.

كيف يهزم هؤلاء المحاورون اللبقون، المتفهمون للآخرين وخصوصياتهم، يحاربون على جبهة القتال، و يتعايشون مع من يعتقد أن لا علاقة له بكل ما يجري في الجنوب، هذا إن لم يكن يساند العدو في سره ويتمنى النصر له، لا يعنيهم فرض حجاب على النساء، ولا يفكرون في إغلاق ملهى ليلي، مؤمنون بعمق لا يكفرون أي مختلف معهم، ودعوتهم موعظة حسنة، فكل جهدهم منصب على العدو الأوحد الصهيوني القاتل والمحتل الفاشي.
كيف يهزم من يفتدون الأرض والوطن بأرواحهم بكل طمأنينة ؟
كيف يهزم هؤلاء النبلاء الذين يقابلون الخناجر المسمومة بتجاهل شديد صوناً للوحدة الوطنية ولتفويت الفرصة على العدو ؟
كيف يهزم من يقودهم بطل كان ابنه في طليعة الشهداء ، يهزم من يربون أولادهم لتوريثهم كل شيء ، من المال المنهوب إلى الكرسي المسلوب .
صبروا على من يريدون نزع سلاحهم خدمة للعدو، حاوروهم وذهبوا معهم إلى أقصى حد، لكن السيد الأمريكي نفذ صبره وأوعز لإسرائيل لتنفيذ المهمة التي فشل فيها ذوو الخناجر المسمومة، وقبل أن تدحر وتهزم مذلولة تعالى هياجهم... دمرتم لبنان، أنتم مغامرون، أنتم خارج الدولة أنتم جزء من محور سوري إيراني لديه مآرب لا مصلحة لنا بها، أنتم خارج الإجماع الوطني، أنتم... ، والمقاومون هامات شريفة عملاقة، وطنيون صادقون يصدون العدو ويدحرونه غير ملتفتين لنعيق الغربان التي لن تبتلع ألسنتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل