الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هارب من الحياه

أحمد سعد عبيد

2006 / 8 / 19
الادب والفن


اجلس وحيدا لا أجد من أحدثه حتى نفسي زهدت من الحديث إلي ذاتها لا اعرف ماذا افعل مللت التفكير جربت كل شيء في الحياة ولم يصل بي إلي أي نتيجة ولم اعرف إن كنت أكملت الطريق أم تركته في المنتصف هل الحياة ذات معني فما معناها ولماذا وجدنا فيها الكي نستمتع فيها ولكن كل متعة فيها وقتية ما فعلت شيء كنت أظنه ممتعا إلا ومللت منه وتركته فالمتعة وقتية فلماذا إذن الحياة هل الحياة لها قيمة فما قيمتها الفشل دائما يصاحبني فيها فهل الفشل قيمة الحياة وهل النجاح لذيذ غريبة كلمة لذيذ ليوصف بها النجاح ولكن من كثرة الفشل أصبحت اخشي النجاح اخشي ألا يكون كما تخيلته أو أن آمل منه لماذا نحيا لا اعرف لماذا نموت لم أجرب الموت لأعرف مذاقه ولماذا لا أجربه ....... كانت هذه آخر كلمات خطها قلم شاب مصري قبلما أن ينتحر( قالها وكيل النيابة وهو يملي علي كاتبه وهو يعاين موقع الحادث ) ويستطرد وكيل النيابة : ومن موقع المعاينة وجد شاب مشنوقا بحبل متدلي من سقف الحجرة والتي تشتمل علي سرير ومكتب وكرسي ملقي علي الأرض أسفل الشاب المشنوق والشاب طويل وشعره اسود مجعد لامع يرتدي تي شيرت اصفر قطن وبنطال قصير ازرق ولا توجد بالشاب أي علامة مميزة هذا ولقد قررنا بنقل الجثمان وإحالته للطبيب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة ويطلب تحريات حول الواقعة من الجهات المختصة واقفل يأبني محضر المعاينة . يخرج وكيل النيابة من الحجرة ويتبعه ضابط المباحث إلي ممر ضيق يخرجهما إلي سطح المبني الذي بأعلاه الغرفة وكيل النيابة : إيه اللي يخلي شب صغير ذي ده يعمل في نفسه كده . ضابط المباحث : هنعرف من التحريات يافندم إذا عمل في نفسه كده ولا حد يكون عملها فيه . وكيل النيابة : ماشي ابقي تابع معايا أول بأول . الضابط : تحت أمرك يا فندم .
في غرفة ضابط المباحث يجلس علي كرسيه خلف مكتبه وبالقرب من الباب اثنين من معاونيه وتقف أمامه فتاة في العشرينات من عمرها
ضابط المباحث : يعني بكس أمك مش عاوزة تقولي تعرفيه منين
الفتاة : والله العظيم يافندم زى ما قلتلك اعرفه من الكوفي شوب اللي قولتلك عليه .
الضابط : أنتي عاوزة تفهميني ان الواد ده كان بيقعد هناك انتي عبيطة يابت ده واد صايع مش لاقي ياكل هيصرف هناك منين
الفتاة : معرفش بس سعات كتير كنت بحاسبله
الضابط : وقبل مل يعرفك مين كان بيدفعله
الفتاة : معرفش
الضابط يشير لأحد مساعديه فيندفع إلي الفتاة ويجذبها بشدة من شعرها ردي عدل علي الباشا يا بنت المتناكة وتصرخ الفتاة وتتأوه وتشير إنها ستقول كل ما تعرفه فيشير الضابط لمساعده ليتركها .
الضابط : بسي يالبوة كل ده شوية طبطبة لكن أنا لو قمتلك هنيكك ضرب فقصري وهاتي كل اللي تعرفيه اقعدي ويشير إليها لتجلس علي احد الكرسيين أمام مكتبه ويشير إلي مساعده الأخر قائلا هتلها لمون ياله . وينتقل من مكانه خلف المكتب منتقلا إلي الكرسي المواجه لها : بصي أنا عاوز أساعدك الجيران مكنوش بيشوفوا حد بيطلعلوا غيرك ومحدش يعرفلوا قرايب وانتي الوحيدة اللي قدمنا وبطاقته قديمة بتقول انه كان ساكن في مساكن زينهم ودي اتشالت ومحدش يعرف مين كان ومين راح ومين جه فساعديني عشان أساعدك أنتي شكلك محترمة وبنت ناس فبلاش تبهدلي نفسك .
البنت : والله يافندم قولي أنت عاوز تعرف إيه ولو اعرفه أقولك عليه
الضابط : الواد ده بيشتغل إيه .
البنت :والله يافندم أنا معرفلوش شغلانة محددة بس ساعات بيقول صحفي وسعات بيقول ممثل وساعات بيقول شغال سكرتير في مكتب محامي وساعات بيسرح ويقول حاجات تانية
الضابط : حاجات تانية زى إيه
الفتاة : زى مرة هتش وقال إن عنده معرض سيارات وانه أصلا كان في كلية الشرطة و اتفصل .
الضابط : ابن الاحبي ... ده بطاقته بتقول انه دبلوم صنايع ده حتى لما يهجس المفروض يهجس علي اده يقول معهد الأمناء مش كلية الشرطة ابن المتناكة ....ها وإيه كمان .
البنت : بس أنا معرفلوش شغله معينة وده الكلام اللي كان بيقولهولي
الضابط : من الأخر الواد ده صايع وملهوش شغل اممم طب قوليلي أنت مرفقاه من أمتي
البنت : أنا مصحباه بقالي شهر ويمكن زيادة .
الضابط : طب هو كويس
البنت : يعني إيه كويس
الضابط محتدا : يعني كان كويس ويشير إليها بحركة شعبية ذات معني قبيح
البنت : آه كان كويس .
الضابط : طب مكانش فيه عداوة بينه وبين حد
البنت : هو كان يعرف حد أصلا عشان يبقي فيه عداوة .
الضابط : يعرفك ...أنتي كنتي بتصرفي عليه
البنت : مش دايما بس مكنتش بديلوا فلوس في أيده عشان ماضيقوش .
الضابط : طب كان فيه حاجة مضايقاه
البنت : قول فيه حاجة مش مضيقاه الدنيا كانت ملغبطه معاه عالأخر
الضابط : ما الدنيا ملغبطة علي الكل يبقي كل الناس تعمل ذيه .
البنت : لا بس ده مش لاقي شغل .
الضابط : إيه يعني أحسن منه ومش لاقين شغل .ميكنش كان عاوز يجوز طب يعمل إيه بالجواز مدام لاقيكي أمال إيه .
البنت : يافندم ده كان مش لاقي ياكل ده أنا اللي دفعتله إيجار الاوضة اللي قاعد فيها وكنت بجيبله أكله وشربه ولبسه كمان
الضابط : شوفتي بقه واحد لاقي ده كله ينتحر ليه هو كان معشمك بالجواز
البنت مستنكرة : أيه جواز مبقاش ألا ده اللي أجوزه كمان آه أنا اصحبه شوية لكن أجوزه لا دانا حتى كنت شوفت واحد غيره بس كان صعبان عليه اسيبه .
الضابط بعد فترة من الصمت كان يفكر فيها: طب قومي روحي دلوقتي ولما نعوزك هتصل بيكي تيجي علي طول بدل مجيبك فاهمة
البنت : ماشي سلام . وتخرج وهي خائفة أن يعود أو يتردد وما أن تزلف من الباب إلا وخطاها تتسارع نحو سيارتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي