الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي والمستقبل 2050 مقدمة

زياد عبد المنعم عبيد

2021 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في الماضي القريب وفي أوج تطور الحضارة العربية-الإسلامية برع العلماء العرب في مجالات عديدة منها الفلك، الرياضيات، الطب، الصيدلة، الكيمياء، الملاحة، الجغرافيا، العلوم الاجتماعية، الفلسفة، وغيرها من المجالات التي أثرت التراث الإنساني وأضافت إليه الكثير. ومنذ ذلك الحين خفت الضوء والإنجاز على مدار ثلاثة إلى أربع قرون من الزمان، تراجع فيها الإسهام العربي في شتى المجالات، وأسرت الشعوب ووقعت الأوطان والدول تحت وطأة الاحتلال الذي ساهم في تراجع التعليم على حساب الحاجة للأمن والاستقلال. ومع مضي الوقت انغمسنا في مشكلات حاضرنا وفقدنا قدرتنا العلمية ومكانتنا الرائدة وإمكاناتنا على التنبؤ بالمستقبل وخاصة فيما يتعلق بالتحكم في مصائرنا أو التخطيط والعمل لأجيالنا القادمة.

أما الآن ونتيجة للتغيرات والتطورات العاصفة التي هبت على العالم العربي خلال العقدين الأولين من الألفية الثالثة والغموض الذي يحيط بما ستنتج عنه هذه الرياح العاتية، أصبح من الهام والضروري أن نرصد ما يستجد من استعدادات للمستقبل من قبل الدول المتطورة والقوى العالمية من حولنا، لنتمكن من فهم ما يمكن أن تؤول إليه الأمور فيما يتعلق بالتحديات الكبرى التي تواجهنا في الحاضر والمستقبل وخاصة بالمستجدات والفرص والآفاق. ويجب دراسة واستشراف كافة الأبعاد وأخذها بعين الاعتبار بما في ذلك التغيرات المناخية وأثرها على بلداننا والتطورات في العلوم و تقنيات الاتصال ونقل المعلومات التي سارعت في نشر التكنولوجيا الحديثة المساعدة للبشر والتطور الهائل في التقنيات العسكرية والحربية وآثارها على قدراتنا الدفاعية وفي الحفاظ على أمن الأوطان من المهددات المختلفة، أيضا التغيرات المتوقعة في الأنماط الاجتماعية وأثر الزيادة السكانية والهجرات وما يترتب عليها وفيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية للحياة من طاقة وغذاء ومياه وسكن ومواصلات وتعليم وخدمات صحية وفي إطار الاستفادة من الموارد الطبيعية والقدرة على تعبئتها لخدمة مجتمعاتنا وفي مجالات التطور التقني وعلوم الفضاء والمستقبل.

ومما لا شك فيه أن الأنظمة في عالمنا العربي تعاني من إشكاليات كبرى تحد من قدرتها على النهوض بالشعوب العربية وتلبية حاجيتها الآنية والضرورية. ونتيجة لذلك القصور في التنمية تقلصت قدرات الدول على قراءة المستقبل والنظر ببعد والتخطيط لما هو قادم من أحداث وتطورات والاستعداد للتحديات التي ستطرأ على المنطقة وشعوبها. بالإضافة للغموض الذي يشوب الحاضر والمستقبل في ظل هذه العاصفة من الأحداث والمستجدات. وبالرغم من الأزمات والعوامل المعطلة والمؤثرة سلبا إلا أنه لابد أن نحاول دائما أن ننظر إلى المستقبل بتفاؤل ونحاول أن نرسم صور لما نتخيله أو نرجوه لبلداننا وشعوبنا ووجودنا على هذا الكوكب المثير. وعلى أقل تقدير يجب محاولة استطلاع آفاق المستقبل لدرء المخاطر المحتملة وبحد أدنى للاستعداد أو التنبه للمستقبل بشكل علمي ومدروس يمكننا من الاستفادة من التطورات العلمية والتقنية والاقتصادية المحتملة حتى لا نفاجئ بالأحداث ولا نقوى إلا على رد الفعل المتأخر والعشوائي.

الثورة في تقنية المعلومات الاتصالات
في السنوات الأخيرة من القرن العشرين انطلقت ثورة عارمة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات مست كافة مناحي الحياة وخلقت واقعا جديدا للبشرية على كوكب الأرض. ونتيجة لهذه الثورة تغيرت الأنماط ونشئت ظواهر اجتماعية واقتصادية جديدة.


التغير المناخي على كوكب الأرض وآثاره على المنطقة العربية:
(فاروق الباز، شادية حبال) يدور في الأوساط العلمية جدل واسع حول أسباب التغيرات المناخية التي تحدث على كوكب الأرض والظواهر الطبيعية الهائلة التي تجتاح أجزاء كبيرة من عالمنا من حين إلى آخر. وقد عرف العلماء مجموعة من المتغيرات التي يعتقد أن لها أوسع الأثر على الأنماط والمعدلات الطبيعية لمؤشرات الحياة على الكوكب. وتعتبر ظاهرة "الاحتباس الحراري" هي المسئولة الرئيسة عن التحولات الكبيرة في المناخ والمتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والزيادة في منسوب البحار نتيجة لذوبان الثلوج في القطبين بمعدلات سريعة، وتغير المواسم وتأخرها، والاضطراب في القياسات الجوية، والزيادة في حدة العواصف والسيول والكوارث الطبيعية بشكل عام. وبالرغم من أن الدول العربية لا تساهم مباشرة في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة لقلة معدلات التصنيع وبالتالي قلة نسبة إنتاج الانبعاث للغازات السامة الملوثة والمتراكمة في طبقة الأوزون إلا أن هذه التغيرات تؤدي لآثار ملموسة في المنطقة العربية وتسهم في حدوث تحولات مؤثرة كظاهرة "التصحر" وفقدان الأراضي الزراعية في مواجهة تغول الكثبان الرملية والصحاري. وقد شهد العالم مؤخرا مجموعة من الظواهر الطبيعية ومنها "النينيو" التي أدت إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات والبحار مما أدى لاختفاء أو هجرة أنواع من الأحياء المائية وظهور أنواع أخرى من الكائنات مما شكل تغيرا واسع في البيئات البحرية والدورات الطبيعية. هذا واشتدت حدة الأعاصير والعواصف وقوة وسرعة الرياح بالإضافة إلى زيادة وتيرة الزلازل مما يشير إلى حركة أكبر في طبقات القشرة الأرضية "الحركة التكتونية" التي ساهمت بدورها في حدوث "تسونامي" أو الموجات البحرية العملاقة التي اجتاحت أجزاء واسعة من نصف الكرة الجنوبي وتأثرت بها بلدان عديدة ومنها دول عربية في شبة الجزيرة. وتشير أبحاث وتقارير علمية إلى إمكانية حدوث أضرار كبيرة ومؤثرة على البلدان العربية ومنها على سبيل المثال اختفاء دلتا وادي النيل تحت مياه البحر الأبيض المتوسط في جمهورية مصر العربية وهو ما قد يشكل كارثة لما تحتويه هذه المنطقة من تعداد سكاني كبير وما تشكله من سلة غذاء ورقعة زراعية هائلة وما واكبها من نمو وازدهار ونشأة وتطور الحضارة الإنسانية على هذه البقعة الفريدة من الكوكب. (سلوى رشدان عالمة البيئة المغربية)
إن تنبؤات التغير المناخي على الأرض تشير إلى مخاطر كبيرة، وحتمية حدوث كوارث تلحق دمارا واسعا بالتراث البشري، لذلك يجب علينا أن نتنبه في العالم العربي لتلك التحديات وندرك أنه يجب علينا العمل بكل جد لفهم أسباب وأنماط التغيرات في الطبيعة بأشكالها المختلفة وتعبئة جهودنا المشتركة للحد من التأثيرات البشرية السلبية على الطبيعة ومكافحة الأنشطة المخلة بالتوازن الإيكولوجي بما فيها من تطور أسلحة الدمار الشامل التي تؤثر بشكل عميق وممتد على كافة مظاهر الحياة وضرورة بناء تجمع دولي ضاغط يتصدى لكافة التعديات والمحاولات الضارة للتوازن الطبيعي الهش. ويمكن لنا أن نتنبأ بحدوث تغيرات مناخية واسعة تؤثر بشكل مباشر على بلداننا في العالم العربي ولكننا أيضا يمكن أن نرى تطور هائل في العلوم المرتبطة بتقنيات التنبؤات الجوية والإنذار والاستعداد المبكر للكوارث بالإضافة لتطوير تقنيات الزراعة وإنتاج المحاصيل المكافحة للجفاف وندرة المياه وتحليه للمياه العكرة ومياه الصرف ومياه البحار الخ...

في المستقبل نحذر أنه قد تشتد التغيرات المناخية وآثارها ولكن في المقابل استعداداتنا ستغدو أكبر وستزداد بالتوازي قدراتنا على الصمود والمواجهة والمجابهة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف