الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا فرحةً اسم لأكثر من عنوان

ماجد فيادي

2021 / 9 / 19
الادب والفن


بدعم من الديوان الشرقي الغربي في كولون، أقام المؤلف الموسيقي سعد ثامر اول حفل ضمن سلسلة من أربعة ليالي موسيقية، انطلقت يوم الجمعة 10 أيلول 2021 في كنيسة القديس ماركوس، بمدينة آخن الألمانية، في تحدٍ واضحٍ وكبير لقيود كوفيدـ 19، شارك فيه جمهور عبئ القاعة الرئيسية للصلاة بالكنيسة، عندما قدمت أوركسترا رور للوتريات بقيادة المايسترو ديتمار بونين، لونا جديدا من الموسيقى الكلاسيكية، اخذ ينتشر في اوربا مع موجات الهجرة، يخلط بين الموسيقى الغربية والشرقية، يتجاوز مشكلة فرق ربع التون والبناء الموسيقي بين النمطين، المعزوفات التي قدمت، تناولت ابياتا من قصيدة الفرح للشاعر الألماني فريدريش شيللر، تغنى بالعربية من قبل فرقة صبا، التي تضم الفنانين احمد نقشبندي، عبد العزيز شيخ نجيب وباسم مخلص، ويغنيها بالألمانية كل من يوهانا ريسة (سوبرانو)، خينيسيس لوبيس (التو)، آرون برويانسكي (تينور)، باستيان روستيل (باص)، كما شارك في العزف عدد من العازفين على الآلات الشرقية كل من، سيف الخياط على العود، رغيد وليم على الناي، واجد الحفيان على القانون، كيومارس ميسبي على السنطور، برفقة مجموعة كبيرة من العازفين على الآلات الغربية من أوركسترا رور للوتريات.
مع بدء المقطوعات الفنية اخذتنا الموسيقى والاصوات الى عالم الاحلام والروحانيات، في تناغم لحني جميل، وسط الحان تسربت فأحدثت طوفاناً أغرق الكنيسة بكل أرجائها، فكان الاستمتاع حد السُكر، جدران الكنيسة العالية اعادت علينا صدى الالحان والسحر، واخذتنا الى أماكن بعيدة ما كنا لنذهب اليها لو لا انامل الموسيقيين واصوات المغنين، تلاقحت بين الغربي والشرقي في نشيد الفرح للشاعر فريدريش شيللر.
لم يكن هذا المزج سهلا، فقد اتضحت صعوبة العمل في البروفات وفي العرض المباشر، ما قام به المؤلف سعد ثامر كان تحديا صعباً في مجال الموسيقى الكلاسيكية، ولكوني غير مؤهل ان أقيم العمل فنيا، اجد نفسي كمتلقي لا استطيع انكار مقدار المتعة التي حققتها، حتى وإن كانت الموسيقى الكلاسيكية لا تجذبني كثيرا، الا تلك القطع الفنية النادرة، صعوبة العمل اعكسها من خلال الإعلان الذي وزع باللغتين الألمانية والعربية، والذي نص على (من أهم الأسس التي يستند عليها المسار النغمي في الموسيقى الغربية، ومن أجل الوصول للقيمة الجمالية المبتغاة في العمل الموسيقي، هي البناء الدرامي المتحقق من خلال النظام الهارموني الغربي. اما في الموسيقى العربية فيتم الوصول للقيمة الجمالية من خلال اللحن والإيقاع والتنقل من سلم موسيقي لآخر بما تحتويه الموسيقى العربية من سلالم كثيرة لا حصر لها. بمعالجة فنية على المستوى النظري والجمالي يقوم المؤلف الموسيقي سعد ثامر بضم النظامين الموسيقيين، الشرقي والغربي ليشكلا بدورهما نظاماً منفصلاً، هو ليس بشرقي ولا غربي، وإنما مجتمعين).
من وحي أفكار العمل ان خرج مزيجاً من الموسيقى ورسم الخط العربي، قام به الخطاط الباكستاني شاهد علام، الذي رافق الموسيقى بمحاولة حية وامام الجمهور، في كتابة مخطوطة بالأحرف العربية، تباينت بين خلط عدة اشكال من الخط العربي للخروج بقالب من الخط الجديد، اترك لذوي الاختصاص تقييمه، لكن في كل الأحوال كان لصوت قصبة الرسم وصوت الالحان والغناء داخل جدران الكنيسة القديمة، مزيج ممتع افرح الجمهور كثيرا، وجعلهم يصفقون طويلا لهذه القطعة الفنية.
يذكر ان هذا المشروع مدعوم من مهرجان بتهوفن وبرعاية الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولن. الحفلات القادمة ستقام على التوالي، يوم الجمعة 24 ايلول في مدن بون التي تحتضن بيت الموسيقار بيتهوفن، تليها يوم السبت 25 أيلول في مدينة كولن، مدينة الثقافة والاعلام الألمانية، تليها يوم الاحد 26 أيلول في مدينة دسلدورف الملكية، عاصمة مقاطعة شمال الراين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا