الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولاب القدر

فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)

2021 / 9 / 19
الادب والفن


أمراة عنيدة لم يكن ليرضيها الزواج من أول شاب يتقدم لها مهما كان وسيما او ثرياً او مثقفاً
كانت هناك صفة يصعب ان تُكتشف الا بالفراسة والمعاشرة كان الجواب ب لا مزعج ليتقبلوه ذوها، فهي لن تبقى برايهم بهذا الجمال والشباب طويلاً...
إلى أن جاء هو، تقدم لاخوها وحدد موعد بملء الثقة وكأنه يبحث عن شيء ما فوق الجمال
هذه المرة لم ترفض إستقبال الخطيب ولم تضف تلك الكلمة لا
وبنفس الوقت لم تذكر انها قالت نعم
ولكن عبارة سمعتها من أخيها جعلتها تفكر بعمق وتنسى ان ترفض، اخبرها بانهما متشابهان في كل شيء ملامح وأفكار ومواقف من سيعرفه بقدره فهو صديقه
واصبح الامر واقع.. تم خطبتها ولكن كل منهما في مدينة، لا اتصال، لا مراسلة، ولا لقاء
كانت تظن أن الحروب ونتائجها كفيلة بان تمنع اي قدر لذلك تاقلمت مع حياتها وهواياتها التي أصبحت مصدر لدخل ثانوني لها
وتوالت السنوات ليكونا لبعض ولكن الحكاية لم تنته

بعد خمسة عشر عاماً، كانت جالسة قبالة التلفاز، تشاهد برنامج كشف الدلالة عن جرائم محلية..
وسرح خيالها، أدارت وجهها لتر وجهه وهو يطالعها بأبتسامة وفي عينه لمعة مدت يدها نحوه ومسدت جبينه برفق همست بأسمه بحب وقالت أحبك
أعطى لها أيمائه فهمت منه أنه غير مرتاح في وضعه فاعتدلت ناهضة وارخت الوسائد حوله ونظر اليها نظرة رضا
لكنه لم يقل حرف قالت له بصوت اجش اني معتادة على صمتك، الا تذكر في الماضي كنت تاخذ لايام وانت لا تتكلم.. كنت أشعر اني السبب لاني افهمك دون كلام فلا نحتاج للتخاطب،
كنت اتعمد ان اتصل بك وانت في العمل لاسمعك واحادثك رغم كون عملك قريب من المنزل الذي يحوينا كعش صغير ويزينه لعب صغارنا ببراءة وطفولة
أعادت بصرها إلى التلفاز، انقبض قلبها أنزعجت مما تسمع لكنها بقيت دون رد فعل تركت ما امامها ينساب كخبر وهي متلقيه سواء اكانت سلبي أو إيجابي

رأت الجدار يذوي كجدول ماء، انها الرؤيا المتكررة التي تزورها منذ سنوات أربع
وصلت لذلك التاريخ، هي تنتظر رده بخطه الثاني وذلك مغلق لم يمر على اخر مكالمة سوى نصف ساعة،، أمعقول ان جهازه قد فقد الشحن
يات الرد صوت خشن، ليس صوته
تسال عنه يرد عليها ذلك الصوت بعد الحاح لقد نتج عن الحادث أصابة بالغة في الساق

_هل هو بخير
_انه ينزف
_ واخواه
_انهما بخير
_هل ممكن ان تبلغه رسالتي
_نعم
_قل له ان هبة ستكون معك لآخر المشوار قله له لا يوجد شيء ليس له علاج اخبره بان ابنته تنتظرعودته

_حسناً حسناً وانقطع الخط

أصبحت ترى ذلك الكرسي المدولب، او ربما العكاز كحلم، ما الذي لكان يجري لو بقي حيا حتى لو دون ساق

سقطت دمعات ساخنة، افاقت بعدهن من تلك الموجة من الطيف الذي يزورها باستمرار

لا يزال المذيع يحاور تلك السيدة الخمسينة التي اتفقت مع عشيقها وبمساعدة بناتها لقتل واخماد انفاس زوجها المشلول لتحصل على حريتها وامواله

غيرت القناة، رددت بصوت مخنوق، كنت أتمنى ان يبقى حيا حتى لو مشلول، وهذه تهدر نعمة احسدها عليها
.. مجنونة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة أسطورة الموسيقى والحائز على الأوسكار مرتين ريتشارد شيرم


.. نحتاج نهضة في التعليم تشارك فيها وزارات التعليم والثقافة وال




.. -الصحة لا تعدي ولكن المرض معدي-..كيف يرى الكاتب محمد سلماوي


.. كلمة أخيرة - في عيد ميلاده.. حوار مع الكاتب محمد سلماوي حول




.. لماذا تستمر وسائل الإعلام الغربية في تبني الرواية الإسرائيلي