الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة السريانية وعامية أهل الشام اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية =3=-مار اقليمس يوسف داوود

سلطان الرفاعي

2006 / 8 / 20
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


-----لما غزا العرب بلاد سوريا واختلطوا مع أهلها، أدخلوا في لغتهم العربية ألفاظا كثيرة غريبة من أهل سوريا متعلقة بالديانة المسيحية وبغير ذلك وعربوها. والحال أن هذه الألفاظ الشامية التي أدخلها العرب في لغتهم ليست يونانية لكن هي سريانية. وهناك جملة منها: عماد، قسيس، شماس، ناقوس، كنيسة، نياحة، ساعور، باعوث، ترشيم، تسبيح، فندق. وأما من اللغة اليونانية فلم يدخل في اللغة العربية إلا ألفاظ قليلة وذلك بواسطة اللغة السريانية نفسها.وهي الألفاظ الوجود أكثر لغات العالم:منها ما يتعلق بالأمتعة الجديدة وما أشبه نحو زنار، قسط، أوقية، أيقونه، أستار، درهم، مينا، فندق. ومنها ما يتعلق بالديانة المسيحية نحو انجيل، هرطقة، أسقف، مطران، طغمة:ومنها ما يتعلق بالعلوم. وهذه لم تُعرب إلا حينما أخذ العرب في خلافة العباسيين يتفرغون للعلوم اليونانية على يد علماء السريان، فدخلت في لغتهم الألفاظ الاصطلاحية العلمية التي دخلت في كل اللغات المتمدنة. نحو فلسفة. جغرافيا. --فسطي-دوسنطريا-باسيليق-اقليم-أثير: وكل هذه الألفاظ اليونانية إنما دخلت في العربية كونها موجودة في السريانية --

اللغة العامية في بلاد الشام ليس فيها أدنى أثر من اللغة اليونانية. لكن تحوي آثارا كثيرة من اللغة السريانية. من ذلك:

-إسكان المتحرك في أول الكلمة وفي مواضع أخرى كقولهم مثل كْبير، صْغير، نْروح، كْبار بسكون أوائلها. وهذه خاصة لا توجد إلا في اللغة السريانية. ولغة عامة دمشق على الخصوص مشهورة باستعمالها إسكانا خصوصيا للسان السريانيين لا يعرفه أهل بقية البلاد التي تتكلم بالعربية. وهو أنهم يسكنون الحرف المتحرك بحركة الاختلاس في وسط الكلمة وقد ينقلون حركته إلى الحرف الذي قبله. فالأول نحو عِلْتي، عَمْتَك، كَسْرُه . والثاني نِحْملُه، ِزْلقْطَة، حُرْمتَك. بدل عليتي عمتك، كسرة، نحمله، زلقطه بالعربية.المستعملة في بقية البلاد المتكلمة بالعربية.. ومما يؤكد هذا البرهان أن عربية المصريين مثلا ليس فيها هذه الخلة أعني إسكان المتحرك ونقل حركته إلى ما قبله. وذلك لأن المصريين لم يكونوا قبلا يتكلمون السريانية. ومن الآثار السريانية الباقية إلى يومنا هذا في لسان العامة بسوريا، قلب الميم إلى نون في ضمير المخاطبين وضمير الغائبين. نحو أبوكن وبينهن، بدلا من أبوكم وبينهم .وهذه الخلة هي من خواص اللغة السريانية. ومن الغريب إنها لا توجد في عربية العامة إلا في بلاد الشام وفي النواحي الشمالية من بلاد الجزيرة. وما هو أعظم من ذلك أنه يوجد في اللغة العامية ببلاد الشام حتى دمشق ألفاظ سريانية كثيرة برمتها لا حظ لها من العربية. يستعملها الشاميون في كلامهم الدارج.

فمن الأفعال التي تخطر بالبال: دقر(سكر الباب). طافَ بمعنى طفا، دبق، فقع، دلف، شلح، شمط، شطح، فلش، شقل، ومن الأسماء: الشوب ، الشرش، الاشكارة، الدقن بمعنى اللحية الهبلة، المخل، اسم الإست في لغة العامة(ط---) القاتول، القرطب، التاقول. هذه وأمثالها هي بقايا من اللغة السريانية التي كانت يوما لغة العامة في دمشق وسائر سوريا قبل دخول العربية فيها. بل إن اسم سوريا نفسه هو متخذ من السريان لا من اليونانيين لأن نه من المعلوم أن اليونانيين منذ الأعصار المتأخرة يقولون سيريا. وأما السريان فيقولون سوريا.

ثم أن العرب لما ترجموا الكتاب المقدس في الزمان القديم إلى لغتهم لم يصوروا الأسماء الأعلام التي فيه بحسب لفظ اليونانيين لكن بحسب لفظ السريان. فقالوا مثلا: يعقوب، اسحق، يسوع، حوا، يوحنا، عمورة كما يقول السريان. ولم يقولوا: ياكوب، أساك، أيسوس، آفا، يوانيس، عمرا. كما يقول اليونانيون. ولنا هنا أن نبرهن ونقول:إن كانت ترجمة الكتاب المقدس العربية قد صارت على كتب اليونانيين كما يزعم قوم فها أن اللغة السريانية كانت لشيوعها قد علمت العرب لفظ الأسماء الأعلام. وان كانت قد جرت على الكتب السريانية كما هو الأرجح فها إذا أن اللغة السريانية كانت شائعة في سوريا حتى في استعمال الكتاب المقدس.



ثم إن اللغة السريانية قد أبقت آثارا كثيرة جليلة إلى اليوم في بلاد سوريا ما عدا ما ذكرناه منها. أولا: أسماء القرى والمدن التي لا تُحصى ولا تُعد. نحو ريشعينا، عينطورا، ريشميا، راشيا، بيكفيا، داريا، معرا، سقبا، حموريا، حرستا، دوما؛ وهذه الأماكن هي كلها في ضواحي دمشق أو قريبة إليها. وأما الأسماء العلمية اليونانية فهي قليلة جدا وهي مقصورة على بعض مدن الساحل أو القريبة منه. أشهرها إنطاكية، اسكندر ون، للاذقية، طرابلس، نابلس. ومما يستحق الذكر انه لا يوجد اسم يوناني لمكان في دمشق أو في جوارها. وثانيا يوجد إلى اليوم أقوام تتكلم في اللغة السريانية في سوريا وذلك على أبواب دمشق نفسها وهم أهل معلولة وما يجاورها المشهورون. بل إن هؤلاء سريانيتهم أفصح من سريانية أثور والجزيرة والعراق. وأما اللغة اليونانية فلا يوجد زاوية في كل بلاد سوريا يتكلم أهلها بها مع أن اللغة الكردية والتركية يوجد أقوام تتكلم يهما في البلاد الشامية. ونعدل عن إيراد الشواهد المختلفة من كتب السريان التي يتضح منها أن اللغة السريانية كانت اللغة العامة الدارجة في جبال لبنان وغيرها من بلاد الشام حتى في القرن الثالث عشر.

في أنواع اللسان السرياني وفروعه:


مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات
حضارتي السريانية
مخطوط خاص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟