الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاطعوا الإنتخابات ولا تكونوا كذابي زفة

جعفر المظفر

2021 / 9 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قاطعوا الإنتخابات ولا تكونوا كذابي زفة .

قلنا للأخوة الشيوعين خاصة والوطنيين العراقيين بشكل عام إن الإنتخابات العراقية هي عبارة عن خدعة وضحك على الذقون فراحوا يتحدثون معنا عن التحول الديمقراطي الذي بإمكانه أن يبني خطوة خطوة مجتمعا ديمقراطيا بشكل سياقي وتراكمي وتراتبي, وكأنما قوى الفساد والعمالة والطائفية ستشاركهم اللعبة وبراءة الأطفال في عينها.
يومها قلت لصديقي الشيوعي الديمقراطي الماركسي الإفلاطوني : أنتم من أنتم ؟! نحن لم نعد ندري هل أنتم ماديون جدليون ماركسيون أم إفلاطونيون مثاليون حالمون. بل لعلك لا تدري أن هذه القوى الشريرة قد إتقنت اللعبة تماما وهي تستخدمكم ككذابي زفة.
نحن لسنا ضد الديمقراطية, لكننا ندري ان الديمقراطية ليست منفلتة عن بنية تحتية ثقافية وإجتماعية بالمستوى الذي تتأسس عليه ولكي يضمنها وتضمنه, وعليه فنحن لسنا على إستعداد لكي نؤمن إن حكم اللصوص والطائفية والعمالة والعمائم الدجالة بإمكانه أن يعمل من أجل بناء مجتمع ديموقراطي متحضر.
والآن وبعد سبعة عشر عاما على حكم الفساد والإفساد والذيلية فإن عدم المشاركة في الإنتخابات هي مشاركة ديمقراطية بحد ذاتها وليست خروجا على الديمقراطية.
ومما قلناه أن الجهد الوطني يجب ان ينصب لخلق عملية سياسية من خارج دولة العهر السياسي, وأن صندوق الإنتخابات الذي يجب أن تعملوا لإقامته وحمايته هو ذلك الذي يقام في ساحة التحرير.
أما المراهنة على إمكانية أن تلعب الأمم المتحدة دورا إيجابيا في حراسة العملية الديمقراطية فذلك وهم رسمته مخيلة إفلاطونية لا علاقة لها بالوقائع الدولية التي تقول ان الشعب الذي لا يحترم نفسه لن تحترمه أية منظمة دولية.
بل لعلكم لا تدرون أن النسبة المطلقة من موظفي الأمم المتحدة لا تهمهم سوى مصالحهم وخاصة المادية منها وقد رأيناهم في زمن الحصار حتى كأنهم كانوا يتمنون دوامه لينعموا بمرتبات فلكية لم يكن لها أن تستمر لولا الحصار نفسه, فلقد كانت الأمم المتحدة على شفير الإفلاس وقتها وقد جاء الحصار منقذا لها ولهيئاتها ولموظفيها فهل كان متوقعا أن تعمل بأمانة من أجل إزالته !!
مقاطعة الإنتخابات يجب أن تكون جزءاً من خطة إعداد لعملية سياسية بديلة هدفها بناء حالة وطنية نقية ولا تعني مطلقا بقاء المُقاطِع متفرجا.
والقول أن الساحة العراقية لم تعد ساحة قرار وأن إيران بالدرجة الأولى والقوى الدولية وفي المقدمة منها أمريكا وحلفائها الغربيين هم الذين يقررون مصيرها هو قول صحيح ونافذ يوم تغيب الإرادة الوطنية كقوة قرار أساسية. إن بناء قوة القرار الوطني الذي يتطلب وقتا وجهدا وتضحية هي الخطوة المطلوبه. قبل ذلك وبدون ذلك ستبقى المصالح الإقليمية والدولية هي التي تتخذ القرارات بالنيابة عنكم وسيكون الوطن العراقي وليس الدولة وحدها آيل للزوال.
لا تنتظروا المعجزة فإن اللصوص والعملاء والذيول لن يتركوا غير أن تأكلوا فتات موائدهم ولن يسمحوا لكم سوى أن تكونوا أدوات لمكيجة نظامهم القبيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه