الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الرابعة عشرة

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 9 / 21
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


انتبه الى الأسماء


الأسماء المثيرة للانتباه تجذب القارىء والكاتب على حد سواء


الولع بالأسماء المثيرة للانتباه ليس أداة بالمعنى الدقيق للكلمة ، بل شرط وادمان أدبى عذب .


كتبت قصة ذات مرة عن اسم ز. زيزو ، وكان الاسم الأخير مدرجا فى دليل هاتف مدينة سانت بطرسبرج .


أتضح أن الأسم الأخير كان وهميا ، فقد ابتكره عمال البريد منذ فترة طويلة لتتمكن أسرهم من الاتصال بهم فى الحالات الطارئة ،فقط بالنظر الى الاسم الأخير فى دليل الهاتف .


كان الاسم هو ما لفت انتباهى . كنت أتسائل الى ماذا يرمز الحرف (ز) : زيلدا زيزو ؟ زورو، زيزور ؟ وما هى حال من عليه أن يمضى فى حياته وهو الأخير فى الصف دائما ؟

يملك كتاب أدب الخيال الفرصة لابتكار أسماء شخوصهم ،تلك الأسماء التى تصبح مألوفة حد ، أن تصير جزء من خيالاتنا الثقافية : ريب فان وينكل ، ايخابود كرين ، هستر برين ، الكابتن أهاب ، اسماعيل ، هوكل بيرى فن ، جو مارتش ، سكارليت أوهارا ،

هولدن كولفيلد ، فورست غامب .


وتوفر الرياضة والمواد الترفيهية موردا لا ينضب من الأسماء المثيرة للاهتمام : بيب روث ، وجاكى رونسون ، وميكى مانتل ، وجونى يونيتا ، وزولا بود ، وشاكيل أونيل ، وفينوس ويليامز ، وتينا تيرنر ، وسبايك لى ، ومارلين مونرو ، وأوبر وينفرى ،

والفيس بريسلى .

ونجد أن الكتاب ينجذبون الى القصص التى تحدث فى مدن ذات أسماء مثيرة للاهتمام : كيسمى فى فلوريدا ، وباونتيفول فى يوتاه ، وانتركورس فى بنسلفانيا ، وموس جو فى ساسكاتشوان ، وفورت دودج فى أيوا ، وأوب فى ألاباما .

لكن يبدو أن أفضل ا لأسماء ترتبط ، كما لو بفعل السحر ، بأشخاص حقيقين انتهى بهم الأمر لصناعة الأحداث .


وأفضل الصحافيين يميزون ويستثمرون هذه المصادفات التى تجمع الأسماء والوقائع .


لقد كشفت قصة نشرتها صحيفة بالتيمورصن ، تفاصيل محزنة عن امرأة أدى اخلاصها لرجلها الى قتل ابنتيها الشابتين .


كانت لأم سييراسون ، التى على الرغم من اسمها المتناغم الذى يستحضر جمالا فطريا ، انهارت فى بيئة مقيته "حيث الهيروين والكوكا يين متاحان على الرصيف تحت أنظار النوافذ المغلقة باحكام " .


تتبع الكاتب انهيارها ، ليس بسبب الادوية ، بل بسبب " ادمانها على رفقة ناثانيل برودواى " . سييراسون ، وناثانيل برودواى ، لايمكن لكاتب الأدب القصصى أن يبتكر أسماء أكثر ملاءمة واثارة للاهتمام .


لقد فتحت دليل الهاتف الذى يخصنى بشكل عشواءى ، واكتشفت هذه الاسماء على صفحتين متتاليتين : دانييل مول وتشارلى ما ليتى وهو ماليكوت والير مالكيزى وايفا مالو ومارى معلوف وجون ماماغوتا ولا كميكا ماناودو وخاى مانغ ولودويج مان جولد .


يمكن للأسماء أن توفر خلفية درامية ، وتاريخا مقترحا ، وعرقا وجيلا وشخصية ، ( عالم اللاهوت الأمريكى الذكى والمرح مارتن ، يشير الى نفسه بأنه " مارتى مارتى " ) .


اهتمام الكتاب بالأسماء يتجاوز الأشخاص والأماكن الى الأشياء .


يتذكررولددال ، الذى اكتسب الشهرة لكتابته رواية " تشارلى ومصنع الشوكولاته " طفولته فى محال الحلوى بتوق شديد الى تلك المسرات مثل " حلوى عين الثور وحلوى الهمبق التقليدية ، وبنبون الفراولة والنعناع الجليدى والفطرات الحامضة، وقطرات الكمثرى والليمون "..


كانت مصاصة الشربيت وعرق السوس هى المفضلة بالنسبة الى . فضلا عن جوبستوببيرز وتونسل تيكلرز ".


بالنسبة الى الشاعر دونالد هول ، لم تكن لذة الأسماء هى ما أسر خياله ، بل لذة أخرى نجدها فى قصيدته الغنائية المرحة " ؟أيها الجبن ".


" فى حجرة المؤونة ، الجبن المكتنز العزيز ، الشيدر واللانكشرز القاسية ، والغورغونزولا بأخلاقها النبيلة ، الخطبة القصوصة للروكفور ، ورأسمن الستيلتون ، الذى يتحدث بلسان مغر ملغز مثل كهنة درويد ".

يصعب التفكير فى كاتب يفوق فلاديمير نابوكوف اهتماما بالأسماء .


ربما لأنه كتب بالروسية والأنجليزية معا – وكان له اهتمام علمى بالفراشات – كان نابوكوف يشرح الكلمات والصور ، بحثا عن مستويات أعمق من المعنى .


أعظم جبنائه " هامبرت هامبرت " يبدأ سرد لولويتا بهذا المقطع الذى لا ينسى :


لوليتا : يا نور حياتى ونار رغبتى وخطيئتى وروحى ، لو – لو- لى- تا : يذهب طرف لسانى فى رحلة من ثلاث خطوات الى اسفل حنكى ، لينقر أعلى أسنانى عند الثالثة ، لو. لى . تا .


كانت لو ، مجرد لو ،تقف فى الصباح ، بطول أربع أقدام وعشر بوصات ، وبجورب واحد ، كانت لولا فى بنطالها الواسع ، وكانت دولى على مقاعد الدراسة .

وكانت دولوريس على الخط المن . ولكن ، بين زراعى ، كانت دائما .


فى روايته العظيمة والفضائحية ، يدرج نابوكوف قائمة بالترتيب الأبجدى لزملاء لوليتا فى الصف ، بدءا من غريس اينغل ، وختاما بلويس ويندمولر .

تصبح الرواية معجما جغرافيا عمليا لأسماء الأماكن الأمريكية ، بدءا من الطريقة التى نسمى فيها فنادقنا . " كل فنادق الغروب " والأكواخ المضيئة ، وملاعب أعلى التلال ، والملاعب المطلة على الصنوبر ، والملاعب المطلة على الجبل ، والملاعب المطلة

على خط السماء ، وملاعب البارك بلازا ، والفدادين الخضراء ، وملاعب ماك " وصولا الى كل تلك الأسماء المضحكة المرتبطة بالمراحيض على جانب الطريق : " رجال – نساء ، وجون – جين ، وحتى ميلووكى – دو ".

ما سر الاسم ؟ بالنسبة الى الكاتب اليقظ والقارىء الحريص ، قد تكون الاجاية هى المتعة والبصيرة والسحر والهالة والطابع الخاص والهوية والهوس والاشباع والارث والكياسة والطيش والتملك ..


حيث انه فى بعض الثقافات ، ان عرفت اسمك واستطتعت نطقة ، فقد امنتلكت روحك .

والى الاداة الخامسة عشرة فى المقال القادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام