الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الكندية و دور المواطن الكندي.

خالد قنوت

2021 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية الفدرالية الكندية بفوز متواضع للحزب الحاكم الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء الحالي المحبوب جستون ترودو حيث فاز بأقلية برلمانية كما كان في الدورة الانتخابية السابقة التي اختصرها بسنتين ظناً منه أنه سيفوز بالأكثرية كما حدث في أول فوز له في 2015.
ربما حساباته لم تكن دقيقة و ربما أراد أن يواجه بشكل استباقي الحالة الاقتصادية الحرجة التي ستصيب كندا كما كل دول العالم نتيجة جائحة كوفيد كورونا.
لدي بعض الملاحظات على الوضع السياسي و الاقتصادي الكندي و من حقي ككندي أن أنتقد و أحساب و أعترض وفق القانون الكندي الذي يحمي أي كندي و يحافظ على حقوقه و على ادائه لواجباته كمواطن في وطن يعتبر الانسان في قمة اولوياته:
1- كلفت الانتخابات البرلمانية حوالي 600 مليون دولار كندي و هي من جيوب الكنديين دافعي الضرائب و سيظل الكنديين يسألون الحكومة الفائزة عن جدوى هذه الانتخابات التي لم تحدث أي تغييرات تذكر سياسية لكندا و لا للحزب الحاكم و رئيسه السيد ترودو سوى أن منحته سنتين اضافيتين للحكم حتى الانتخابات القادمة.
2- الوضع الاقتصادي المتأزم الذي وصلت و ستصله كندا طبيعي الى حد كبير كنتائج للجائحة المذكورة و لكن هناك مشاكل اقتصادية تاريخية لم تحلها الحكومة الحالية و لم تعطي اشارات بحلها سوى الكلام المعسول و المواطن الكندي كثير الحساسية ضد الكذب و لا يمكن أن ينسى ذلك ايام الانتخابات.
3- الحزب الليبرالي و رئيسه السيد ترودو وصل بأكثرية برلمانية عام 2015 ليس لأنه الحزب المخلص و المقنع للكنديين بل لأن الكنديين عاقبوا الحكومة السابقة حزب المحافظين و رئيسها السيد هاربر على اربع سنوات بأكثرية برلمانية أدت الى شبه كوارث سياسية و اقتصادية داخلية و خارجية ما زالت كندا تدفع ثمن الاستئثار بالقرار الكندي. نتيجة لذلك سقط الحزب المحافظ سقوط مودي و لن يتغير ذلك سوى بتغيرات كبيرة و عميقة بعقلية و سياسة حزب المحافظين حتى تعاد الثقة به.
3- السيد ترودو خسر الانتخابات الحالية لعدم حصوله على الأكثرية البرلمانية و لكنه ربح سنتين للحكم و لكن لماذا؟ التجربة المذكورة أعلاه عن حزب المحافظين و السيد هاربر إضافة لأداء السيد ترودو وفريقه الوزاري المتوضع على الصعيد الاقتصادي تحديداً لم يجعلا من الكنديين على ثقة بأن الاكثرية البرلمانية للحكم و للتفرد بالقرارات السياسية و الاقتصادية لحكومة ترودو ستكون الحل لمشاكل كندا الحالية و التاريخية و المستقبلية. الوضع الاقتصادي في كندا و حتى قبل الجائحة يزداد سوء و بشكل نسبي و تدريجي حتى اسعار المواد الغذائية و العقارات و مواد البناء ترتفع بينما لم يطرأ أي تغيرات على راتب الكندي العادي. اضافة إلى جيش من العاطلين عن العمل بسبب تضائل فرصه و بسبب المساعدات غير المدروسة و العبثية التي اطلقتها الحكومة الليبرالية بسبب جائحة كوفيد مما جعل الكثيرين يفضلون البقاء في منازلهم دون عمل لتساوي قيمة الراتب و المعونة الاجتماعية. ناهيك عن اختراق الكثيرين لأنظمة الرعاية الصحية و النفسية دون رقابة من الدولة و محاسبة المخترقين, للأسف أكثرية المخترقين من دول شرقنا التعيس.
4- نتيجة الانتخابات البرلمانية الكندية كانت متوقعة للعديد من الكنديين فهم حتى هذا الوقت لا يريدون حكومة بأكثرية برلمانية تحدث تغيرات سياسية و اقتصادية تزيد من وطأة الازمات على كاهلهم و مع وجود أقلية برلمانية يبقى الحزب الحاكم مراقب و تحت أعين أحزاب المعارضة التي تسعى لرضى الناخب الكندي بعد اربع سنوات.
5- شخصياً, لم اقترع هذه الانتخابات كما العادة أن أفعل و هذا في عرف الديمقراطية موقف سياسي مصان في دولة حرة و قوية ككندا و ليس جرم كما يصور لمواطني دولنا الأصلية رغم أن الانتخابات في دول الشرق التعيس مسرحية ثقيلة و تافهة. سبب عدم مشاركتي هو عدم اقتناعي بأداء الحزب الحاكم و لا برئيسه السيد ترودو و هنا المحبة أو عدمها لا تعني شيء أمام القناعات و الحسابات السياسية و الوطنية فالانتخابات ليست لمقدار المحبة بل هي للثقة, أيضاً من أسباب عدم مشاركتي عدم اقتناعي بالأحزاب الأخرى و بتفاوت أهدافها و طرق قيادتها للسلطة خلال اربع سنوات.
حري بقيادات الاحزاب المعارضة و حتى الحزب الحاكم أن ينتقلوا من النمطية في رسم الاستراتيجيات التي لديهم و يتطلعوا لقيامة جديدة و واعدة لكندا التي تملك من الثروات الطبيعية و الكوادر البشرية الكفوءة و المنتجة الكثير الكثير و أن تعيد ترتيب أولوياتها الاقتصادية نحو المواطن الكندي بتوفير له متطلبات العمل و الانتاج و التفوق العلمي و أن تعيد دراسة الوضع الضريبي و الوظيفي في ظل تضخم هائل و هدر يفوق التصور.
هنا, لا بد من الاشارة إلى الدور الكبير للمواطن الكندي الذي يوصف بالوعي السياسي و لحرصه على أن يكون فاعلا و حاسماً أمام توظيف السلطة السياسية لمصلحته كفرد و مصلحة الوطن ككل و مراقبة أدائها و محاسبتها عند كل استحقاق انتخابي بكل حزم و جدية.
مبروك سيد ترودو...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأحزاب الليبرالية
عبد الفادي ( 2021 / 9 / 22 - 04:42 )
مقالتك هذه يا اخ خالد يتطلب ترجمتها وإرسالها الى الصحف الكندية لعّلها تحظى بالنشر لكي يستفاد منها الشعب المعني بالأمر ولكي تعم الفائدة ، انا بأعتقادي ان معظم الأحزاب الليبرالية همها الوحيد هو كسب اصوات الناخبين حتى إن كان ذلك على حساب تفسخ المجتمع ، فتشريع الحشيش (الماريوانا) لكي يباع للمواطنين في الأسواق ومباركة اي بدعة شاذة تقوم بها مجموعة من شواذ المجتمع هو هدف الليبراليين لكسب مزيد من الأصوات ، برأي عدم قيامك بالتصويت لم يضر عدد مقاعد الحزب الليبرالي بل زاد من عددها لأنك لم تصوت ضدها ، فما لم يتم التشجيع على التصويت للأحزاب المضادة للليبراليين حتى وإن كان التصويت لأحزاب غير مرغوبة فسيضل الليبراليون يتحكمون بمناهج التعليم للاطفال والشباب وسيستظل مستقبل العوائل المحافظة في قلق دائم من مستقبل اولادهم . مع الأسف معظم المهاجرين المسلمين ينتخبون الأحزاب الليبرالية ظناً منهم ان هذه الأحزاب تعطي حرية للدين وهم لا يعلمون بأن هذه الأحزاب تعطي حرية اكثر لجماعات عابثة تدعو لتفسخ المجتع ، تحياتي

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من