الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات كرسي الانتظار

بشرى رسوان

2021 / 9 / 22
الادب والفن


طنين في أذني عبثا حاولت التخلص منه أخذت حبة منوم ثم أخرى... بحاجة للنوم بحاجة لكبح ترهات عقلي٬بعد صعود الطائرة أغمضت عيني فكرت أنها ستتحطم ستنحدر وتهوي نحو الأرض ستتناثر أطرافهاو تستقر في قاع المحيط٬ تخيلت ألاف الطرق لسقوطها٬ ألاف الطرق للموت السريع٬ ألاف الأسباب لانحدارها وخروجها عن السيطرة٬ تداخلت الافتراضات في رأسي. تخيلت أن الربان امرأة... لا أؤمن بقيادة النساء فكرت أنها ستقذفنا في نوبة غضب كما أفعل أنا... أمني نفسي بأن تكون اكثر تعقلا مني وأقل توثرا٬تراءت لي الأضواء في الأسفل بعيدة جدا وصغيرة جدا٬ اِتَّكَأتُ على الكرسي تحايدت النظر لأسفل أسدلت النافدة شعوري بالرعب يتعاظم أسمعهم ...يضحكون... يثرثرون ..لا يهتمون ...لا يبالون .......الطفل خلف مقعدي يلهوبأريحية٬ يآلف المكان كأنه ولد هنا معلقا بين السماء والأرض ٬ أعجز عن تجاوز هواجسي موجة رعب تضغط على صدري وتسحقه ٬ ينطفئ رأسي تدريجيا يسري مفعول المسكِّن في عروقي٬ أغفو أرى أنني أتكئ على فخذ أمي أضع رأسي على حجرها٬ أمي تحمل صحن أبيض كبير تنقي القمح و تثرثر مع جارتنا لالة مينة٬جارتنا تنخل القمح تدير المنخل بين يديها المطلية بالحناء تتسرب الشوائب و الأحجار الصغيرة السوداء من بين حبات القمح ٬ نحن في السطح اﻵن....ألمح الزليج الأحمر الممتد ٬الريح تحرك الملابس٬ أختي تنحني على الوعاء تدعك الغسيل وتغني٬ نعيمة قادمة نحونا بشعرها الأشقر المرفوع انها الكنة الجميلة لجارتنا تحمل صينية الشاي أنصت لصوتها القادم من بعيد٬ تناديني .......سيدتي ....سيدتي .... تنتهك المضيفة حلمي أفتح عيني٬ تختفي أمي يختفي السطح و لالة مينة ٬تتبخر كل الأشياء الجميلة ٬ أرفع ناظري اليها تبحلق بعينين واسعتين٬ أستوي في جلستي تغمغم بكلمات لا أفهمها ....لا أسمعها أتأمل وجهها ملامح باردة و جامدة لا تشبه أحدا ٬ أحاول التركيز
سيدتي العشاء
أرد بأجوبة متقطعة....اه نعم وأهز رأسي
قهوة أو عصير؟
قهوة من فضلك
استفزني العشاء قطعة كريب باردة٬ وقطعة صغيرة من الخبز المجمد أمسكه بين كفي يشبه الحجرﺈلى حد ما ٬ أضعه على طرف الطاولة تقع الملعقة ﺈلى جانب قدمي٬ تتبعها الكمامة ...ألعن سلسفيل أهلها
تطفئ الأنوار مجددا أعيد رأسي للخلف أغفو ببطئ٬ يطل وجه أمي انها ترتق شيء ما ٬ عيونها مغروسة في الثوب٬ أبي يحمل كوب الشاي... يتحدثان ربما يتناقران ٬الأخت الصغرى تبكي٬ يصفعها أخي ترد الصفعة و تنتحب كأنها لم تخلق ﺈلا للبكاء ٬تضمها خديجة ترفعها عن الأرض علها تصمت ثم تأتي
أكافح . لا أسمعها Madame ……
Il faut remplir le fichier
الكلمات تنحشر في حلقي أود أن أصرخ أنا لا أجيد الكتابة .....أنا منهكة .. لا يخطر ببالها أنني شبه مخدرة و أن جسدي مرهون لحبة مسكن دفعا لنوبة رهاب ٬أشعر أنني أكرهها.... اكره وجهها ....اكره صوتها .....اكره يقظتهاأود أن أخبرها أنها وقحة تود أن تخبرني أنني معتوهة و غبية

نزلت صباحا متعبة شاحبة كل العيون تتأمل الغريبة ... غريبة اكثر من أي وقت مضى... أمر بالجمارك يطلب مني أبصع ثم أبصم بالعشرة أنني هنا أنني جننت و انتهى بي الحال في شرق افريقيا في عز الجوائح .. والفيروسات ...نتسابق نحو الحقائب... حمراء مستطيلة.. سوداء مربعة ... بنية عريضة .. ملفوفة في البلاستيك أو مشدودة باللصاق ...أعد الحقائب ...أحدق ..أنتظر لساعة بلا جدوى انها لاتأتي....... المكان يكاد يفرغ أفترض أنها على متن طائرة أخرى٬ بالخطأ حملت ﺈلى جهة أخرى من هذه الأرض ٬ ثم تأتي محشوة بالصابون العطور ومواد التنظيف كمن يريد أن يغسل العالم
ينتظرني السائق أمام السيارة٬ يحمل الحقائب٬أ ضع رأسي على الزجاج أتأمل المدينة صباح طافح بالمياه و الأوحال٬ تبدو كأنها مدينة خارجة لتوها من حرب طاحنة٬ الجدران بلون الرماد ٬على الجنبات الأزبال ... مياه الأمطار .... الأوحال يدق رأسي أشعر بالضياع٬ ما الذي أتى بي ﺈلى هنا ؟أقول في نفسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بسبب دهس سيدتين


.. كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال




.. هنا صدم الفنان عباس ا?بو الحسن سيدتين بسيارته في الشيخ زايد


.. إيران تجري تحقيقا في تحطم المروحية.. وتركيا تتحدث عن رواية ج




.. ضبط الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في الشيخ