الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة عظمى في العالم

جواد الديوان

2021 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في التسعينات، أطلق الرئيس الأمريكي كلنتون صواريخ كروز على القاعدة في أفغانستان والسودان، ورد الاعلام حول التشابه بين إطلاق الصواريخ مع أفلام هوليود! في الإشارة لفيلم يتناول فضيحة جنسية لرئيس امريكي مع فتاة قاصر، وللمشاركة في الانتخابات ولابد من حركة الهاء، فكان مشاهد حرب مفبركة بعيدة. ويفوز الرئيس في الانتخابات، وتتيقن CIA بانه لا توجد ت حرب، وتعلن نهايتها، ورد الرئيس وجماعته بتصوير محاولة انقاذ جندي امريكي بقي في منطقة الحرب. والقصة لها دلالات عديدة يتفاعل معها القارئ.
ربما دور الولايات المتحدة الامريكية قوة عظمى وحيدة في العالم يفتقد للتعريف. وكان فوز بوش الابن في الانتخابات على ال كور يثير الانقسام في أمريكا الا ان احداث 11 أيلول 2001 عززت وحدة أمريكا. وعندها تحددت مهمة أمريكا في قيادة الصراع بين الحضارة والهمجية او البربرية، وبالتعاون مع روسيا، وتحدد شكل نصف القرن الحالي. وقبلها تحدد شكل النصف الثاني من القرن الماضي في الحرب الباردة، وكان احتواء الاتحاد السوفياتي لحين تفككه.
وخلال فترة الاحتواء المشار اليها شهدت أمريكا تطورات علمية (إنزال الانسان على القمر وغيرها) وثورات في العالم الثالث والتعاون مع الطغاة والصبر عليهم لبناء مؤسسات ديمقراطية (كوريا الشمالية مثلا) وكذلك الانفتاح على الصين.
وعند سقوط جدار برلين، ما تجمع لدى أمريكا ثروات اقتصادية وتكنولوجية وثقافية وعسكرية تشكل قوة هائلة. وعندما اجتاح صدام حسين الكويت (1991)، قدمت أمريكا اول صورة لقوة عظمى وحيدة في العالم. والحرب وقتها قدمت ذخائر خفية دقيقة وموجهة وصواريخ بعيدة المدى تم تطويرها خلال سنوات الحرب الباردة.
حروب جورج بوش الابن اعلان بان العالم أصبح اقل قدرة على التكيف مع اشكال الصراع الجديدة. وبعد تحرير الكويت، برزت مشاكل الدول الضعيفة مثل الصومال، والدول ذات الصراعات الداخلية مثل رواندا والبوسنة. كما ظهرت بقوة التهديدات العابرة للحدود (الإرهاب). وترك صدام حسين في السلطة جعل الجميع في العالم يقتنع بان التعامل مع الطغاة لا يشكل مشكلة لدى أمريكا.
اجماع العالم بان الولايات المتحدة الامريكية قوة عظمى وحيدة في العالم تبلور بعد دخول القوات الامريكية أفغانستان في 2001. ووقتها ظهر بوتين مفكرا استراتيجيا، ولم تكن له ردود فعل حول القوات الامريكية في أفغانستان.
وفي الوقت الحالي، فان مصالح أمريكا والصين تظهر في محاربة الإرهاب والحفاظ على السلام في وسط اسيا (من بحر قزوين في الغرب الى الصين ومنغوليا في الشرق، ومن أفغانستان وإيران في الجنوب الى روسيا في الشمال).
الغزو المفجع للعراق (2003) ترك بلدا منقسما وخاضعا لسيطرة إيران. والحرب على الإرهاب التي تلت ذلك قوضت قابلية أمريكا لمواجهة تحديات الصين. ومحاربة عدو خفي عابر للحدود (الإرهاب) جعل من السيادة ترفا. وهكذا اما الاصطفاف مع أمريكا او الاصطفاف ضدها. وعندها ستتغاضى أمريكا عن الطغاة المتعاونون معها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار