الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات العراقية بين المشاركة ودعوات المقاطعة -تحديات وفرص-

مرتضى حسن علي

2021 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


كلما اقترب موعد الانتخابات المبكرة في العراق , المزمع إجراؤها في العاشر من شهر أكتوبر المقبل , ازدادت الانتقادات بين المواطنين حول إعلان المفوضية العليا للانتخابات في العراق، عن نشر 130 مراقباً دوليا لمتابعة العملية الانتخابية ، فقدُ اعتبر أنه عدد غير كاف مقارنة بعدد الدوائر الانتخابية ومحطات ومراكز الاقتراع في البلاد.
ويستعد العراق لخوض الانتخابات التشريعية الخامسة , استجابة للتظاهرات التي شهدتها الساحة العراقية عام 2019، في ظل صعوبات كبيرة من الصعب تجاهلها، تتعلق بتأمين البيئة الانتخابية، وإقناع المواطن بأهمية المشاركة، وتفاقم الصراع السياسي بين الكتل والأحزاب، وعدم سيطرة الحكومة على السلاح المنفلت الذي يمثل تهديد مباشر وكبير على العملية الانخابية ،
وتشهد الساحة العراقية جدالا واسعا حول قضية التعامل مع انتخابات التشريعية المقبلة , وذلك للإجابة عن سؤال واحد مركزي هو: هل من مصلحة الوطن والمواطن الاشتراك فيها أم مقاطعتها؟
ولكي لتنجح المقاطعة يجب فيها انسحاب المواطنين عن الانتخابات فالعزوف الشعبي عن المشاركة بالعملية الانتخابية يعني أن المواطنين يظهرون رغبة بالانسحاب من المجال العام، ولا يريدون المشاركة في العملية السياسية، اعتراض على عدم نزاهتها كما تحتاج أن يكون هناك عدد من الأحزاب والقوى السياسية ضمن القوى التي تقاطع الانتخابات فبدون مشاركة الناخبين والاحزاب المؤثرة لا يكون للمقاطعة أي قيمة بل إنها تؤثر بالسلب فإن الاحزاب المتسلطة حاليا على مقاليد السلطة في البلاد تكتسب المزيد من التواصل مع الجماهير وتنجح من خلال دعايتها الانتخابية فى كسب قدر من الشعبية وتكسب عضوية جديدة فتعزز وجودها السياسي
فمقاطعة الإنتخابات لا تزيد الطين إلا بلة,. اِن مقاطعة الإنتخابات تكريس لسياسة الأمر الواقع, وتهرب من مواجهة الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة , , لأننا بمقاطعتنا للإنتخابات قد منحنا الفرصة للمتسلطين والساسة الفاسدين للسيطرة على المشهد السياسي العراقي , بالمقاطعة لا نغير شيئ ونجعل وضعنا أصعب , فالمفروض نكون فاعلين ومؤثرين في الحياة السياسية ,
وحتى لو افترضنا أن أغلب المرشحين مفسدون وغير قادرين على الاصلاح , فإن مشاركتَنا وتصويتَنا على "الأقل فسادا" ستكون أفضل بكثير من المقاطعة, فبهذا سنكون قد ساهمنا في التقليل من الفساد المستشري في بلدنا الجريح
شرطان اساسيان لنجاح المقاطعة هما , الأول غياب مشروعيتها القانونية , والثاني وجود اتفاق بين كل من هم خارج السلطة الحالية على المقاطعة , وبالتالى، ستكون الانتخابات قد فقدت مشروعيتها السياسية، لأنها تعبر بوضوح عن لون واحد في المجتمع.
بالتأكيد الواقع يوضح ان من المستحيل ان يتوفر هذان الشرطان فلا يوجد سبب للاعتقاد أن الانتخابات المقبلة لن يتوافر لها عدد من القضاة والمراقبين الدوليين يكفى للإشراف عليها ومن ناحية أخرى، فمن المتوقع ان يشارك عدد من الأفراد المؤمنين بعدم جدوى المقاطعة لاعتبارات مبدئية
وفي النهاية فإن قضية المشاركة أو المقاطعة تحتاج لنقاش أعمق وتوافق كبير بين شرائح المجتمع حتى نتمكن من اتخاذ قرار يصب في مصلحة البلد.
وهناك امثلة من تجارب من مقاطعة الانتخابات الناجحة والفاشلة من الممكن ان نستفاد منها:
هذه السلسلة تستند لدراسة أجراها باحث ونشرت في كتاب كامل عن ظاهرة مقاطعة الانتخابات.
أولا: تجارب مقاطعة الانتخابات الفاشلة
1- مقاطعة المعارضة الاثيوبية للانتخابات البرلمانية عام 1994. فاز حزب الرئيس زيناوي ب 484 مقعد من اصل 547 ولم تؤثر المقاطعة مطلقا على اعتراف العالم بشرعية الانتخابات.
2- مقاطعة المعارضة في غانا للانتخابات البرلمانية عام 1992.حصل الحزب الحاكم على 189 مقعد من اصل 200 ولم تؤثر المقاطعة في اعتراف العالم بشرعية الانتخابات.
3- مقاطعة المعارضة في مالي للانتخابات عام 1997. حصل الحزب الحاكم على 123 من اصل 147 مقعد. لم تؤثر المقاطعة على اعتراف العالم بشرعية الانتخابات.
4- مقاطعة المعارضة في اذربيجان للانتخابات الرئاسية عام 2003. فاز الهام علييف بالرئاسة ولم تؤثر المقاطعة على اعتراف العالم بشرعية الانتخابات.
5- مقاطعة المعارضة في زامبيا للانتخابات العامة عام 1996. حصل الحزب الحاكم على 125 مقعد من اصل 157. لم تؤثر المقاطعة على شرعية الانتخابات.
6- مقاطعة المعارضة في غامبيا للانتخابات العامة عام 2002. حصل الخزب الحاكم على 50 مقعد من اصل 53. لم تؤثر المقاطعة على شرعية الانتخابات.
7- مقاطعة المعارضة في زيمبابوي لانتخابات مجلس الشيوخ عام 2005. فاز حزب الرئيس موغابي ب 49 مقعد من اصل 66.
8- مقاطعة المعارضة للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في زيمبابوي عام 2008. فاز الرئيس موغابي دون منافسة.
9- مقاطعة المعارضة للانتخابات الرئاسية في الكاميرون عام 1997. فاز الرئيس دون منافسة.
ثانيا: تجارب المقاطعة الناجحة
1- قاطعت رابطة عوامي المعارضة الانتخابات العامة في بنغلاديش عام 1996 مطالبة باستقالة رئيسة الوزراء خالدة ضياء ورافق ذلك احتجاجات واضراب عام اغلق البلاد قبل يومين من الانتخابات. اجريت الانتخابات بمشاركة صعيفة واضطرت الحكومة لاعادتها وهذه المرة شاركت المعارضة وفازت بالانتخابات.
2- شاب الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في بيرو عام 2000 تزوير وقرر المرشح المعارض مقاطعة الجولة الثانية. ادت المشاركة الضعيفة في الجولة الثانية والضغط الدولي الى اجبار الرئيس فوجيموري على التنحي بعد 6 اشهر. واجريت انتخابات جديدة وفاز بها مرشح المعارضة.
3- قاطعت المعارضة انتخابات تايلاند عام 2006. واجبرت المشاركة الضعيفة والاحتجاجات رئيس الوزراء شيناواترا على التنحي والغيت الانتخابات.
4- قاطعت المعارضة في مولدافيا انتخابات الرئاسة لمنع وصول المرشح الشيوعي للسلطة ومنع عدم توفر النصاب ذلك المرشح 4 مرات عام 2000 وعام 2005.
5- قاطع حزب الشعب العلماني التركي انتخابات الرئاسة لمنع وصول الاسلامي عبد الله غول للمنصب ونجح في ذلك (مؤقتا) بسبب عدم حصول النصاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو