الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب الليبي الى اين؟

عبد السلام الزغيبي

2021 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


عبد السلام الزغيبي


الكل في ليبيا يلقي باللوم على تصرفات وسلوك الجيل الجديد..ويتهمه بالسوقية والطيش وقلة الذوق والجهل وعدم احترام التقاليد الاجتماعية والقوانين،وإطلاق الكلمات النابية وانتشارها في شوارع البلاد، وغير ذلك

من التصرفات غير الاخلاقية.

لا نستطيع أن نلقي باللوم كله على أبناء هذا الجيل، ونريح انفسنا كالعادة من المسؤولية، ونكتفي باللوم، ولا نطرح المشكلة او الظاهرة ونناقشها ونحاول ايجاد الحلول الناجعة.

اللوم يقع بالكامل على البيت أولا، وعلى المدرسة والمدرسين وكل العملية التعليمية، وعلى الشارع، وعلى النوادي الرياضية، ومنظمات المجتمع المدني، التي لم تسعى بدورها إلى خدمة الشباب ومحاولة استقطابهم

وترشيدهم، وتحسين مستواياتهم، وتعليمهم السلوك القويم.

من واجبنا أن نعرف أن هؤلاء الشباب لم تتح له الفرصة التي أتيحت لجيلنا، الذي وجد مكتبة الاب او الاخ الكبير أمامه في البيت، ينهل منها العلم والادب، ولم يجد مكتبة في المدرسة، يذهب اليها، للاطلاع على

الكتب، ولم يجد بالقرب منه مركز ثقافي او مكتبة عامة، يذهب اليها لقراءة المجلات او استعارة الكتب ، ولم تتوفر لدية صحف ومجلات محلية، يكتب بها نخبة الكتاب والمفكرين، والصحفيين، ولم تتوفر له اكشاك

بيع الصحف والمجلات العربية والاجنبية، ..كذلك لم يستمع يوما لاذاعة محلية وعربية، الإذاعة الليبية والمصرية وإذاعة لندن، يسمع منها الاخبار الرصينة، وتبث أحسن الأغاني العاطفية والوطنية، وتقدم اجمل

البرامج الثقافية والعلمية والفنية الهادفة، ولم تتح له فرصة مشاهدة البرامج والتمثيليات والمسلسلات الهادفة ، التي كان يعرضها التلفزيون الليبي،. تنمي من ذوقه ومن إحساسه بالجمال وترتقي به.

عاش ولم يدخل دور عرض" سينمات" محترمة تعرض افضل الافلام التاريخية والترفيهية، ولم يجد أمامه مسارح وفرق مسرحيات على طول وعرض البلاد، تعرض المسرحيات العالمية والكوميدية الليبية، ..
لم يعاصر أبناء هذا الجيل المحروم، أندية رياضية، بنشاطات ثقافية وبرامج اجتماعية، وتعليمية..

أتذكر وكنا صبيان صغار في فرقة الشباب بالمسرح الحديث، بمدينة بنغازي، كان هناك مسجل كبير، نستمع كل يوم إلى كلمات اغاني من هذا النوع:

خجولا أطل وراء الجبال .. وجفن الدجى حوله يسهر
ورقراق ذاك العظيم على شاطئيه ارتمى اللحن والمزهر
وفي موجه يستحم الخلودُ.. وفي غوره ترسب الأعصر

كانت الاجواء في فرقة المسرح الحديث، رائعة ومشجعة، وكانت اغنيات عبد الهادي بلخياط وخاصة (القمر الاحمر) تنطلق من مسجل بكرات، وأكواب والقهوة والشاي التي نعدها بأنفسنا تتوزع على الجميع.
اهتمت الفرقة بالنشاط الثقافي وركزت عليه ، فكان هناك العديد من الجرائد الحائطية، وأتذكر أني كنت أنا وزميلي عمر بن دردف، نصدر جريدة حائطية بشكل أسبوعي، كنت أجهز المواد الصحفية، وكان هو

باعتباره ابن فنان ورسام يقوم بعمل الخطوط والرسوم . وكان هناك مجلة تطبع علي الاستنسل، اسمها الرائد، اشرف عليها، الكاتب احمد الفيتوري مع مصطفي الهاشمي، وأحمد سعد، وعلي عقيل الجحاوي،

ومجموعة أخرى من رفاق المسرح.

أعرف أن هذا الجيل المعاصر يختلف اختلافا كبيرا عن جيلنا، ويفكر بطريقة محتلفة وينظر للامور بشكل مغاير، ويعيش وسط دوامة ومفترق طرق، ولم يجد من يوجهه ويرشده وينصحه برفق، شباب يشعر بالاحباط

بسبب قلة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، وفي نفس الوقت يحلم ويفكر ويريد أن يطبِـق أفكاره، رغم المصاعب والعراقيل المودودة أمامه.

السؤال هو كيف نستطيع ان ننقذ وننتشل جيل لم تتوفر له الفرصة الكافية للتعلم والتثقف، ووجد كل ابواب المعرفة والرزق موصودة امامه، ولم يجد قدوة حسنة يتبع خطاها..يستخدم مفردات وعبارات غريبة على

اسماعنا، ويتعاطى مسكرات ومغيبات عقول،ونحن جيل ما زال فيه الاخ الصغير لا يدخن أمام اخيه الكبير.

هنا يبرز دور النخبة و دور منظمات المجتمع المدني، و مجموعات العمل التطوعي و نوادي الشباب و وزارة الثقافة، وزارة العمل، من اجل القيام بمبادرات تجاه هؤلاء الشباب واقامة ملتقيات للتوعية وورش عمل

لمناقشة حقيقية لقضاياهم الملحة والخروج بحلول ستعود بالنفع على المجتمع الليبي وعلى الشباب اولا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ