الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وغرق البحر في الرمال

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2021 / 9 / 25
الادب والفن


) بعد منتصف الليل بقليل ( … ) استلقى على السرير ( … ) منهكا مهزوما حتى النخاع ( … ) انتظر النوم طويلا محدقا في السقف المعتم ومنصتا لأصوات الشارع الخافتة ( … ) وعلى الجدار المقابل بدا له وجهها محاطا بالغيوم ( … ) ولم يعرف إن كان حلما أم ذكرى أم فكرة مندسة في ليل الفراغ ( … ) رأى وجهها المبلل بالعرق مغمضة العينين ورأى حلمها في المرآة ( … ) رأى وجهه المذعور ملطخا بالطين والدماء ( … ) ورأى جسده المهزوم مستلقيا على السرير يحلم بوجهها مغمضة العينين ( … ) وسقطا معا في هاوية المرآة ( … ) في الشارع على الرصيف تحت رذاذ المطر الخفيف في عتمة المساء تحت السحاب المبلل بالمطر ( … ) دعنا نذهب إذا أنا وأنت في عتمة المساء ( … ) قالت له ( … ) عندما تمتد الظلال وتتبرعم الأصوات وتظهر الصور ( … ) دعنا نتحدث إذا ( … ) قال لها ( … ) دعنا نتحدث إذا عن الأفق البعيد وشاطئ البحر وبرودة الماء والرمال عن ثورة العبيد عن رغيف الخبز عن سنابل القمح وعن اليوم البعيد( … ) دعنا نتحدث إذا ( … ) لا ( … ) قالت له ( … ) لا تصادر حلمي ( … ) دعنا فقط نبحر معا في عتمة المساء في مياه البحر العميقة لا تصادر حلمي ودعنا نبحر بعيدا عن الأسياد والعبيد ( … ) قالت له ( … ) دعنا نهاجر معا لكواكب جديدة لأرصفة تلمع برذاذ المطر الخفيف والشوق للكلمات الدافئة بعد منتصف الليل بقليل حيث تستلقي على السرير منهكا مهزوما حتى النخاع( … ) وترى وجهك في مرآة عيني مشروخا وجسدك واقفا على الرصيف مغروسا وحيدا مثل حجر ( … ) لست حيا ولست ميتا ( … ) تردد لنفسك دون إقتناع ( … ) لكنني صامد أقاوم الرياح كعمود كهرباء ( … ) كنخلة ( … ) وتظل واقفا والعالم يدور من حولك ( … ) تظل واقفا كشجرة والعالم يرقص أمام عينيك رقصة الموت ( … ) تردد بينك وبيني ( … ) ربما رقصة الوداع الأخير ( … ) أنا هنا وربما هناك لست حيا ولست ميتا أنا في البين بين فيما بين السطور ( … ) ترقب التفاصيل الدقيقة في غلاف الضرورة وترهف السمع لهمسات الأسرار ( … ) العالم يمتصني كما الأشياء تمتص الفضاء والكينونة تهرب من مسامات قشرتي( … ) وتعاود الإنصات للأصوات الخافتة للخطوات البعيدة المتعثرة والكلمات المبهمة المغلفة بضباب الريبة والقلق ( … ) وفي المرآة تخمن ظل الإيماءات المشبوهة والبسمات الخفيفة وتخمن رمشة العينين وإنعكاس وميض النظرات العاشقة ( … ) مللت الوقوف ( … ) يقول لها ( … ) مللت الوقوف على حاشية الزمن جسدي تخشب والتصق حذائي بالأرض أصبحت تمثالا حجريا قابلا للإنكسار ( … ) وتقولين له ( … ) لا تصادر حلمي الآن فلن أنكسر ولن أنهار هيا بنا نبحر معا قبل أن يدركنا النهار فها هي الريح تنفخ قلبي شراعا وهاهو صوت العاصفة يختلط بتنهدات الأحجار هيا بنا نهاجر قبل أن يتجاوزنا الإعصارونتحلل كالغبار ( … ) لا أستطيع الحراك ( … ) تيبس الجسد تمثالا وغاصت أقدامي في الرمال ( … ) يقول لها ( … ) فأنا لست حيا ولست ميتا ( … ) أرى ولا أرى ( … ) أريد ما لا أريد ولا أريد ما أريد ( … ) غاص ألجسد في الرمال واختفى البحر (








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث