الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي يواجهون الأحزاب وانتخاباتها بالسخرية والهزل

حيدر صادق صاحب
كاتب وشاعر

(Haider Sadeq Sahib)

2021 / 9 / 26
كتابات ساخرة


على الرغم من قتامة الأوضاع السياسية في العراق وضبابية في الأحداث التي تجري بشكل يومي، فإن العراقيين وجدوا على مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا جديدا للتعبير عن مواقفهم إزاء الأزمات السياسية والحديث عنها، وانتقاد المشهد السياسي وإظهار ما يجري بشكل هزلي وساخر في كثير من القضايا والملفات المهمة.وتعدت تلك السخرية الكُتّاب والمدونين الذين يعرفون عادة بهذا اللون من الكتابة إلى مستخدمي مواقع التواصل بشكل عام، حيث تمتلئ صفحات السياسيين على تلك المواقع بآلاف التعليقات الهزلية والساخرة إضافة للشتائم والكلمات البذيئة التي يكتبها الناس احتجاجا على ما يجري من مواقف وأحداث اعتبر البعض أن الكتابة الساخرة هي إعلان موقف احتجاجي قبل أن يكون دعوة للضحك والسخرية هي النقطة التي تلتقي بها هموم الناس مع فرصة الضحك وتناسي ما يحدث وهي بمثابة فرصة لكي يعبر المواطنون بما في داخلهم دون قيود أو رقابة
ولجأ أغلب المدونين إلى أسلوب السخرية مما يحصل على الصعيد السياسي ليس رغبة بالضحك فقط بل تعدى إلى حماية أنفسهم من التعرض للأذى بسبب الأحزاب والمليشيات التي أصبحت تفرض نفسها كسلطة فوق القانون في قمع الحريات وتكميم الأفواه.
وخلال الفترة الماضية التي أعقبت الاحتجاجات كانت مواقع التواصل قد شهدت ارتفاعا بحجم السخرية من الأوضاع السياسية لكنها بالوقت نفسه رافقتها دعاوى قضائية وتهديدات عشائرية حينما تتعلق بعض التدوينات والتغريدات بشخصية ذات تأثير اجتماعي أو سياسي أو ديني.
و إن الكتابة الساخرة هي إعلان موقف احتجاجي قبل أن يكون دعوة للضحك، وأستذكر عبارة للدكتور محمد الجرادات (بين الهزل والسخرية مسافة قصيرة، فإذا كان الهزل مرادفا للتفكّه، فإن السخرية قد تكون بمنتهى الجدية).
وأن الهدف الأساسي هو تعرية الأنظمة السياسية على وجه الخصوص ونقد العادات المجتمعية أيضا، كما يدعو إلى توعية المجتمع، بأسلوب كوميدي ناقم وذلك من خلال المَلَكَة الثقافية والرؤية النقدية التي يتمتع بها الكاتب، لِيُعبّر عن الهيجان والروح الثورية التي يحملها.وأصبحت اليوم هناك حاجة ماسة لتطعيم الأحداث السياسية التي نتناولها بصفتنا كتابا ومدونين بشيء من السخرية بسبب زخم الأخبار السلبية التي تحصل وصار الناس غاضبين مما يحدث لذلك كان اللجوء إلى نقد الأوضاع العامة بسخرية، كما يقول المدون الساخر حسام جعفر الغزي
كما ان السخرية بالطبقة السياسية جاءت بسبب دورها السيئ في إدارة الدولة، بعدها أصبح المتلقي للأخبار يتفاعل مع انتقاد الوضع بسخرية كونه يائسا من المشهد بشكل عام وبالتالي ظل يبحث دائما عن شيء يثير جانب الابتسامة فيه، كما أن السخرية تحد من تعصب الكاتب والمدون والصحفي لذا يساعده على تقليل الفرضيات في الرأي أو طرح المواضيع المهمة، وهو ما يساعده على تقليل مواجهة الطبقة السياسية بدعاوى كيدية . و أن السخرية والنكتة السياسية ليست جديدة عراقيا وقد ارتبطت بمواقف اجتماعية وسياسية

السخرية والاحتجاجات
لم تكن السخرية أو الهزلية والنكتة السياسية جديدة على العراقيين، وهو موضوع قديم، فقد ارتبطت بمواقف اجتماعية وسياسية واقتصادية، فقد كانت حاضرة قبل نظام الرئيس المقبور صدام حسين وما بعده، وبرزت في جوانب مختلفة من الحياة، لكن اليوم وبسبب الكبت والحرمات وتكميم الأفواه وعمليات القتل والاختطاف عادت بشكل واضح، كما يقول الأكاديمي والباحث الاجتماعي و أن النكتة السياسية كانت موجودة حتى قبل تأسيس الدولة العراقية وحتى في التراث العربي الإسلامي كانت هناك كتابات شهيرة، لكن السخرية ظهرت بشكل أكثر حدة بسبب غياب السينما والمسرح والأمور الترفيهية في المجتمع وظهور التعصب السياسي والديني والطائفي.
وأدب السخرية لم يكن حاضرا، مثلما حضر بعد الاحتجاجات التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهو شيء كبير جدا أن تشاهد شخصيات ورموزا دينية وسياسية اجتماعية وقد نالت منهم السخرية واهتزت صورتهم، وبالتالي اهتزت الصورة النمطية للنموذج المثالي لدى مجموعة كبيرة من المجتمعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى