الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات السورية الفرنسية أسباب التأزم واقتراحات الانفراج

أشواق عباس

2006 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أسباب تأزم العلاقات:
1 - ترى فرنسا بأنّها:
- ورغم انتهاجها لسياسات وصفها الأمريكيون والصهاينة بالمنحازة إلى العرب من فلسطين إلى لبنان وسوريا مروراً بالعراق، وبأنّها تشجع على "معاداة السامية".
- وبالرغم من وقوفها إلى جانب سوريا في وجه الضغوطات الأمريكية ووقوفها ضد التحضيرات الأمريكية لغزو العراق.
- وبالرغم من أنَّ مواقفها كانت مطابقة في غالبيتها للمواقف للموقف السوري.
إلا أنَّ سوريا لم تقدر ذلك ، الأمر الذي دفعها للالتحاق بالولايات. هذه الأسباب التي أحدثت الانقلاب في الموقف الفرنسي، يمكن تلخيصها بالعبارات التالية "إن الرئيس شيراك الذي فتح أبواب فرنسا وأوروبا أمام الرئيس السوري الشاب بشار الأسد ومنع الأوروبيين من وضع حزب الله اللبناني على لائحة المنظمات الإرهابية، وقدم كل الدعم الممكن للقضايا العربية على حساب علاقاته الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية ، أخذ في الأشهر المنصرمة يشعر بخيبة الأمل جراء السياسات السورية، فحتى عقود النفط والغاز الطبيعي وإعادة الإعمار التي وعدت بها الشركات الفرنسية، ذهبت كلها تقريباً إلى شركات أمريكية وبريطانية، وفى حين كان الفرنسيون يخاصمون حلفاءهم الأمريكيين في المسائل العربية عموماً والعراقية على وجه الخصوص، كان السوريون يقدمون للأمريكيين التنازل تلو التنازل ويتعاملون مع فرنسا على أنها مجرد قوة دولية عادية لا حول لها"،
وهو ما يعني أنَّ تحول الموقف الفرنسي إزاء سوريا من "حسب وجهة النظر الفرنسية " يعود إلى أسباب تتعلق بالسياسة السورية في مستوياتها المحلية والإقليمية والدولية.
- الأسباب المحلية : يمكن تلخيصها بعدم مضي السلطات السورية في مسار الإصلاح، وهو خط دعمته فرنسا منذ مجيء الرئيس بشار الأسد إلى الرئاسة في العام 2000، فهذا المسار كان مرتبكا ومتردداً، كما لاحظ الفرنسيون الذين قدموا أكثر من خطة للإصلاح بينها خطة "الإصلاح الإداري".
- الأسباب الإقليمية للتحول الفرنسي: يعود إلى ضغوطات مارستها جهات لبنانية على صلة قوية بفرنسا والرئاسة الفرنسية، وهي تتوافق مع النظرة الفرنسية الخاصة إزاء لبنان، إذ تعتبر باريس علاقتها بلبنان علاقة خاصة ومميزة، وقد ركزت الضغوطات اللبنانية على فرنسا على التدخلات السورية في الموضوع اللبناني.
- الأسباب الدولية للتحول الفرنسي: تجسده مجموعة مواقف من شركاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي إزاء سوريا وسياستها، حيث طرحت بريطانيا موضوع أسلحة الدمار السورية على موضوع الشراكة الأوروبية مع سوريا، وأثارت هولندا موضوع حقوق الإنسان والمجتمع المدني في سوريا، فيما فتح الموضوع اللبناني بوابة لموقف فرنسي مختلف يجد له تأييدا لدى دول الاتحاد الأوروبي.
الحلول المقترحة
1- على الحكومة السورية أن تدرك أن فرنسا ورغم أنها كانت المحرك الرئيسي في صدور قرار مجلس الأمن 1559، فإنّه من غير المنتظر بالمقابل أن تؤيد اتخاذ إجراءات قوية ضد سوريا ، ذلك أن أمرا كهذا سوف يجعلها تندرج في خدمة السياسة الأميركية ضد سوريا من مدخل لبنان.
2- العمل على إزالة الأسباب التي أدت بفرنسا إلى اتخاذ موقفها الأخير، والتأكيد على وجود مصالح مشتركة بين البلدين يمكن تحقيقها بعودة الحوار والتعاون بينهما.
3- توجيه الدعوة إلى فرنسا بصفتها بلد صديق له علاقات جيدة مع سوريا كي يلعب دوره في الحوار الوطني والمصالحة الداخلية، وأنَّ الخلافات الأخيرة بينهما لا تعدو أن تكون خلافات سياسية يمكن تجاوزها بالحوار.
4- يمكن لسوريا أن تتخذ بعض الخطوات التي من شانها إعادة الدفء إلى العلاقات مع فرنسا، كالاستعانة بوساطة بعض الدول والمنظمات الدولية، والعمل الدؤوب لعدم القطع مع فرنسا خصوصاً وأوربا عموماً، حيث يمكن لطرف ثالث أن يقوم بتقريب المواقف ووجهات النظر بين باريس ودمشق. والذي يعزز من هذا الاحتمال هو النجاح النسبي الذي استطاعت تحقيقه الوساطة العربية (السعودية – المصرية) في المراحل الأولى من الأزمة.
5- ستلعب الإجراءات التي تتخذها سوريا في لبنان، لاسيما بعد الانسحاب السوري منه، دوراً هاماً في الدفع لجهة تحسين علاقاتها مع فرنسا، والتي يمكن لنا على سبيل المثال أن نذكر منها دفع الرئيس اللبناني إلى مصالحة وطنية، وإلى وضع إطار جديد لعلاقات لبنانية سورية، وإلى تبني برنامج إصلاحي يُحدث تبدلان سياسية واقتصادية واجتماعية.
6- الدرجة التي تستطيع سوريا من خلالها الحيلولة دون تماهي فرنسا مع الضغوط الأميركية عليها، لاسيما وأنَّ فرنسا مدركة تماماً، على الرغم مما تقوم به، بأنَّ ما تمارسه من ضغوط إلى جانب أميركا على دمشق ذو علاقة مباشرة بالمصالح الأمريكية في العراق، وتعزيز أمن ومكانة إسرائيل في الإقليم‏،‏ ولن يقود بالضرورة إلى تعزيز المصالح الفرنسية في المنطقة. أي على مدى قدرة سوريا على إقناع فرنسا بأنّه ورغم التعديل الذي أحدثته هذه الأخيرة في سياساتها تجاهها إلا أنّه هناك حاجة دائمة إلى الحوار معها وعلى أعلى المستويات‏,‏ مع تأكيد ضرورة إثبات أنَّ العلاقة مع فرنسا ليست علاقة لاستيعاب الضغوط الأمريكية‏،‏ وإنما لأن فرنسا قطب دولي مهم‏، ولها دورها المتميز في القضايا العربية، وستظل كذلك لفترة طويلة قادمة مهما يكن الغضب من بعض تصرفاتها أو تراجعاتها‏.
7- اتخاذ القرار الواضح بتعديلات جوهرية في الحياة السياسية السورية لجهة المزيد من الحريات والمشاركة السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا