الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية.. براميسيوم.. عباس منعثر

عباس منعثر
شاعر وكاتب مسرحي عراقي

(Abbas Amnathar)

2021 / 9 / 27
الادب والفن


المشهد الأول والأخير
(ليس للمكان أيّ دلالة اجتماعية أو ثقافية. إنّه اللامكان. وليس للزّمن دلالة أيضاً.. فهو ليل ونهار في الوقت نفسه، للإيحاء بازدواجية الحقيقة والوهم. كذلك لا نعرف جنس الشّخصيات، من منهما الرّجل ومن منهما المرأة، والحركة لا يمكن التكّهن بها، تبدو أحياناً لكائنات بشرية معاصرة أو أشباح أو إنسان المستقبل)
(صوت رعد وبرق بعيدان)
الزوجة أو الزوج: ما أسعدَني! طفلُنا الأوّلُ سيُشرّفُ..
الزوج أو الزوجة: الطفلُ يعني الولادة؟ والولادةُ تعني الأمل؟
الزوجة أو الزوج: إذن ستطرقُ السعادةُ بابَنا أخيراً.
الزوج أو الزوجة: إذا عَرَفت الطريقَ إليه!
الزوجة أو الزوج: مع طفلِنا سنولدُ من جديد.
الزوج أو الزوجة: أَمِنَ الحكمةِ أن نوّرطَ كائناً بهذهِ الحياة؟
الزوجة أو الزوج: سنهبُهُ نعمةَ الوجود!
الزوج أو الزوجة: وهل عشناها؟
الزوجة أو الزوج: ليسَ ذنبَ الحياة..
الزوج أو الزوجة: ذنبُ مَنْ إذن؟
الزوجة أو الزوج: الخطأُ كلُّ الخطأ فيمن لا يعرفُ كيفَ يعيشها.
الزوج أو الزوجة: وهل سيعرفُ طفلُنا المُفترض؟
الزوجة أو الزوج: عليهِ أن يأتي اولاً وسيكتشِف!
الزوج أو الزوجة: قالتْ الدكتورة س أنهُ سيأتي بعدَ أسبوع.
الزوجة أو الزوج: دكتورة ص توقعتْهُ الليلة.
الزوج أو الزوجة: ص؟
الزوجة أو الزوج: وما الدّاعي لتصديقِ س؟
الزوج أو الزوجة: أقلَّها لم تمتْ ثلاثون امرأةً على يدِها أثناءَ عمليةِ الولادة!
الزوجة أو الزوج: ألمْ تقتلْ دكتورة س ثمانيةَ أطفالٍ، بالخطأ؟
الزوج أو الزوجة: الخطأ الإنساني وارد!
الزوجة أو الزوج: مع ذلك، أُرجّحُ موعدَ الولادةِ اللّيلة.
الزوج أو الزوجة: الأرجحُ بعدَ أسبوع.
الزوجة أو الزوج: اللّيلة!
الزوج أو الزوجة: بعد أسبوع!
الزوجة أو الزوج: اللّيلة!
الزوج أو الزوجة: بعد أسبوع!
الزوجة أو الزوج: عدمُ احترامِ الزّمنِ أحدُ حماقاتِنا.
الزوج أو الزوجة: لذلكَ لم يلتفتْ إلينا!
الزوجة أو الزوج: وتركَنا في آخرِ الطّابور.
(صوت ريح يقترب)
الزوجة أو الزوج: الطريقُ موحِل. ماذا لو جاءَ الطّلقُ اللّيلة؟
الزوج أو الزوجة: أو بعدَ أسبوع، المشكلةُ نفسُها.
الزوجة أو الزوج: أين نذهب؟ من يُنقذُنا؟
الزوج أو الزوجة: إذا جاءَ الطّوفانُ، فلا نملِكُ إلا أن نستسلمَ له.
الزوجة أو الزوج: أخافُ من الطّوفان. السّدّةُ القريبةُ غيرُ آمنةٍ والماءُ يزدادُ ارتفاعاً. ربما ينهارُ في أيّةِ لحظة.
الزوج أو الزوجة: على هذا المنوال سيُصبحُ بيتُنا طوفاً تتناقلُهُ الأمواجُ إلى حيثُ تشاء.
الزوجة أو الزوج : وسنموت.
الزوج أو الزوجة: أكرهُ الموت.
الزوجة أو الزوج: أمقتُهُ.
الزوج أو الزوجة: لكنّه حتمي.
الزوجة أو الزوج: ليتَنا لا نموت!
الزوج أو الزوجة: بل ليتَهُ يأتي سريعاً وخاطفاً.
الزوجة أو الزوج: تصورُهُ مرعبٌ فكيفَ بلقائه!
الزوج أو الزوجة: سيتأخرُ الموتُ فقط حينَ نرغبُ أن يأتي.
الزوجة أو الزوج: تلكَ نهايةٌ حتميةٌ لمن لا يُخططُ مصيرَهُ بيدِه ولمن يفتحُ أبوابَهُ للرّيح!
(صوت ريح)
الزوج أو الزوجة: لماذا خُلقنا؟
الزوجة أو الزوج: كي نرحل.
الزوج أو الزوجة: والسّعادة؟
الزوجة أو الزوج: مجردُ وهم..
الزوج أو الزوجة: سعادتُنا مجردُ وهم؟
الزوجة أو الزوج: وإليهِ سنمضي.
(صوت مطر)
الزوجة أو الزوج: آه لو كنّا نملِكُ سيارة!
الزوج أو الزوجة: أو بيتاً صغيراً.
الزوجة أو الزوج: أو مزرعةً كبيرة.
الزوج أو الزوجة: أو قصراً جميلاً.
الزوجة أو الزوج: أو كوخاً بالياً!
الزوج أو الزوجة: مِنْ أينَ؟ ودخلُنا السّنوي يساوي صفراً إذا جرتْ الرياحُ كما نشتهي؟
الزوجة أو الزوج: لأننا لا نسرِق، نهلِك جوعاً.
الزوج أو الزوجة: ونغرقُ في بحرِ النّسيان.
الزوجة أو الزوج: بينما الكذّابُ المنافقُ الدنيءُ في أعلى المراتب.
الزوج أو الزوجة: الحياةُ غيرُ عادلة.
الزوجة أو الزوج: بل نحن كُسالى، لذا نبقى في الحضيض!
الزوج أو الزوجة: وهل ما يحصلُ عليهِ الإنسانُ هو ما يستحقُه فعلاً؟
الزوجة أو الزوج: شيءٌ مؤكّد.
الزوج أو الزوجة: للطبلِ المجوّفِ صوتٌ أعلى من دمعةِ الألمِ الصامتة.
الزوجة أو الزوج: ولماذا لا نملكُ إلا أن نكونَ طبلاً مجوفاً أو دمعةً صامتة؟
الزوج أو الزوجة: لقد صمّمونا كي نكونَ كذلك!
الزوجة أو الزوج: ربما يتهمُ القبيحُ المرآة، ربما نعلّقُ على أحذيتِنا المُمّزقةِ تسرّبَ الماءِ إلى أقدامِنا.
الزوج أو الزوجة: النّفوسُ الهشّةُ ترى الطّريقَ إلى النّهرِ بعيداً؛ بينما علّتها في غيابِ الإصرار!
(صوت رعد متقطع)
الزوج أو الزوجة: نتفّقُ على المبدأِ العام أوّلاً.
الزوجة أو الزوج: بشأنِ ماذا؟
الزوج أو الزوجة: إسم المولود.
الزوجة أو الزوج: أهمُّ شيءٍ أن يكونَ اسماً موسيقياً..
الزوج أو الزوجة: ها؟
الزوجة أو الزوج: شفّافاً..
الزوج أو الزوجة: هااااااا؟
الزوجة أو الزوج: وسهلاً.
الزوج أو الزوجة: موسيقي؟ قد ينطبقُ هذا الوصفُ على إسمِ حنتوش أو جمجوم أو طرفوش أو جَحّوش!
الزوجة أو الزوج: إبنُنا ليسَ جحشاً ولا بنتُنا المُفترضة.
الزوج أو الزوجة: أما شفّاف فتنطبقُ على كيسِ النايلون أيضاً!
الزوجة أو الزوج: بدأَ الماءُ يتسرّبُ من تحتِ الباب.
الزوج أو الزوجة: حينما يتجمّعُ المطر، يُصبحُ مُستنقعاً كبيراً.
الزوجة أو الزوج: يلتهمُ بيتَنا الصغيرَ المتهالك.
الزوج أو الزوجة: كي تكتملَ المهزلة!
(الرّيح تشتد)
الزوجة أو الزوج: أُفضّلُ إسماً مباركاً.
الزوج أو الزوجة: هذهِ الفكرةُ تُضحكُني.
الزوجة أو الزوج: هناك أوقاتٌ مباركة وأيامٌ مباركة وساعاتٌ مباركة وأماكنُ مباركة، فلماذا لا توجدُ أسماءٌ مباركة أيضا؟
الزوج أو الزوجة: مباركة؟ من أيّ زاوية؟ ولأيّ سبب؟ وما الدليل؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومنذ متى؟ وأين؟
الزوجة أو الزوج: ياااااه! كلُّ هذهِ الأسئلة تخصُّ كلمةَ مباركة وحدَها؟
الزوج أو الزوجة: قطعاً!
الزوجة أو الزوج: من يَقْدِرُ أن يُجيبَ على نصفِها؟
الزوج أو الزوجة: الإنسانُ العميقُ يُطلقُ هذه الأسئلةَ كي لا يتيهَ في العماء.
الزوجة أو الزوج: قد تضيعُ الفرصُ ونحن ننشغلُ بإطلاقِ الأسئلة! وربما لا نعثرُ على إجابات!
الزوج أو الزوجة: علّتُنا الحقيقيةُ في غباءِ أسئلتِنا..
الزوجة أو الزوج: بدأَ السّقفُ يخرّ.
الزوج أو الزوجة: لننتقل..
الزوجة أو الزوج: هيا..
(ينتقلان)
الزوج أو الزوجة: يجبُ أنْ نبتعدَ عن الخرافةِ في تسميةِ المولود..
الزوجة أو الزوج: نحنُ نسبحُ في الخرافةِ والأساطير.
الزوج أو الزوجة: على الأقلّ فيما يخصّ إسمَ مولودِنا.
الزوجة أو الزوج: على هذا سنحذفُ نصفَ أسماءِ التاريخ..
الزوج أو الزوجة: علينا أيضاً أن نبتعدَ عن الأسماءِ التاريخيةِ البلهاء.
الزوجة أو الزوج: على هذا سنحذفُ ما تبقى.
الزوج أو الزوجة: بذلك نتحرّرُ من الماضي.
الزوجة أو الزوج: نسمعُ قصصاً رهيبةً عن موتِ النّاسِ بسببِ أسمائهم.
الزوج أو الزوجة: في التّاريخ صراعُ أسماء. لكلّ إسمٍ مبغضون. البغضاءُ هذهِ الأيام تؤدّي إلى القتل. ولكيلا نكونَ طرفاً في أيّ صراع، علينا البحثُ عن اسمٍ حيادي.. حيادي.. حيادي.. لا يُثيرُ حفيظةَ أحد.
الزوجة أو الزوج: كلُّ اسمٍ مهما كان سيثيرُ حفيظةَ أحدِهم!
الزوج أو الزوجة: نختارُ أقلَّ إسمٍ إثارةً للحفائظ!
الزوجة أو الزوج: قد يعرفونَ إننا اخترنا إسماً لا يُثيرُ الحفائظ فيُثيرُ ذلك حفيظتَهم.
الزوج أو الزوجة: تبـّاً للحفائظ!
الزوجة أو الزوج: فتحةٌ كبيرةٌ فوقنا ينهمرُ منها الماء.
الزوج أو الزوجة: لننتقل إلى هناك. السقفُ متماسكٌ على ما يبدو.
(ينتقلان إلى مكان آخر)
الزوجة أو الزوج: أفكّرُ باسم عيسى. جميل؟
الزوج أو الزوجة: لا ينفع. فيهِ إيحاءٌ ديني..
الزوجة أو الزوج: طبقاً إلى هذهِ النّظرية فمحمدٌ لا ينفعُ أيضا..
الزوج أو الزوجة: ولا موسى..
الزوجة أو الزوج: أوه!
الزوج أو الزوجة: الثّلاثةُ لا ينفعون.
الزوجة أو الزوج: نُسميهِ ماع أو عو أو ميو إذن!
الزوج أو الزوجة: الإسمُ غيرُ المناسبِ يُفرّقهُ عن العالم ويجعلُهُ ينحصرُ في فكرةِ إسمِه.
الزوجة أو الزوج: وجدتُها.. وجدتُها..
الزوج أو الزوجة: ماذا؟
الزوجة أو الزوج: هذا.. إسمٌ ملائم.
الزوج أو الزوجة: ما هو؟
الزوجة أو الزوج: لا شيء..
الزوج أو الزوجة: لا شيء؟
الزوجة أو الزوج: لا شيء إسمٌ حيادي جداً، ولا يثيرُ الحفائظ!
الزوج أو الزوجة: فيهِ إيحاءاتٌ لا حصرَ لها.
الزوجة أو الزوج: كيف؟
الزوج أو الزوجة: سيعتبرُهُ الرّجلُ تلميحاً إلى رجولتِهِ المُخنثة، والأنثى إلى أنوثتِها المتيّبسة. ستعتبرُهُ الحكوماتُ إشارةً إلى مبادئها المُنحطة.. أو إنجازاتِها الزّائفة.. أو إنسانيتِها الوضيعة. وسيعتبرُهُ المؤمنونَ إيحاءً كافراً.. ويخالُهُ الملحدونَ سخريةً من براهينِهم الشكّاكة..
الزوجة أو الزوج: بمعنى أنهُ يثيرُ الحفائظ؟!
الزوج أو الزوجة: لن يثيرَها فحسب؛ بل سيفجرّها في وجوهِنا!
(رعد وبرق)
الزوجة أو الزوج: أحاولُ استذكارَ المشاهير.
الزوج أو الزوجة: الإسمُ المشهورُ مُستهلَكٌ كالحذاءِ القديم، قد يرمي إبنَنا المسكينَ أو بنتَنا المسكينةَ في الظّل..
الزوجة أو الزوج: يكفينا ما عشناهُ في الظّل.
الزوج أو الزوجة: والإسمُ المشهورُ مُشاعٌ ومبتذلٌ وإن رُصّعَ بالجواهر.
الزوجة أو الزوج: فعلاً! يُمنعُ كثيرٌ من النّاسِ من السّفرِ بسببِ تشابهِ أسمائهم.
الزوج أو الزوجة: غالباً ما يُنظرُ إليهم إكمال عددٍ لا يُسألُ عنهم إذا غابوا وإذا حضروا لم يعلمْ بهم أحد.
الزوجة أو الزوج: صحيح! أسماءُ أقاربي كلُّهم من بُركةٍ واحدة.
الزوج أو الزوجة: والبُركةُ تأسنُ أو تجفّ.. علينا ألا نسجنَ أنفسَنا بفكرةٍ مُستهلكة.
الزوجة أو الزوج: لكن، ما علاقةُ الإسمِ بالنّجاح؟
الزوج أو الزوجة: أقلّها يوحي الإسمُ بالمُسمّى!
الزوجة أو الزوج: أعرفُ نصفَ دزينةٍ من الأشخاص يحملونَ أسماءً قبيحةً غريبةً وساذجة؛ لكنّهم مُرفّهون، ناجحون ينعمونَ بالسّعادةِ الكاملة!
الزوج أو الزوجة: السّعادةُ تعرفُ الحمقى جيداً، فتملأُ حياتَهم!
الزوجة أو الزوج: ما أهنأهُ، ذلكَ الأحمقُ السّعيد! أفضلُ مائة مرّة من عبقريّ تعيس!
الزوج أو الزوجة: الخوفُ أن يكونَ أحمقاً وتعيساً في الوقتِ نفسه.
الزوجة أو الزوج: الحمقى سعداءُ دائماً.
الزوج أو الزوجة: ها هو المطرُ يغزو المكانَ الذي نقفُ فيه.
الزوجة أو الزوج: ننتقل إلى هناك، قطراتُ المطرِ أقلّ..
(ينتقلان)
الزوج أو الزوجة: أميلُ إلى هذهِ الفكرة: إختيار إسمٍ لا يدلُ على القوميةِ ولا الجنس.
الزوجة أو الزوج: وكيفَ يكونُ ذلك؟
الزوج أو الزوجة: المولودُ ذكر.
الزوجة أو الزوج: بل أنثى.
الزوج أو الزوجة: قلتُ ذكر.
الزوجة أو الزوجة: قلتُ أنثى.
الزوج أو الزوجة: ذكر!
الزوجة أو الزوج: أنثى!
الزوج أو الزوجة: إذا افترضنا أنهُ ذكر أو أنثى، فالأمرُ واحد..
الزوجة أو الزوجة: سيُضطهدُ في كلا الحالتين؟
الزوج أو الزوجة: ما هو الاسمُ الذي يتفقُ عليهِ الجميع؟
الزوجة أو الزوج: في هذا العالم البائس بالكادِ يتفقُ إثنانِ على شيء، ويختلفانِ في كلِّ شيء!
الزوج أو الزوجة: الإسمُ العالميّ، الكونيّ أنسبُ له أو لها.
الزوجة أو الزوج: ألا يكون نشازاً في مجتمعِهِ ويتعرّضُ للسخرية..
الزوج أو الزوجة: السخريّةُ أهونُ من الموت!
الزوجة أو الزوج: بعضُ السخريةِ تقتلُ القلب.
الزوج أو الزوجة: لو أننا نعرفُ جنسَهُ لتخلّصنا من نصف الاحتمالات.
الزوجة أو الزوج: ولو لم يوجد لتخلّصنا من الاحتمالاتِ كلّها.
الزوج أو الزوجة: إذن، وهنا تكمنُ الفكرةُ الجهنمية!
الزوجة أو الزوج: وهي؟
الزوج أو الزوجة: نختار إسماً لا نحتاجُ أن نستبدلَهُ إن لم يتطابق الجنسُ مع الإسم.
الزوجة أو الزوج: إسمٌ مشتركٌ بينَ الذكورِ والإناث؟
الزوج أو الزوجة: بالضّبط! حتى لو قرّرَ هو أو قرّرتْ هي أن تُغيّرَ جنسها أو يُغيّر جنسَهُ فالإسمُ يساعدُهُ أو يساعدُها على ذلك.
الزوجة أو الزوج: مثل ماذا؟
الزوج أو الزوجة: لا تحضرني الأمثلة.
الزوجة أو الزوج: صباح؟
الزوج أو الزوجة: جرسُه الموسيقي غير مناسب!
الزوجة أو الزوج: أمل؟
الزوج أو الزوجة: فيهِ حسٌّ تهكميٌّ ساخر!
الزوجة أو الزوج: وجدان؟
الزوج أو الزوجة: أسماءٌ عاطفيةٌ متفائلة!
الزوجة أو الزوج: ما البديلُ إذن؟
الزوج أو الزوجة: المطرُ ينهمر.
الزوجة أو الزوج: هيا ننتقل.. إلى الزّاوية.
(يتوجهان إلى الزاوية)
الزوج أو الزوجة: هذا الرّكنُ آخرُ مكانٍ لا يخرُّ منهُ الماء.
الزوجة أو الزوج: وإذا خرّ ماذا نفعل؟
الزوج أو الزوجة: قد يكفُّ المطرُ عن الهطول.
الزوجة أو الزوج: وإذا لم يكفّ؟
الزوج أو الزوجة: يكونُ الصّباحُ قد حلّ.
الزوجة أو الزوج: وبعدَ أن يحلّ؟
الزوج أو الزوجة: نكونُ قد نجونا.
الزوجة أو الزوج: أو هلكنا!
الزوج أو الزوجة: ونصدّقُ الدكتورة س لأنها قالت بعدَ أسبوع.
الزوجة أو الزوج: س، ص الأمرُ سيّان!
(صوتُ رعد متواصل)
الزوج أو الزوجة: حياتُنا..
الزوجة أو الزوج: ما بها؟
الزوج أو الزوجة: لماذا لا نتركُ بعضَنا؟
الزوجة أو الزوج: يربطُنا طفلٌ الآن.
الزوج أو الزوجة: نتخلّصُ منه.
الزوجة أو الزوج: كيف؟!
الزوج أو الزوجة: نذهبُ إلى طبيبٍ بلا ضمير ونعملُ إجهاض.
الزوجة أو الزوج: ليسَ لدينا نقود، ولا نقدِرُ أن نخرج.
الزوج أو الزوجة: نضربُ الحاملَ منا ضربةً قويةً على البطن..
الزوجة أو الزوج: قد لا يموت.
الزوج أو الزوجة: نُسقطهُ من على السلّم.
الزوجة أو الزوج: قد تنكسرُ رقبتُهُ ويبقى الطفلُ حيّاً.
الزوج أو الزوجة: نبتلعُ السم؟
الزوجة أو الزوج: سيكونُ مؤلماً..
الزوج أو الزوجة: لا أُطيقُ الألم!
الزوجة أو الزوج: ثم إننا نحبُّ الحياة.
الزوج أو الزوجة: أموتُ على الحياة.
الزوجة أو الزوج: أموتُ عليها.
الزوج أو الزوجة: لكنْ ليستْ هذه.
الزوجة أو الزوج: ليست هذه.
الزوج أو الزوجة: ليستْ هذهِ بالتأكيد.
الزوجة أو الزوج: بالتأكيد.
الزوج أو الزوجة: أحبُّ حياةً أخرى.
الزوجة أو الزوج: أخرى.
الزوج أو الزوجة: حياة أخرى.
الزوجة أو الزوج: أخرى.
الزوج أو الزوجة: تماماً..
(البرق يتواصل)
الزوجة أو الزوج: لماذا لا نرسمُ مستقبلاً مُختلِفا؟
الزوج أو الزوجة: وما الفائدة؟
الزوجة أو الزوج: نتشاءمُ حتى في رغباتِنا!
الزوج أو الزوجة: لكثرةِ المحبطاتِ التي تلطمُ وجوهَنا في كلِّ حين!
الزوجة أو الزوج: لن ندفع ثمناً مقابلَ أحلامِنا.
الزوج أو الزوجة: هيا نحلم..
الزوجة أو الزوج: ستبتسمُ لنا الحياة.
الزوج أو الزوجة: تبتسم..
الزوجة أو الزوج: ويأتي الخيرُ مع قدومِها..
الزوج أو الزوجة: أو قدومهِ...
الزوجة أو الزوج: ستكبرُ وتلتقي شريكَ حياتِها.
الزوج أو الزوجة: أو شريكة حياتِه...
الزوجة أو الزوج: سيُشيّدانِ عشَّ الزوجية..
الزوج أو الزوجة: طوبةً طوبةً..
الزوجة أو الزوج: أو حجراً حجراً..
الزوج أو الزوجة: وهل يأذنُ لهما الفقر؟ هل يتركُهما المرض؟ هل يتجنّبُهما الظّلم؟ هل تتجاوزُهما القسوة؟ هل تسمحُ لهما الانانية؟ هل يهجرُهما الشرّ؟
الزوجة أو الزوج: نعم.. ويعيشانٍ في هناءٍ وسرور.
الزوج أو الزوجة: المطرُ يطردُ الأحلام.
الزوجة أو الزوجة: أكادُ أراها وهي رافلة بالسّعادة..
الزوج أو الزوجة: إنّهُ يشتدّ..
الزوجة أو الزوج: أين نذهب؟
الزوج أو الزوجة: لنغادر هذا المكان.
(برق ورعد)
الزوج أو الزوجة: أودّ لو ترجِعُ بي السّنينُ إلى الوراء.. إلى ما قبلَ اليومِ الأسودِ الذي إلتقينا فيه. زلّةٌ وقعنا بـها، خطأٌ تاريخي أنصحُ كلَّ إنسانٍ أن لا يقترفَهُ.. خطأٌ فقط؟ إنهُ جريمة.. لو كانَ للقانونِ أن يُعاقبَ عليها لطالبتُ بالإعدام.. شنقاً.. يسبقهُ تعذيبٌ وتقطيعُ أطراف.
(البرق يزداد)
الزوجة أو الزوج: ليتَ الزّمن يعودُ، إلى الطفولة، إلى الحرية، إلى البراءة حيثُ لا همّ ولا غمّ، أو إلى الشّباب، عندما يُغري الجسدُ بالفتوّةِ والعنفوان.. مرّتِ الأيامُ كلمحةٍ خاطفة.. أسرعُ من رشفةٍ من فنجان.
(عاصفة)
الزوج أو الزوجة: ليتَ مجرماً سافلاً يدخلُ علينا الآن.. وحينما لا يجدُ ما يسرقُهُ.. يغضبُ أشدّ الغضب.. تحمرُّ عيناه ويفقدُ أعصابَه.. ينتفضُ علينا كوحش.. وبلا تعذيبٍ يجتثُّ رأسينا.. وسيموتُ المولودُ معنا..
الزوجة أو الزوج: قسوةٌ وانعدامُ قلب!
الزوج أو الزوجة: لمن نتركُهُ؟ للمجهول؟ للخوف؟ للضياع؟
الزوجة أو الزوج: صرتُ قطعةَ قماشٍ مٌبللة.
الزوج أو الزوجة: لقد وقعَ الفأسُ بالرأس. وسيكونُ لنا ولد.
الزوجة أو الزوج: بنت!
الزوج أو الزوجة: ولد!
الزوجة أو الزوج: بنت!
الزوج أو الزوجة: ولد!
(العاصفة تشتد)
الزوج أو الزوجة: لو كنتُ وحدي لهربتُ إلى أبعد مسافةٍ دونَ قيد.
الزوجة أو الزوج: الرَّعدُ يُخيفني.. أينَ أختبئ!
الزوج أو الزوجة: لا مكان.
الزوجة أو الزوج: وصلَ الماءُ إلى صدري.
الزوج أو الزوجة: آه!
الزوجة أو الزوج: لم نتعلّمْ السّباحة.. هذا خطؤنا الوحيد.
الزوج أو الزوجة: إنني أختنق!
الزوجة أو الزوج: لنضعْ يداً بيد. لنتمسّك بأي شيء!
الزوج أو الزوجة: لا شيءَ قويّ ومتماسك.
الزوجة أو الزوج: رجلاي ترتفعانِ عن الأرض.
الزوج أو الزوجة: يا إلهي!
الزوجة أو الزوج: لنضربْ أيدينا بالماء..
الزوج أو الزوجة: رحماك!
الزوجة أو الزوج: لنحرّكْ رجلينا إلى الأعلى إلى الأسفل، إلى الأعلى إلى الأسفل..
الزوج أو الزوجة: سيطالُنا الماءُ مهما فعلنا..
الزوجة أو الزوج: لم يعدْ هناكَ سقف.
الزوج أو الزوجة: لقد انهارت السدّة..
الزوجة أو الزوج: جاءَ الطوفان!
الزوج أو الزوجة: هي النهاية!
الزوجة أو الزوج: لنلتصق ببعضِنا...
الزوج أو الزوجة: سيُفرقنا الماء!
الزوجة أو الزوج: ليخبأ كلٌّ منّا وجهَهُ في صدرِ الآخر..
الزوج أو الزوج: سنغرق!
الزوجة أو الزوج: لنحضن بعضَنا بشدّة.. أكثر.. أكثر.
الزوج أو الزوجة: سأذهب..
الزوجة أو الزوج: ها؟
الزوج أو الزوجة: سأذهب.
الزوجة أو الزوج: إلى أين؟ إلى أين؟
(الزوج أو الزوجة باتجاه الشبّاك)
الزوج أو الزوجة: إلى الشبّاكِ..
الزوجة أو الزوج: ليس عندنا شباك!
الزوج أو الزوجة: سأنظرُ إلى السّماء.
الزوجة أو الزوج: السّماءُ مشغولةٌ بالرّعدِ والمطر ولنْ تعبأَ بنا.
الزوج أو الزوجة: لأرى متى يتوقفُ المطر.
الزوجة أو الزوج: بعد أن نغرق!
الزوج أو الزوجة: غريب.
الزوجة أو الزوج: ما هناك؟
الزوج أو الزوجة: عجيب.
الزوجة أو الزوج: ما الخبر؟
الزوج أو الزوجة: المطرُ لا يهطلُ إلا علينا..
الزوجة أو الزوج: حقاً؟
الزوج أو الزوجة: والشّمسُ مُشرقةٌ في الجانبِ الآخر!

(في هذه اللحظة يتوّقف صوت المطر والريح. هدوء كامل. ينظر كلّ منهما في وجه الآخر. برهة. ينخرطان في ضحك متواصل حتى الإظلام)
......................................
نشر هذا النص في كتاب (شيزوفرينيا) الصادر عن دار أحمد المالكي، بغداد 2021، والذي تضمن النصوص التالية (أف تي أم، 400 متر موانع، سرير مورفيوس، البيطرة (لم ينشر بسبب احتوائه على هوامش)، عو، أحلام السيد حفرة، وبراميسيوم)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع