الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الله الواحد الأحد

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 9 / 27
كتابات ساخرة



من بين أغرب الخرافات، وأكثرها انتشاراً، التي يعيش البشر هناك خرافة كبيرة، وهي خرافة وجود الله الواحد الأحد. فبعد رفض كل التصورات البشرية عن الكون، ودحض "الثالوث"، وتكفيره، توصل الكهنوت الفضائي بعد رحلة عسيرة وفاشلة مع الغموض وأسرار الكون، إلى بدعة وهمروجة وجود الله الواحد الأحد الفارض الصمد، (رغم أن تعبير "الصمد" تعبير مسروق من الشعر الجاهلي)، وما سمي بعقيدة التوحيد، التي تقوم هي الأخرى على إشراك، مخلوق مع الخالق كما يحلو لهم تسميته، حيث لا تجوز الصلاة لآلهتهم المزعومة من دون الصلاة على هذا النبي، كما لا تجوز ولا تصح الشهادة لآلهتهم بالكينونة والوجود، من دون الإقرار والشهادة بالنبوة والتفرد لذلك الرجل والإنسان، وهو شرك واضح، ونمط من "التثنبة" الألوهية يقف، على ما يبدو، بمواجهة الثالوث، وفي أحد نصوصهم يقولون بأن "آلهتهم، ما غيرها، وحاشية تلك الآلهة التي يسمونها "ملائكتها" يصلـّون على ذاك "النبي" (الإنسان). وفي مقلب آخر يعترفون بأديان ووعقائد رسالات يسمونها سماوية، وبأنها من عند نفس الإله اللذي يعبدونه، رغم التباين والفروقات الحادة، أحياناً بين كتبهم ونصوصهم، ويطلقون على أتباع هذه العقائد اسم "أهل الكتاب"، والمحيـّر بالأمر أنهم يعودون في مواضع أخرى لتكفير نفس هؤلاء الرهط ورميهم بأقذع الألفاظ، كالقردة والخنازير، ويمنعون حتى السلام عليهم، ويقلبون الطاولة فوق رؤوسهم أجمعين....
والسؤال البسط والمطروح هنا، إذا كان هناك إله واحد كما يقولون، فلما تتعدد نصوصه وقوانيه ومراسيمه وتعليماته وتتنوع أشكال ومضامين الأديان، والعقائد، و"المدخلات" و"المخرجات" حتى فيما تسمى بالديانات "الإبراهيمية" نفسها؟ فتعدد الأديان وتنوعها وتباينها، كما يمكن الاستنتاج، والاستدلال، هي أكبر دليل على تعدد الصانعين والآلهة، فصانع المرسيدس، والفيات، والكيا، والبورش، مثلاً، وحتى الوكلاء والزبائم، بالتالي، لا يمكن الادعاء بالقول أنهم شخص واحد على الإطلاق، وبالتالي تباين "المخرجات" أو الأهداف المعبودة وتغيـّر الطقوس من السجود لحجر، لتقديس "خشب" على شكل إشارة زائد(+)، للوقوف أمام جدار والابتهال والبكاء أمامه، بطقوس مبهمة، آناء الليل وأطراف النهار. فلو كان الخالق، والصانع، و"المؤلف" واحدا لما تعددت خرافاته واهواؤه وميوله وتغير مزاجه، ورغباته وتبدلت شخصياته وتقلـّبت "نفسيته" وتنوعت تعليماته وتغيرت "كتاباته وأسلوبه الشعري، مع كل دين وعقيدة ورسول يرسله لعباده الذين لا يأبهون به، ولا يعيرونه ما يريد من اهتمام، ولماذ يتقمص اطباعا مختلفة ويقدّم نفسه في كل دين بثوب جديد. فحين يقول لك احدهم لا إله إلا الله فهذا يعني، حكماً، أنه لا يؤمن، ولا يعترف، بوجود إله آخر غير إلهه هذا، الذي يصدر مراسم وقوانين مختلفة ومتضاربة ومتناقضة في كل مرة يتوجه بها لعبادة الحيارى المساكين الذيم لم يعودوا يدروا، والحال، أيهم هو دين هذا الإله، وهذا يعني حكما وضمنا وجود آلهة واصنام ومعبودين آخرين لأديان وعقائد أخرى تختص بكل قوم، وكل دين، وكل عقيدة، صنعوها، وفبركوها و"خلقوها" كما يحلو لهم..
فلو كان الإله المزعوم واحدا احدا فرضا صمدا، كما يروجون فلما كان قد ارسل رسلا من عنده متعددي الطبائع والتوجهات والأهواء، فمرة يرسل لك أحدهم كـ"ملك للسكس: والتوحش والقتال، ومرة يرسل لك أحدهم كرمز للعفة والطهارة، والطيبة، والسلام، وحاملين لرسائل مختلفة في كل مرة، فمرة يامر هذا الإله المزعوم حامل رسالته ان يقول للناس إذا ضربك احد على خدك الايمن فادر له خدك الأيسر ويوصيهيم بالوصايا العشر لا تقتل لا تسرق لا تزني لا نكذب لا لا...وفي مرة اخرى، ويبدو ان ذاك الإله وقد يكون قد نسي ما قاله لرسوله الأول، يوصيهم بالقتل والغزو والسبي والجهاد لإعلاء كلمته، وبوصيهم بالسطو على ارزاق الناس وممارسة السلب والنهب واللصوصية، وأحد هذه الآلهة المتعددة يعطـّل ويعتبر يوم الجمعة هو يومه المقدس، والآخر يفضل يوم السبت، بينما آخر يحلو له يوم الأحد، ولحل هذه المعضلة التي أوجدها الإله المزعوم، فقد قام الغربيون، بالاحتفال باليوم المقدس أيام السبت والأحد، وهكذا، هو الحال دائما مع إله التوحيد هذا.
ورغم أنه قال في أحد كتبه و"وصاياه" وتعاليمه: "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ."، فهو، في نفس الوقت، ومع مبعوث فضائي آخر، يجعل "التمثال" ,(الصنم) والحجر، مقدساً لقوم آخرين، ويجعل زيارته، والطواف حوله، والتبرك به، والسجود له، ركناً هاماً لعقيدة وديانة تانية، فيما يسمح لبعضهم بشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، فهو يحرمه على رهط آخرين، والأهم أنه يسمح لقوم بنكح ما طاب وما اشتهوا من النساء، ونكح البهائم، وأن يشتروا ويبيعوا ويصطادوا النساء ويتاجروا بها ووو، وبشرهم، حتى، بوطء الغلمان بالسماء، فهو يوصيهم بنصوص أخرى: "لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ".
لماذا تتنوع أهواء وأطباع ووصايا ومزاج وميول هذا الإله، ويتبدل ويتقمص مختلف الشخصيات، فهو إما مختل نفسياً، والحال، أو أنه من صنع وفبركة هؤلاء، أنفسهم، ولا وجود له على الإطلاق.
ما الحل مع هذا الإله؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاديان بشرية الهوى والهوية
سهيل منصور السائح ( 2021 / 9 / 27 - 12:02 )
بعد التحية اشكرك جزيل الشكر على كناباتك التنويرية واقول ان جميع الاديان هي صناعة بشرية كيفت حسب البيئة التي خرجت منها لذا تعددت صفاة الالاه لتلائم المجنمع الذي خرج منه الدين. اما الالاه الحقيقى فلا علاقة له بما نسب اليه من مكر وغدر او تحد لمخلوق هو صانعه او ان يكون خادما لرسوله. لا دليل على سماوية الاديان وما عقائد الناس الا نتيجة التلقين في الصغر وتقادم الازمان ومن شب على شيء شاب عليه ولو تاتيه بالف دليل على بطلان ما يعتقد فلا بد ان يخترع ترقيعا ليثبت معتقده. ان من يدعي ان دينه هو الحق ودين غيره الباطل هو اعمى البصر والبصيرة نتيجة التلقين. كثيرا مما جاءت به الاديان فنده العلم الحديث ولا زال معتنقوها يثبتونه علميا بلي معاني كلمات يعتبرونها مقدسة. المسلمون يعتقدون ان القرآن له ظاهر وباطن ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وكل ياخذ ما يختاره لان ليس هناك اتفاق على تلك التخريجات. لو ان الامر وقف عند حرية الاعتقاد اختياريا والعيش المشترك هو دين الجميع لتحرر المجتمع الدين من القيود واصيح متقدا ولكن اذا لم تكن معي فانت ضدي وكانت النتيجة الارهاب المقس.
شكرا لك.


2 - سهيل منصور السائح
نضال نعيسة ( 2021 / 9 / 27 - 13:38 )
جميل جدا ها انت تقر بوجود إله جديد غير تلك الآلهة التي يتحدثون عنها وهذا يخدم فكرة المقال كثيرا ويدعمه وينسف خرافة وهمروجة الله الواحد الأحد البدوية التي يروجون لها...وفي النهاية كل هذا يؤخد على خرافة ودجل مفهوم الله


3 - تقييم
على سالم ( 2021 / 9 / 28 - 01:22 )
لاشك ان هذا المقال جيد ومن احسن ماكتب السيد نضال نعيسه , الشعوب الجاهله دائما وابدا تتوارى وراء الخرافات والاساطير