الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لايقع السيسي في خطأ عبد الناصر

محمد القصبي

2021 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هل الرئيس عبد الفتاح السيسي حالم ؟

وهل يوجد حاكم بلا حلم !! ..

..لكن شتان بين حاكم يزنزن أحلامه في مجد شخصي ..امبراطورية باتساع القارات كما كان حال نابليون..وحاكم يقزم حلمه في توريث كرسي الحكم لأبنائه..أحفاده..نسله جيلا وراء جيل..

وحاكم لايرصد مجهره من كل جغرافية بلاده سوى العاصمة ..أو بعض منها كما كان حال الخديو اسماعيل..وربما يختزل الأمر في قصر الحكم و استراحاته والشوارع والساحات المجاورة ..كما كان حال الملك فاروق ..

"يروج المتربصون بالدولة المصرية الآن صورا للشوارع المحيطة بقصوره ، وهم يتنهدون في حسرة خبيثة : انظروا كيف كانت القاهرة جميلة !!

والحقيقة التي يتجاهلونها عن عمد أن باقي القاهرة ..باقي مصر كانت غارقة في الجهل والتخلف".

و يقينا أحلام هؤلاء الحكام لاتتسم بالعدل .

أما الحاكم العادل في حلمه ..هذا الذي يسخر مجهره لرصد آمال وهموم رعاياه.. كل رعاياه..على امتداد جغرافية الدولة التي يحكم..فلا يتخذ قرارا إلا من منطلق تلك الهموم.. تلك الآمال..!

فماذا عن الرئيس السيسي ..أهو عادل في حلمه؟
الرئيس السيسي لم يزنزن حلمه في التطلعات النرجسية للذات..ولم يتشرنق في طموحات أسرية..ولم تفح مشاريعه برائحة الانحياز لطبقة بذاتها أو جغرافية دون غيرها !!

وكما نرى ..إن كان السيسي يبدي اهتماما بالغا بالعاصمة الادارية...كمعلم حضاري مركزي للجمهورية الجديدة.

إلا ان هذا لم يزح عن مركز اهتماماته القرى .. النجوع ..الفلاح البسيط..الأرزقية في كل انحاء الوطن
ليس الاهتمام فقط بزيادة دخل عشرات الملايين من الغلابة..بل والارتقاء بالبيئة التي بها يقطنون..
طرق جديدة.. مساكن..مستشفيات..
مدارس..صرف صحي....
وخلال سنوات قليلة..يمكننا القول: وداعا للعشوائيات..حيث تم إنفاق.
حوالي 400 مليار جنيه لتطوير 94 منطقة، وتعمل الدولة حاليا على تطوير 17 منطقة أخرى بتكلفة قدرها 318 مليار جنيه، من جانبه نجح صندوق تطوير العشوائيات في إعادة هيكلة 53 منطقة على أسس حضارية..
وهاهي الدولة تخصص أكثر من ٧٠٠ مليار جنيه في إطار المشروع القومي العظيم "حياة كريمة" للارتقاء بالمواطن المنسي في أكثر من 4700 قرية و30 ألفا من العزب والنجوع!
منطلقات تحقيق الحلم السيساوي إذن بريئة من أية شبهة تنضح بالنرجسية..

وفي الحقيقة ما كان حلما واحدا ..بل حلمين ..لايمكن تنفيذهما في وقت واحد ...لكن السيسي فعلها!!

منذ حوالي 2600 سنة قال الحكيم الصيني سن تزو في كتابه " فن الحرب": لاتخض حربا في جبهتين في وقت واحد !!

حكمة التزم بها القادة والحكام عبر أكثر من ألفي سنة..ومن لم يلتزم خسر حربه ! إلا السيسي ..لم يلتزم ولم يخسر!!

في الوقت الذي يخوض حرب مصر الشرسة ضد الإرهاب..يقود ملحمة بناء لاشبيه لها في تاريخ مصر الحديث إلا ملحمة عبد الناصر التي تعرضت لانتكاسة كبرى لأسباب تتعلق بخلل في نظام حكمه وفي أحلام من توارثوا الحكم بعده!

السيسي يقود الحرب على الجبهتين..الإرهاب والبناء ..وحتى الآن يحرز على الجبهتين انتصارات هائلة..
أقول "حتى الآن" من منطلق مخاوفي كمواطن مستهدف بحلم السيسي ..من أن يتعرض هذا الحلم لانتكاسة..لأسباب تتعلق بمعوقات تمترس الطريق نحو تحقيق عدالة الحلم ،وديمومته ..ومن هذه المعوقات:

-ماذا بعد السيسي؟..هل أعددنا آلية صارمة يخضع لها أي نظام حكم قادم .. آلية لاتحافظ فقط على ما تحقق من إنجازات ..بل وفي ظلها تواصل الدولة المصرية تحقيق مالم ينفذ وأيضا ما يستجد من أحلام مواطنيها ..كل مواطنيها!!
وتلك خطيئة عبد الناصر..

لقد دفع المصريون ،بل والعرب ثمنا غاليا لأن عبد الناصر حصر اهتمامه في حاضره..

ولم يسع إلى تخليق منظومة حكم تحافظ على ماتحقق من إنجازات ولاتكف عن قراءة أحلام الشعب.

فسقطت الدولة بعد رحيله في مجاري الانتهازيين، ومافيا الحزب اللاوطني التي حولت بعبقرية الشيطان شعار المفكر الاقتصادي آدم سميث " دعه يعمل ..دعه يمر .." إلى "دعه يسرق ..دعه يفر"

وليتنا نستفيد من التجربة الصينية في هذا الشأن....

نهضة استثنائية انطلقت منذ 4 عقود بقيادة "دينج هسياو بينج".. و كما نرى القادة يتغيرون .. والمنهج لاأحد يجرؤ على تغييره..العدالة لجميع الصينيين ..العدالة لأنحاء الصين.

إن لم نفعل فبقايا الروح الانتهازية التي استشرت خلال حكم مافيا الحزب اللاوطني، والتي تدفع البعض إلى أن يكرس سلندراته الأربعة وعلاقاته وبعضا من ماله لاقتناص كرسي في البرلمان ..في الجهاز الإداري للدولة ..في الميديا..

تلك الانتهازية التي مازالت مستشرية أدت إلى أن نرى الكثير من البيض الفاسد يطفو على السطح في الإعلام ..الحياة النيابية..السلطة التنفيذية

وجوه لاعلاقة لها بحلم السيسي..لاعلاقة لها إلا بذاتها.. بأحلامها الخاصة جدا.. ولتحقيق أحلامها الخاصة جدا تلك تهتم بتنمية ملكة التطبيل سواء للسيسي أو غيره..حتى لو كان غيره هذا..لا قدر الله ..نيتانياهو!!..

وجود هؤلاء واستشراء نفوذهم يحول في الحقيقة دون أن تبسط عدالة السيسي أجنحتها على كل المصريين ..على كل ربوع مصر..بل وهؤلاء الانتهازيون قد يقفزون فوق أسوار قصر الاتحادية ليحتلوه مجددا..وينفثوا منه ثاني أكسيد كربون فسادهم على الشعب..ولايقل خطرهم عن " اخوان البنا /قطب" وكافة تناسلاتهم من تنظيمات إرهابية ، والذين أيضا تترقب خلاياهم النائمة اللحظة المناسبة للانقضاض على ثوابت الدولة المصرية لتقويضها " لن أنسى أبدا هذا المشهد المريع في أحد نهارات 2012 حين داهمتني أعلام تنظيم القاعدة ترفرف خلال مظاهرة في جاردن سيتي!!"..هؤلاء يمثلون خطرا داهما على ديمومة حلم السيسي وعدالته..فإن كان تحصين الشوارع بالقوة المسلحة ضروري لمواجهة هؤلاء الإرهابيين ..فتحصين العقول حتمي بالفكر المستنير من خلال نظام تعليمي يؤجج الدماغ الجمعي بشهوة المعرفة ..فلايسير أبناؤنا مغيبين خلف "شيخ " جاهل في ظل الشعار المدمر: سمعا وطاعة !..وبالطبع ينبغي أن يكون للإعلام وللأزهر والأوقاف دورا محوريا في تكريس هذا الفكر المستنير المستمد من جوهر الدين ..دين الله وليس دين المكفراتية ومشايخ الجاهلية الجديدة!

- الشيخ غالب ..أحد أخطر التهديدات التي تحيق ليس فقط بحلم السيسي ..بل واستقرار الدولة المصرية..تزوج "حتى الآن" تسعا ..وأنجب "حتى الآن" سبعة عشرة.. ويزوج بناته ..دون الخامسة عشرة وربما دون ذلك.

وأقول حتى الآن..لأن الشيخ غالب مازال في مطلع الخمسينيات ..ومن يدري قد يتزوج مجددا ..مرة ومرتين وعشرا!! ..شكوته إلى مشايخ المنطقة .. فهتف أحدهم مستنكرا اعتراضي : الشيخ غالب هذا تقي ورع!!!!!!!!!!!

الانفجار السكاني يلقي في "حِجْر" بهية كل عام بمليوني ونصف المليون فم ..في حاجة إلى 8 ملايين وجبة غذائية كل يوم ..وملايين الوظائف و الشقق و المقاعد في المدارس ..وفي المواصلات وأسرة المستشفيات ..و...

هل يمكن أن يتحقق حلم السيسي والكلمة العليا في مصر للتقي الورع الشيخ غالب ؟!!

-أيضا التعقيدات البيروقراطية في الجهاز الإداري للدولة ..التي تجعل من إنهاء مجرد معاملة بسيطة لمواطن صورة مصغرة من جحيم جهنم..إلا إذا كان هذا المواطن فطنا ودس بعضا من ماله القليل في درج الموظف !..هذا الموظف يجمع بدوره مكتنزات درجه ليدسها في جيب مدرس خصوصي يتاجر في مستقبل ابنه او طبيب يتاجر في صحته..أو

كل يضع يده في جيب آخر لينهب مافيه....

لكن ثمة ملايين من الغلابة بلا أيدي ليمدوها في جيوب غيرهم..!!

وكما نرى ..حتى عدالة النهب صعب أن تتحقق!

لذا ..ينبغي تكريس ثقافة أخرى مغايرة لثقافة الحزب اللاوطني..ثقافة الضمير اليقظ ..المرتبطة جينيا بديننا الحنيف.. المرتبطة جينيا بأحلام الوطن.

ثقافة مثل تلك إن تم تكريسها عبر المدرسة..الاعلام..الأزهر..

مشايخ الازهر..مشايخ الأوقاف..

.. وزارة الثقافة ومثقفي الوطن.

تلك الثقافة.. إن نجحنا في تكريسها..مدعومة بمنظومة من القوانين الصارمة لمعاقبة كل من يشذ..فسوف تجري بلازما الحياة العفية في شرايين الوطن عقودا..بل قرونا ..بما يسهم في تحقيق العدالة لحلم السيسي ..وديمومته !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة