الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة السادسة عشرة
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
2021 / 9 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
اقتبس من اللغة الإبداعية للأخرين ، ثم ارتجل
ضع قوائم بالكلمات ، اربط بحرية . اندهش باللغة
فى اليوم التالى للمناظرة الرئاسية الخاصة بالنواب فى العام 2004 قرات جملة ذكية ، قابلت بين مظهر وأساليب اثنين من المرشحين .
نسبه الى مقدم الإذاعة دون أيموس ، فإنها شرحت الفروق بين الدكتور " دوم " والفتاة بريك .بالطبع ، كان العنيد ديك شينى " هو " دكتور دوم " اما جون إدواردز ، فقد شبه بفتاة جميلة فى إعلان غسول شعر ، بسبب شعره الجميل .
فى نهاية اليوم ، كان عدد من المعلقين قد اقتبس هذه الجملة وارتجل استنادا إليها .( الإقتباس والارتجال هو مصطلح من مصطلحات موسيقى الجاز يستخدم لوصف شكل من الارتجال ، يقتبس فيه أحد الموسيقين الجملة الموسيقية لآخر ويبنى عليها ) .
لقد تحولت جملة أيموس الأصلية الى شريك ضد بريك ، اى الغول ضد فتاة إعلان الشعر .
ما تلا ذلك كان محادثة مع زميلى الظريف سكوت ليبين ، الذى كان يكتب تحليلا للغة المناظرات السياسية .
اقتبس كلانا وارتجل استنادا إلى الفروق الشائعة بين المرشحين . قال سكوت :
" غالبا مايوصف تشينى بأنه عمى ". تعنى الكلمة " مثل عم " . أجبت : " الليلة الماضية بدا جمريا أكثر أكثر منه عميا " مثل غليان غاضب على استعداد أن ينفجر .
مثل موسيقيين ، بدأنا أنا وسكوت فى تقديم أوجه مختلفة من ارتجالاتنا . وفى وقت قصير ، تحولت عبارة تشينى ضد إدواردنز إلى :
الدكتور " لا " ضد السيد " لامع "
نظرة باردة ضد شعر جيد
" منزعج " ضد " مسرح " جيدا
فى البدء اقترحت الجاذبية ضد الفكاهة الإ أن إدواردز كان جذابا أكثر منه ظريفا ، ولذلك غامرت : الجاذبية : ضد خيط تنظيف الاسنان .
يجمع الكتاب جملا واضحة واسعارات حيوية، فى بعض الأحيان من أجل الاستخدام فى محادثتهم ، وفى أحيان أخرى من أجل تطويعها فى نثرهم .
الخطر ، بالطبع ، هو الانتحال الأدبى ، اختطاف العمل الإبداعى لكتاب آخرين . لا أحد يريد أن يعرف بأنه " ميلتون بيرلى " نحاتى الكلمات ، سارق أفضل مواد الاخرين .
الطريقة التوافقية تأتى عبر الاقتباس والارتجال . تنتج جميع الابتكارات تقريبا من الخيال الترابطى ، القدرة على ان تأخذ ما هو معروف بالفعل وتطبقه كاستعارةعلى الجديد .
لقد حل توماس اديسون مسألة ، فى تدفق الكهرباء ، عبر التفكير فى تدفق الماء فى قناة رومانية .
فكر فى عدد الكلمات التى اقتبست من التقنيات القديمة لوصف أدوات من الاعلام الجديد ؛ نحفظ فى ملف ، نستعرض ، نتصفح ، نربط ، نمرر ، فقط على سبيل المثال لا الحصر .
فكرة أن المعرفة الجديدة تستمد من الحكمة القديمة ، ينبغى أن نحرر الكاتب من وسواس انتزاع كلمات الآخرين .
ومن ثم ، لا تصبح العبارة الملائمة مغرية للسرقة وحسب – التفاحة فى جنة عدن – بل وأداة لتهيئة طريقك الى المستوى التالى من الابتكار .
يقتبس ديفيد براون ويرتجل استنادا الى شعارات سياسية مألوفة ولغة إعلانات ليقدم هذا النقد المدمر لعدم الفعالية البلهاء لأمريكا ، وخصوصا فى أوقات الأزمات :
" الحقيقة المحزنة هى أنه على الرغم من نجاحه كشعار ملابس رياضية ، فإن " فقط افعلها " ليست فكرة شعبية رهيبة فى الحياة الأمريكية الواقعية .
لقد أصبحنا مجتمعا من متبعى القواعد والساعدين الى إذن .
وعلى الرغم من تصورنا لأنفسنا بأننا نقدر .
ما نريده حقا هو أن تخبر بماذا علينا أن نفعل عندما تشتد الشدائد ، يأتى شديد البأس بقوالب ثابتة ".
يحول الكاتب اللغة المألوفة الى فكرة مناقضة واستفزازية :
أمريكا هى مجتمع " لا أقدر ".
دعنى أقدم مثالا من عملى الخاص . عندما انتقلت من نيويورك إلى الاباما فى العام 1974 ، صدمتنى النماذج التعميمية من الخطاب الأمريكى لمراسلى الإذاعة المحلية .
لقد بدوا وكأنهم غير جنوبيين . فى الحقيقة ، لقد دربوا على أن يحدوا من لهجاتهم المحلية لصالح الفهم .
بدت لى هذه الاستراتيجية أكثر من غريبة .لقد بدت وكأنها حكم مسبق ضد الخطاب الجنوبى ، كمرض كشكل من كره الذات .
فى أثناء كتابتى عن الموضوع ، بلغت حدا احتجت فيه إلى تسمية هذه المتلازمة اللغوية . اتذكر جلوسى على مقعد معدنى إلى مكتب قد صنعته من باب خشبى قديم . أى اسم ؟
أى اسم كان الأمر تقريبا مثل الصلاة .
فكرت فى كلمة " داء" . ثم تذكرت الأسم المستعار لمدرس كلية . أسميناه " الداء " ، لأن اسمه الحقيقى كان دكتور جيرجاليتيس .
بدأت فى الأقتباس والارتجال ؛ جيرجاليتيس . أبنديكايتس ( التهاب الزائدة الدودية ). برونكايتيس ( التهاب الشعب الهوائية ). كدت أقع من فوق المقعد : ( كرونكايتيس ".
المفال ، المعنون الآن ب " كرونكيتيس المعدى ". نشر فى الصفحة الافتتاحية لصحيفة النيويورك تايمز . وتلقيت رسائل من والتركرونكايت ودان راذر وغيرهم من المراسليين الإذاعيين المعروفين ممن عاشوا فى الجنوب .
وقد أجرى دوجلاس كيكر مقابلة معى لبرنامج ذا توداى شو ز بعد عامين لاحقين ، التقيت المحرر الذى كان قد قبل العمود الاصلى للتايمز .
قال لى أن المقال أعجبه ، إلا أن ما حسم قراره كان كلمة " كرونكيتيس ":
" تورية فى لغتين ، لا أقل " .
تساءلت : لغتان ؟".
" نعم ، الكلمة كرانكايت فى الألمانية تعنى مرضا . قديما ، فى المسرحيات الهزلية ، كان الأطباء الكوميديون المتسمون بالخشونة يسمون " دكتور كرانكايت" .
الاقتباس والارتجال استنادا الى اللغة سيخلق نتائج رائعة لم تكن تقصدها ابدا .وهذا مايقودنى الى هذه الاستراتيجية الإضافية : دائما احتفظ بحق الكتابة الجيدة التى لم تقصدها ،لانك سوف تتعرض لكثير من الانتقادات بسبب الكتابة السيئة التى لم تقصدها أيضا .
والى الاداة السابعة عشرة فى مقال قادم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس
.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير
.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية
.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان
.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت