الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التاريخ و الحضارة، و التحولات الكبرى !!

حسام تيمور

2021 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


وزير الدفاع الاسرائيلي، اليساري، المرشح لتبادل الزيارات مع دول "التطبيع" و صفقات وحيد القرن، "بيني غانتس" أكثر سريالية من "ارئيل شارون" نفسه، لانه لم يعرف ابدا على واجهة السياسة الا مؤخرا، و كان رجل ميدان، بالمفهوم العسكري !!

و لأننا نعرف "شارون" من خلال ما يذاع لنا، و اغلبه تزوير و تلفيق، فإنه لم يفعل الشيء الكثير، عكس ما يروج له مثلا، خلال صبرا و شاتيلا، صحيح ان له تاريخا دمويا في كل من مخيم "جينين" و الضفة الغربية خصوصا، و "قطاع غزة"، لكن شهرته ك "جزار" دموي، بنيت على "عار"، أراد اللبنانيون و العرب الصاقه به، حيث ان المجازر في صبرا و شاتيلا، كانت "لبنانية _ لبنانية" او قتلا على الطائفة و الدين و العرق و الهوية ! بينما لم يكن دور شارون و حصاره الشهير، الا اغلاق القفص على الدجاج و الفئران، و تركها تصفي حساباتها بينها، بكل حرية و تسيب و بربرية، اي في غياب سلطة "الدولة" او سلطة "المؤسسة" !
ما حدث هو نفسه ما يحدث في سوريا مثلا، حيث تقريبا، نفس الحيثيات الطائفية !
لكن "غانتس" بهذا المعنى، و كما يعرفه اللبنانيون، اهل الارض، "جنرال دموي"، لدرجة ان اللبنانيين اصروا على تخليد ضحاياه، بقبور تحمل اسمه .. ك"مجرم حرب" ..

هذا التلاقي / التطبيع، خطير جدا، على الانظمة قبل الشعوب، الميتة، او العائمة في غيبوبة و خدر مركب و لامتناهي، فهو بذلك يواجه الانظمة مع حقيقة مطبقة، مفادها، "لماذا نحن هنا" ؟!
أو ماذا يتبقى من نظام ما، بانتفاء علل وجوده ؟!
و حتى لا نقول الشرعية التي تكتسب بالغصب و السيف / ماذا يبقى من هذه الانظمة بعد تجريدها من حمولتها الدينية، و الاثنية، و التاريخية، أو الثقافية بهذا المعنى، أي ذلك الامتداد الحضاري الذي يتجاوز حقبة حكم او نظام او قبيلة، بما يعني، ذلك الاصل الجينيالوجي الذي يحكم تولد البنيات و الانظمة، سياسيا و اجتماعيا و دينيا و عرقيا / ثقافيا ؟!

نحن هنا بصدد مسخ هوياتي، اممي، يتجاوز انظمة و شعوبا غير مأسوف عليها طبعا، و هو ربما نفس التزوير العملاق في التاريخ، الذي انتج ادلوجات القومية العربية، و القضية الفلسطينية، و الصراع العربي الاسرائيلي .. بعد ان كان صراع قوة امبريالية صليبية، مع خلافة عثمانية، تمتد من الارض المقدسة و الجزيرة العربية، لتصل الى نقطة متقدمة من اقصى شمال افريقيا ؟!
و قبله كان الصراع، على "اوراشاليم"، بين نفس القوة الصليبية، الفرنسية و الانجليزية، و بين بقايا الوجود "الاسرائيلي، و الانتداب الروماني على المنطقة !
و حيث هنا يظهر المكر في التاريخ، عندما تمفصلت العروبة و الاسلام، بين هذين الصراعين، تاريخيا، لتصنع تلك الادلوجة او الوهم، عن احقية العرب و المسلمين، بتلك الارض المقدسة، بعد الفتح الاسلامي الاول، في عهد "عمر ابن الخطاب"، و الثاني الذي قاده "صلاح الدين الايوبي"، الكردي !!
هنا نقف عند تزوير خطير جدا، لمفهوم الحقيقة في التاريخ، مفاده ان صراع العرب المسلمين، لم يكن آنذاك ضد اليهودية، و في الارض المقدسة، كما كان في قبائل الجزيرة العربية مثلا، و هناك حيث كان موضوع حرج للصحابة انفسهم، في حضور رسول الاسلام، حتى نزول امر صريح بهذا القتال، يرفع الحرج عن مسالة قتال اليهود، اهل الكتاب، و ورثة الابراهيمية، و هو الثابث بنص قرآني صريح و محكم !!
لكن هذا الصراع، كان صراع فتوحات و توسع، بالمعنى المادي المطلق، الخالي من اي وازع او شرعية "دينية"، لسببين رئيسيين حاسمين، الاول بالقياس على "الاصل"، اي الكتاب و السنة، و الثاني بانتفاء اي مصدر آخر للوحي بعده، او ناسخ لهذا "الحكم" .. و هو ما تم بشكل عجيب، تشطيبه من منظومات الفقه، ابان فترة الاستعمار الانجليزي، و بداية تشكل نواة "الوهابية" و ما تلاها من مرجعيات فقهية تحسب على "السلفية"، و المذاهب الاربع !!
هنا كان الفتح الاول، حربا مشتركة للمسلمين العرب مع اليهود، بينما كان الفتح الايوبي، حربا ضد الصليبيين، في صالح اليهود انفسهم، الذي كانوا شبه غائبين على موازين القوى، او تحت سطوة الاستعباد الصليبي القاسي و الدموي، في اوراشاليم، و افضلهم حالا، كان من اهل الذمة في الشام و باقي بطون الجزيرة العربية !!
هنا يعتبر نزر من اليهود الاصوليين، "صلاح الدين" الكردي، مسيحا مخلصا، غير يهودي، بمعنى غير مرسل، بما يشبه عشرات النسخ من منتحلي النبوة، اليهود و غيرهم، بل هناك طائفة من اليهود، اصلها كردي و درزي و عربي كذلك، تتواجد اليوم في صفوف جيش الدفاع، و تنحدر من نفس الاصول و السياقات التاريخية، و تحمل اسمها الخاص و هويتها الخاصة، ضمن جيش الدولة اليهودية، و هو ما يسمى ب "لواء جولاني" .. و هو ما يعادل تقريبا نفس السياقات و انماط الجينيالوجيات التي انتجت مثلا، "طائفة الدونما"، في عهد السلطان العثماني "محمد الرابع"، و التي حكمت بالطرد و التيه، الى الاندلس و اقصى شمال افريقيا، حيث لم تكن هناك سلطة للخلافة العثمانية !! و بقية القصة يعرفها من يعرفها ؟!

نتحدث هنا عن اعادة تشكيل الاطياف الحضارية، و هي مرحلة ما بعد اعادة رسم الخرائط و الشرق الاوسط الجديد و الفوضى الخلاقة، و ربما نحن بصدد "شمال افريقيا جديدة"، حيث أن كل العوامل التي اختمرت في الشرق الاوسط ابان الوجود الاستعماري الانجليزي و الانتداب على الاراضي المقدسة و قبله، هي نفسها التي تختمر الآن بهدوء و على غفلة من جمهور منشغل ب "كورونا"، و ضرورة وضع "الكمامات" و الابتعاد عن كل ما من شأنه .. ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار