الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا والتحركات الكردية بين واشنطن وموسكو .. حلول مؤجلة كرديا وعربيا

محمد حبش كنو

2021 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كل التحركات والجولات المكوكية الكردية السورية من مختلف الأحزاب إلى أمريكا والتحركات الروسية الأمريكية واللقاءات المتبادلة في إقليم كردستان تدخل في إطار الإقتراحات وليست الحلول الجذرية للأزمة السورية أو الوضع الكردي وهي لقاءات مكررة منذ سنوات بنفس الخطاب .

ماذا يعني ذلك ..؟؟؟؟

المعنى أن أمريكا تقدم إقتراحا وروسيا تقدم إقتراحا والوفود الكردية تقدم إقتراحاتها لكنها تبقى مقترحات للدراسة وليست تحركات لإيجاد حل حقيقي فأمريكا اليوم تختلف سياساتها عن أمريكا التسعينات حين فرضت الحل على قطبي الصراع في إقليم كردستان و أجبرت المتنازعين في البوسنة والهرسك على عقد إتفاقية الصلح وكذلك ما حدث في يوغسلافيا وغيرها .

أمريكا اليوم تتعامل مع القوى المحلية كما هي ولديها ميل نحو الإسلاميين كما حدث في أفغانستان ولذلك ستبقي الشمال السوري بيد القاعدة كشوكة في خاصرة الروس في الساحل ويكمن مربط الفرس هاهنا فطالما أن روسيا متواجدة في سوريا فيجب أن لا يكون هناك إستقرار ويجب أن تكون على صفيح ساخن و القاعدة هي خير من تخلق هذا التوتر للروس فمن المستبعد أن تعقد القاعدة إتفاقيات مستقرة مع الروس كما هو حال أهل درعا والأكراد .

تكمن المعضلة فيما إذا تم الحل في سوريا بأنها ستكون من حصة الروس على طبق من ذهب خاصة لجهة علاقاتها مع النظام و الأكراد وأهل الجنوب وتركيا وإن أي حل شامل في سوريا سيستبعد منظمة القاعدة بالتأكيد وهو ما لا يريده الغرب في الوقت الحالي وبالتالي فإن أفضل الحلول إبقاء الوضع الهش على ما هو عليه .

الأحزاب الكردية تنتظر من أمريكا حلا لوضعها بل ضغوطا حقيقية كما حدث في إقليم كردستان أواخر التسعينات وحالها مثل حال طفل ينتظر المساعدة من الأبوين لكن أمريكا لن تقدم لهم سوى إقتراحات من مبدأ إذا نفذتموها فخيرا وإلا فواجهوا مصيركم وفشلكم في المستقبل .

من ضمن الإقتراحات التي تقدمها أمريكا للإدارة الذاتية هي توحدها مع المعارضة السورية لتشكيل جبهة واحدة ضد النظام والتفاوض في جنيف بإطار واحد ورغم أن هناك قلة في الإدارة الذاتية وخاصة المكون العربي يميلون إلى هذا الإقتراح لكن يرفضه الحزب الأم حزب العمال الكردستاني المتحكم الفعلي في الإدارة الذاتية .

هناك إقتراح آخر وهو توحيد الخطاب الكردي وتشكيل إدارة مشتركة بالتنسيق مع إقليم كردستان الذي يمتلك شرعية دستورية وتمتلك أحزاب المجلس الوطني التي تدور في فلكها شرعية ضمن المعارضة المعترف بها دوليا لكن هذا الإقتراح يصطدم بالشروط التعجيزية التي يبديها الطرفان .

الإقتراح الروسي يعتمد على التفاوض بين مسد ودمشق وضم قسد إلى جيش النظام السوري أو جعله فصيلا تابعا للروس مثل فصائل درعا وهذا الإقتراح هو الإقتراح المعاكس للإقتراح الأمريكي بتوحيد الإدارة الذاتية مع المعارضة السورية وهنا يتبين لنا أن الأكراد قد أصبحوا محل استقطاب بين طرفين هما المعارضة والنظام والسبب الرئيسي أن الإدارة الذاتية لم تكن طرفا ضد النظام في الأزمة السورية واتخذت طريقا ثالثا وبالتالي فهي ليست جزءا من الأزمة ويجب إنضمامها لأحد طرفي الأزمة .

هنا تعرفنا على الإقتراحات الدولية ولكن ماهي الإقتراحات التي يقدمها الكرد أنفسهم حين يلتقون بممثلي الدول ..؟؟؟

وفد الإدارة الذاتية لديه أسطوانة يكررها فوق رؤوس المسؤولين الأمريكيين وهو أن وجود قوتين في روجآفا سيكرر تجربة إقليم كردستان ويؤدي إلى النزاعات والحروب وعدم الإستقرار ويستهل كل لقاء بحرق مقرات الأحزاب الأخرى كرسالة للأمريكيين بأن القوى الثورية الشبابية ترفض الأحزاب الأخرى بشكل قاطع .

الشيئ الآخر الذي يكرره وفد الإدارة الذاتية هي إسطوانة أننا نضم جميع المكونات من عرب وسريان وكلدان وآشور ..إلخ مع التأكيد على أن داعش لم تنته وأنهم الأفضل في محاربة الإرهاب .

المجلس الوطني الكردي بالمقابل يكرر على الأمريكيين أسطوانة أن هؤلاء تابعون للعمال الكردستاني المدرج على قائمة الإرهاب وأنهم ذو علاقة وثيقة مع إيران والنظام والروس وأن المجلس رغم ذلك يقبل الشراكة ضمن المظلة الأمريكية بالتوافق مع تركيا وفي كل الأحوال لا يطرح الطرفان الكرديان موضوع عفرين ورأس العين .

الأمريكيون يستمعون إليهم بإنصات لكنهم غير مهتمين لهذا الهراء فهم سلموا النفط والخيرات للإدارة الذاتية كثمن عن محاربتها للإرهاب وعندما تشبع الحيتان منها سيسحبونها منهم ولذلك هم لا يضغطون على الإدارة الذاتية لمحاربة الفساد لأن تجارب أمريكا في إسقاط أنظمة الحكم أثبتت أن الأنظمة الفاسدة سهلة السقوط لأنها لا تمتلك حاضنة شعبية تدافع عنها .

لا أحد يريد إنهاء الأزمة السورية سريعا ما عدا الأردن لأن ذلك يحقق لها مصالح إقتصادية هائلة ولذلك هي تحاول التعامل بواقعية مع النظام لكنها تصطدم بالضغوط الغربية أما تركيا فمن مصلحتها إطالة أمد الأزمة لأن ذلك يضمن لها ما استقطعته من الأراضي السورية حين استغلت الحرب والفراغ أما إسرائيل فمن مصلحتها أن تبقى دول الجوار ضعيفة مفككة وبالنسبة للغرب فطالما أن روسيا موجودة فيجب أن تبقى سوريا مستنقعا ويجب أن يبقى الإسلاميون وفي أفضل الأحوال ستبقى هناك ثلاث مناطق هشة لأمد ليس بقصير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة