الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منزل الابتسامات (ماركو فيريري) 1991: فكاهة مصطنعة تشير الى الاعماق

بلال سمير الصدّر

2021 / 9 / 30
الادب والفن


يتعامل ماركو فيريري في هذا الفيلم الذي شارك في كتابته ايضا مع كوكبة أخرى من المبدعين مع أحد Ingrid Thulinملهمات انغمار بيرغمان وهي
على |أننا لانعتقد بأن هذا الفيلم الحاصل على جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي الدولي الحادي والاربعين قد يعني أي شيء...
الفيلم هو من النوعية الكوميدية ذات المنحى الايطالي التقليدي،والتي تسير في لحظات ما نحو شيء أقرب من الخبل الى الكوميديا،بحيث تفقد الكوميديا معناها الصافي الفني الانساني،وتتحول الى تصرفات متداعية وغير منطقي متدثرة بالشكل الفني المعني بالكوميديا.
حبكة الفيلم تسير في منحى ميلودرامي تقليدي عن قصة حب نهاية العمر،فأدالينا سلمت ثروتها الكاملة الى عائلة ابنها المتوفي الذ اصلا لم يترك لها شيئا من أموال التأمين،فبعد أن سافرت الى أقصى العالم وحيدة،ها هي الآن تترقب النهاية وتشعر باقتراب الأجل وكانها تبحث الآن عن مغامرة نهاية العمر،اي اللحظة المتكاملة التي ستختم بها العمر.
هل هي اللحظة التي سيتوقف فيها الزمن...هل هي لحظة الحب كما دعاها الفلاسفة...؟
هي تعيش في دار هستيرية لرعاية المسنين حتى تتعرف على أندريا المعجب بالثقافة العربية:
أنا اعشق كل شيء يتعلق بالثقافة العربية ....قدرتها على التوفيق بين المتضادات
العلم والسحر...علم التنجيم وعلم الفلك....
ولكن هذا الغزل الشرقي الثقافي لن يستمر طويلا،ونحن متأكدين أن ماركو فيريري يعاني تماما من الشيء الذي تحدث عنه ادوارد سعيد ذات مرة:الخلط المعرفي الاستشراقي،أو سوء التفاهم الاستشراقي...
يقول اندريا:حبنا مدان يحتقره الانسان والطبيعة ايضا...
هل هذه الجمل تدفعنا الى التأمل أو التمسك بشيء ما...بماضي لم يسبق له مثيل عند ماركو فيريري..هل هذا الحكم صحيح؟!
لا اعتقد ذلك،لأن الحبكة بالمجمل مكررة،كما ان المعالجة لايوجد فيها اي حس من ابداع حتى لو كانت مركزيتها برزت متأخرة وهي ان يسرق طقم الاسنان الصناعي لسيدة الابتسامة....
أدلينا حصلت على لقب (سيدة الابتسامة)وهي في الثانية والثلاثين من عمرها،او ربما في عام 1932...
الآن سيدة الابتسامة ترتدي طقما صناعيا وتصيبها نكبة عندما يسرق،والشيء الوحيد الذي يستطيع ان يفعله أندريا هو ان يهديها طقم اسنان دراكولا ذو الانياب البارزة.
هل هذه المفارقة بحاجة الى كتابة مطولة...هل علينا ان نفلسف الأمور في ظل واقع فني مأساوي للفيلم؟!
هل علينا تحكيم الاسطورة ودور الزمن الذ ي حول أدلينا من سيدة ابتسامة الى سيدة دراكولا؟
يبدو الفيلم برمته كأنه يغرق في العمق ولكن على السطح....أي فكاهة مصطنعة تشير اشارة خجولة الى الاعماق،ولكن ان كان هو-الذي لم يتبقى له ايضا الكثير من العمر-يبحث عن مغامرة نهاية العمر،فشتان بين هذه المغامرة والأيام السعيدة لماركو فيريري....الأيام التي حملت بين طياتها فيلما مثل فيلم الجمهور.

الفيلم شظية هادئة...بل هادئة جدا في مسار مخرج كبير....بل كبير جدا
21/07/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعة وفاته: مزعجة ونسأل الله


.. مهرجان كان السينمائي : فيلم -البحر البعيد- للمخرج المغربي سع




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعات وفاته


.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع




.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله