الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقليم مخالب الإخوان المسلمين

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 9 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



ما جرى في تونس في الأسابيع القليلة الماضية من تعليق البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه وتحجيم الدور المتخضم والمتورم الذي كان قائماً لجماعة الإخوان المسلمين المعروفة باسم "النهضة" (لطالما اتخذوا من الأسماء والألقاب الجميلة كالنهضة والعدالة والإصلاح والوفاق وو للتغطية على حقيقة وطبيعة تنظيمهم الفاشي الظلامي الشرير)، وزعيمها المعروف بارتباطاته الخارجية راشد الغنوشي، وأتبعها الرئيس سعيـّد يوم أمس بتعيين امرأة في منصب رئيس الوزراء، وبكل ما في ذلك من رمزية وتحدٍ وازدراء وإهانة للجماعة التي تنظر بعين دونية للمرأة، نقول ما جرى يعتبر ثورة وضربة قوية وموجعة لهذا التنظيم الذي حكم تونس، أو هيمن على المشهد والساحة السياسية وامتلك القرار بدعم وتمويل وغطاء خارجي، خلال فترة أو حقبة ما يسمى بـ"الربيع العربي"، أو ما يعرف بثورات أوباما وهيلاري كلينتون التي كان رأس حربتها الإخوان المسلمين ودفعت بالتنظيم إلى العروش والقصور "الجمهورية" العسكرية المخابراتية الديكتاتورية السابقة، في كل من مصر، وليبيا، وتونس، واليمن الحزين، وكادوا يفعلونها بسوريا، لولا الاندفاعة الإرهابية الهوجاء والهوية الطائفية الكبرى، والقتل على الهوية، والمجازر التي مارسها وقام به مرتزقة أردوغان (ثوار سوريا)، ولولا التدخل الفضائي الجوي الروسي قبل ست سنوات من الآن، حيث طغت الهوية الطائفية، والبعد والخطاب الطائفي على معظم رموز ما يسمى بـ"الثورة السورية".
وقبل فترة وجيزة من الآن، كان السقوط المدوي والمزلزل للجماعة الإخوانية المغربية وخروجها كلياً من الحكم، وخسارتها معظم مقاعد البرلمان في المغرب، وسط شماتة وتشف وسخرية وتهكم شعبي كبير، ما أثلج صدر جميع التيارات والأحزاب المغربية، التي كانت ترى فيها عقبة وطنية كبرى في وجه التنمية وتقدم المغرب، رغم أن هذه الجماعة، وللمفارقة، كانت تحمل اسم "العدالة والتنمية" (رجاء ممنوع الضحك). وقبلها توصلت المنظومة الأممية إلى تسوية تم بموجبها تقليم أظافر الجماعة الإخوانية وهيمنتها على القرار الليبي برئاسة فايز السراج "صبي أردوغان المدلل" وإخراجها من المشهد، ووقفت هذه الجماعة وراء أحداث ليبيا ومقتل القذافي، وشكـّل الإخوان الليبيون عماد وقوام ما تسمى بـ"الثورة الليبية" وهيمنوا، أيضاً، على المشهد والقرار السياسي في ليبيا طيلة العقد الفائت تقريباً، وقبل ذلك تم، بعون الله وبركاته، حسب الخطاب الإخواني، ما غيره، إزاحة واحد من أحط وأسوأ الأنظمة الديكتاتورية والإجرامية والتعسفية في تاريخ المنطقة والسودان، والذي هيمن عليه بمجمله، من الباب للمحراب، التنظيم الدولي المعروف، وعرابه الورحي، حسن الترابي، المرشد العام للتنظيم، والذي لم يسلم من أذى طاغية السودان الذي حبسه إثر خلاف على المغانم السياسية، وإدارة المزرعة وتوزيع "الصيدة"، على حد تعبير حمد بن جاسم، ويقبع اليوم، عمر البشير، في أحد سجون الخرطوم، بانتظار تسليمه لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي، بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادات في دارفور، فيما غابت تماماً جماعة "الإصلاح" اليمنية عن المشهد ولم يعد لها أي تأثير ونفوذ في المشهد اليمني، وكان قد افتتح بازار مسلخ الإخوان بمصر، حيث التنظيم الأقوى والجماعة الأكبر في المنطقة، ومن ثم حبس المهرج مرسي، و"موته" بعد ذلك في السجن، فيما يقضي بقية رموز التنظيم، وعلى رأسهم محمد بديع، مرشد التنظيم المصري، أحكاماً بالمؤبد ومعه محمد سعد الكتاتني، رئيس البرلمان السابق، ومحمد البلتاجي، فيما سقطت الأحكام عن القيادي البارز عصام العريان لوفاته بالسجن، أيضاً، فيما يكابد إخوان الأردن من علاقة متوترة مع نظام الحكم الأردني، تتوتر وتسخن بشكل متصاعد، أما في الخليج العربي، فـ"اذكر الشيطان ولا تذكر الإخوان"، وخاصة في السعودية والإمارات، أقوى دولتين هناك، بينما تفكر اليوم، وبشكل جدي، كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، بتجريم وحظر هذا التنظيم، قانونياً، ووضعه على لوائح الإرهاب الدولي.
هاهي البشائر، تهل، والأخبار الطيبة، والمؤشرات، ترد من كل حدب، وصوب، والأحداث والتطورات، كلها تنبئ بزوال، وانقضاء، هذا الكابوس ونهايته من الوجود بعد عملية سفاح سياسي، كان قد ولد، ورأى فيها النور قبل حوالي المائة عام.
(المقال سردي، فقط، وليس تحليلي ولن نحاول الغوص في أبعاد وخلفيات ما جرى ويجري من عملية تقليم وسلخ جلد للإخوان الملتحين)...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة