الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة السعادة

امين يونس

2021 / 9 / 30
كتابات ساخرة


أقَل من سبعين كيلومتراً ، المسافةُ بين دهوك والعمادية . تستغرقُ عادةً بين 50 ـ 60 دقيقة للوصول ، لكنني عندما أذهبُ وحيداً فأنني أقطعها ب 70ـ 80 دقيقة … لأنني أسوقُ بِبُطء عمداً والسبب لأنني اُغّني مُنسجماً ومُندمجاً مع الأغاني المُختارة التي سجلتُها على هاتفي النقّال ! . نعم … ويا لهُ من كوكتيلٍ قد يبدو غير مُتجانس للكثيرين … ولكن بالنسبة لي ، فأن هذه الساعات التي أقضيها وحيداً في سيارتي ذهاباً وأياباً ، هي أجمل مايكون ، أشبع موسيقى وغناءاً وطَرَباً … أبتسمُ وأضحكُ وأبكي واُغّني بصوتي القبيح وأنا راضٍ وسعيد ! … رُبما هي علامات الخرف المُبكر أو هروب من الواقِع … أياً يكُن ، لا يهمني على أية حال .
سألَني أحد معارفي : لماذا لم أراكَ في العمادية وسولاف طيلة هذا الموسم ؟ قُلت : لقد قمتُ بتأجير داري في روبار العمادية منذ بداية السنة . قال : بِكَمْ ؟ قُلت : ب 500 ألف شهرياً أي مايُعادل 340 دولاراً ؟ أجابَ مُستنكِراً : فقط ؟ حرمتَ نفسك من هذه الطبيعة الخلابة من أجل 340 دولاراً في الشهر ؟ قُلتُ : نعم . قد يكون مبلغاً تافهاً بالنسبة لك . لكني أشتري بهِ حُرِيَتي ! .
المهم .. اليوم هو رأس الشهر وأنا ذاهبٌ لإستلام الإيجار .
هوسات وأناشيد الناصرية والشطرة ، تتصدر كوكتيلي : " من كُل شارع من كُل باب ، نِطلَع ما نرضه بأحزاب .. بينه عِناد شروگية " . " حِرگوها خِيامَك يَحسين والوادِم تِشهَدْ … والحزنانين بعاشور مَحَدْ مِنهُم هَدْ " .
ثم تشدو فُرقة شڤان پَرْوَرْ ( حينَ كان نَقِياً قبل تحولاتهِ السقيمة ) : ".. دێ لێخن لێخن بڕانو لێخن .. خائنێ مه زن ئاغا و شێخن " . لا أدري لماذا تُذّكِرني هذه الأغنية بمقولة [ لن يَعُم السلام إلا إذا شُنِقَ آخرُ إقطاعي بأمعاء آخر رجل دين ] التي إقتبسَتْها الثورة الفرنسية من جان ميسيليير . * أصدقائي العرب : إذا لم تفهموا الكلمات الكردية ، أدعوكم لتعلم اللغة الكردية ، فهي سهلة إذا أردتُم التعلُم * .
ثُم لدينا فيروزنا الكردية : گُلبُهار بصوتها الرائع : " كه وا سپيدى بخوينه .. خه لكى راكه ژڤى خه وى " والتي معناها : إشدو أيها القَبچ في بكرة الصباح … أيقِظ الناسَ من النوم .
ثُم الِمْگَيَر التي لا أمّلُ من سماعها أبداً ، وتنزل دموعي مع مقطع : و أرِدْ للناصرية ردود .. مخنوگ بألِف عَبْره .. يراويني النَهر موگاف .. حُبنا وديرة العِشره .. يگلي إصْبُر شَهِر ويعود .. والمَفطوم شيصَبْره !! .
طبعاً لايفوتني الإستماع الى لا خَبَر / فاضل عواد و عيني عيني / سعدون جابر / و ياحريمة / حسين نعمة .
ثُم قادر كابان في رائعته : جاده چول وسيبه ر بو .. كاتي به ياني ، التي تُذّكرني بسليمانية السبعينيات . وكذلك " ياران وه سيه تِم " ل كريم كابان .. فرغم عدم إجادتي للهجة السليمانية ولكني أحفظ كلمات هذه الأغنية عن ظهر قلب .
لا أعرف شيئاً عن الروسية .. لكني أحبُ الإستماع الى أغنية " كاتيوشا " .
عندنا أياز زاخولي ، مُطرِبٌ مُمَيَز من زاخو ، رحل وهو في ريعان الشباب .. في كوكتيلي من اغانيهِ : مِنْ ديتْ جارا أولي / و دادى لاندكى بهژينه .
كما رياض أحمد من البصرة ، الرائع الذي رحل أيضاً في عنفوانه .. لا أكتفي من الإستماع ل : مِنْ تِزعَل ، لمرة واحدة ، إذ لا بُدّ أن أكررها حتى أرتوي من اللحن الشجي والصوت الجميل .
عندما تجتاز بلدة قَدِش وتعبر قرية بَرى كه ر ثم تصعد المنعطفات ، تترائى لك العمادية رابضة فوق تلك الهضبة في مَنظَرٍ آسِر … هُنا بالذات ينبغي أن تستمع الى الكبير تحسين طه : ئاميديكى بلنده / وه ي دونيايى / دايى وه لات شرينه … الخ .
قرب " طّسة " في قرية بيباد ، رآني شخصٌ جالسٌ أمامَ دُكان ، وأنا دامع العينين وأغّني خلف المقوَد ، فرفع يدهُ مُستفهماً ومُستغرباً وربما شّاكاً في حالتي العقلية ! .. فأشرتُ لهُ بعلامة النصر مُبتسِماً .. فإزدادتْ شكوكه على الأغلب !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟