الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البكاءُ على إلهٍ مقتول

سعد جاسم

2021 / 10 / 1
الادب والفن


إلهٌ طيّبٌ وبسيطٌ
مثلَ رغيفٍ جنوبي
وجَدْتُهُ مرمياً بقسوةٍ
وعُنفٍ وكراهيةٍ
في شارعٍ موحش ٍ
ودمويٍّ ومُخيفْ

هكذا رأيتُ الإلهَ المقتول
فبكيتُ عليهِ وعليَّ
بكيتُ بخوفٍ ونزيفٍ
برغمِ يقيني ومعرفتي
أَنَّهُ قويٌّ وجبارٌ وحنونْ

وكذلكَ بكيتُ
على حالِنا الأسود
ومصيرِنا الغامض
وعلى بلادِنا المُغتصبة
والجريحةِ والثكلى بأَيتامِها
وأَراملِها وأُمهاتِها المفجوعاتْ

وبكيتُ على حياتِنا
التي لمْ تعُدْ حياةً
وإنَّما أَصبحتْ مُجَرَّدَ مُستوطنةً
للطغاةِ والغُزاةِ والخونةِ
والجواسيسِ والقتلة
واللصوصِ المُحترفين
وبناتُ الليلِ المُشرّداتْ

وبكيتُ علينا نحنُ
الكائناتُ الموهومة
والراكضةُ وراءَ المالِ
والكراسي والنساءِ
والملذاتِ والقصورِ
والالماسِ والذهبِ والياقوت
والسياراتِ الفارهة
والنساءِ السليكونياتِ
والصبايا المنتفخاتِ من فرط
من فرطِ " الفيلر والبوتكس "
وغواياتِ الحب والنزوات
والجمالِ الاصطناعي
والغرامِ الافتراضي
والصفقاتِ المُلوَّثة
مع السادةِ شياطين ِ
وابالسةِ وتجّار المُتعةِ
واللذَّةِ المُشتراة ْ

ياااااااااااااااااااااه ياالهي
أَيُّ خرابِ هذا الذي جعلَ العالمَ
جحيماً مُرّاً يشبهُ العدم ؟
والأَرضَ جعلَها مُقبرةً
بلا أفقٍ ولا نورٍ ولا هواء ؟
والدُنيا صيّرَها غابةً
ملآى بالوحوشِ والفرائسِ
والقتلى المجّانيينْ
والضحايا المغدورينْ
والموتى المنسيينْ
والفريسيينَ القُساةِ
الذينَ هُمْ بلا قلوبٍ
وبلا ضمائرَ حيَّةٍ
وبلا إلهٍ طيبٍ وجميلٍ
وحكيمٍ وكريمٍ وشهيد
لأنهم كانوا قد ْقتلوووهْ
ثُمَّ القووووووووووووهْ
في شارعٍ مرعبٍ
ومُغلقٍ ومُنغلقٍ
على نفسهِ
وعلى ناسهِ البسطاء
ومخنوقٍ بالأَسلاكِ الفاتكةِ
ومختومٍ بالدمعِ الأَحمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-