الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الحريات المدنية في -العراق الجديد-

عواد احمد صالح

2006 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



يبدوان ان حظ الأنسان العراقي العاثر يسيربه من نكد الى نكد ... من نكد الطغيان والديكتاتورية وحياة العسكرة الشاملة والحرمان الاقتصادي والاجتماعي الى نكد حكم المليشيات والأرهاب الديني تحت يافطة الديمقراطية ... كاريكاتير الديمقراطية الأمريكية المفصلة على مقاس الاسلاميين بكافة اشكالهم والوانهم الذين وجدوا فيها مجالا رحبا لتطبيق افكارهم الظلامية ومصادرة حريات الناس النسبية الرجال والنساء التي كانوا يتمتعون بها في عهد النظام السابق ذلك النظام الذي اصبح موضع اطراء من البعض على طريقة : اذكروا محاسن موتاكم .
منذ ثلاثة اعوام أي منذ بداية الأحتلال الأمريكي تتعرض حياة الآلاف من الرجال والنساء والفتيات في (العراق الجديد) الى التدمير والتخريب المنظم في ظل اجواء "الحرية الأمريكية والحرية السياسية" المزعومة ومن قبل العصابات الأرهابية والمليشيات الأسلامية .
في برنامج بالعراقي الذي يقدمة السيد سرمد الطائي من قناة الحرة كان محور نقاش الحلقة التي عرضت مساء 26 حزيران الفائت موضوع مصادرة الحريات المدنية في العراق من قبل القوى الأسلامية وقد تطرق خاصة الى محنة السيدة محاسن الخطيب التي تعمل مخرجة باليه في دار ثقافة الأطفال وما تتعرض له من مضايقات وتحريمات واجبارها على ارتداء الحجاب تحت التهديد وقد ابدت السيدة الخطيب مخاوفها من المستقبل المخيف والغامض الذي تواجهه كأنسانه وكأمراة تعمل في مجال فن الباليه وهو مجال يخضع للتحريم والمنع من قبل القوى الدينية .وليست محنة السيدة الخطيب الا جزء من محنة كل عراقي رجل كان او امراة علماني او متمدن يعيش وسط هذة الفوضى العارمة التي يلعب فيها الرجعيون والمتخلفون والنكوصيون دور الأبطال وصانعي التاريخ طبعا لأسباب كثيرة ومتعددة ذكرنا منها في مقالات سابقة ان ثقافة الأستبداد واقصاء الاخر التي كان يمارسها النطام السابق حلت محلها ثقافة استبداد جديدة - قديمة مستوحاة من الموروث الديني الذي يستحضره الجهلة والمتخلفون في حقب الأزمات الكبرى كأداة مطلقة واسهل الطرق لتفسير الأحدات وتبريرها.. ومنها " خطيئة الأنسان " المزمنة كونه لا يطبق الشرائع الألهية وما اكثر وكلاء الله اليوم الذين يسعون لتطبيق شريعته السمحاء على الأرض طمعا في الأجر والثواب وفي الخلود في الجنان ومطارحة الحور العين والمخلدون من الغلمان والولدان ..!!!
ويلعب اناس كثيرون ممن يصنفون انفسهم في خانة المثقفين ينتمون الى هذا التيار الديني او ذاك دورا خطيرا في تبرير سلوكيات الغوغاء الذين ينتمون الى تياراتهم الدينية اولئك الغوغاء الذين يقومون بقتل الطلبة والشباب والفتيات السافرات بحجة المروق والفسوق وبمباركة من سادتهم ومعمميهم المباركين..!!! ومنذ العام 2003 وحتى اليوم شهدت العاصمة والمدن العراقية الكثير الكثير من التجاوزات على الحريات المدنية والشخصية ابتداء بتفجير الحانات ومحلات بيع الخمور وقتل اصحابها في بغداد والبصرة وكركوك واختطاف الفتيات والنساء في الموصل وبغداد وقتلهن بعد ممارسة الجنس مع البعض منهن ومن اشهر الفضائع اعدام جماعة من التيار الصدري لأمرأتين سافرتين امام انظار الناس في مدينة الثورة ( الصدر) عام 2005 طبعا بعد تلفيق تهم باطلة ضدهما .
واخر الفضائع واكثرها وحشية وقرفا قطع رأس امرأة وتعليقه في سوق الخصر في تكريت الجمعة 14 تموز 2006 بحجة انها تتعاون مع الأمريكان .. ان الحادثة لها اكثر من دلالة واقعية ورمزية منها الكره والحقد الذي يكنه المتطرفون الدينيون ضد المرأة فهي تشكل بالنسبة لهم عصاب قهري دائم ومصدر للشر والأغواء كما يهدفون من خلال هذا الحادث وامثاله الى ادخال الرعب في قلوب النساء ومنعهن من الخروج من البيوت .
ولو شئنا تعداد الحوادث التي تمارسها العصابات الأرهابية والمليشيات الطائفية لعجزنا عن حصرها منذ عام 2003 وحتى الأن : قتل الحلاقين في معظم المدن العراقية ومنع الشباب من ارتداء الشورت والجينز وقتلهم وتوزيع القاعدة لمنشورات في اكثر من مكان تمنع تجول المرأة في الأسواق او العمل مع الرجال او السفور ففي قضاء بيجي وزعت منشورات بمنع الثلج والطرشي والمخللات تحت ذرائع واهية ومضحكة ومثيرة للسخرية .
وفي تقرير مسهب نشر في جريدة ((صلاح الدين)) التي تصدر في مدينة تكريت بتاريخ 6 حزيران 2006 بعنوان " القاعدة والمليشيات تؤسسان لآمبراطورية الخوف " يسرد التقريرتفاصيل واحداث مفزعة عما تفعله الجماعات المتطرفة السنية والشيعية في تدمير مظاهر الحياة المدنية والأجهاز على الحريات العامة وخلق حالة من الأحباط والكآبة لدى الناس .
وبعد ذلك يلعب العنف الطائفي والحرب القائمة بين السنة والشيعة في بغداد والتي يذهب ضحيتها مئات من الأبرياء لا ناقة ولا جمل لهم فيها دورا في الأجهاز على ما تبقى من الحريات المدنية وما يسمى بحقوق الانسان حيث اصبح القتل خبزا يوميا في الشوارع والحارات ، ولا تستطيع حكومة المالكي التي يتنازعها هي الأخرى الشد والجذب الطائفي ان تفعل شيئا سواء لتفعيل مواد الدستور التي تقر باحترام الحريات العامة والخاصة او مواجهة العنف الطائفي المتزايد فهناك حالة تناقض غريبة الأن تسود في العراق : تحاول القوى الرجعية والنكوصية متمثلة بالمليشيات المسلحة الشيعية والسنية واتباع القاعدة من فرض برامجها واجندتها التحريمية التي تقوض كل ما يمت الى الحرية والتمدن وحقوق الأنسان بموجب فهم مغلق للشريعة الأسلامية مستقى من تصورمسحوب خارج اطار الزمان والمكان والواقع المتغير .وبين بنية سياسية فوقية معزولة بشكل نسبي عما يدور في الواقع بنية حكومة عاجزة وبرلمانا ممزقا عن فعل أي عمل ممكن لحل ذلك التناقض . ففي العراق اليوم تلعب البنى الفكرية والأيديولوجية التي تستند الى فهم معين للدين دورا فاعلا ومستقلا عن الصراع الأجتماعي والأنتماء الطبقي .
ان واجب الديمقراطيين والعلمانيين وكل المستنيرين الذين يحملون فهما انسانيا ووطنيا ..الدفاع عن مصير الأنسان العراقي المنتهك والدفاع عن الحريات العامة والشخصية .. حتى تنجلي غيوم هذه المرحلة المضطربة وليلها المظلم .

16-7-2006

ندعو الاقلام الحرة والتقدمية والانسانية للتضامن مع الأنسان العراقي نساء ورجالا من اجل الحرية والحياة المدنية الآمنة .........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من