الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحقيقة والواقع

واصف شنون

2006 / 8 / 21
الادب والفن


يقول جوزيف ستالين (أن الحقيقة هي دوما الخاسر الأكبر في كل حرب )،والقول الستاليني هذا إذا كان صحيحا يؤكد حقيقة و حقائق الحروب على الرغم إن مُنتج القول هو دكتاتور شرس وعنيف وكذلك ثوري وقائد حروب ومحن .

****
وحين نتوغل في حقيقة الأشياء أكثر .نجد مواصفاتها الباطنية الجوانية البسيطة ،فالأبواب التي نغلقها ونطرقها،والكراسي التي نستريح عليها ونتسلط منها ،والمناضد التي نأكل حولها ونتسامر ونتأمر ...،ماهي إلا أشجار قد جفت .... !!.
أما البترول الذي أغنى المحظوظين وأفقر المتعوسين و يحلو لي تسميته شعريا ً بـ ( دم الكوكب ) فما هو وحسب الجيولوجيا إلا كائنات قد وافاها الأجل وأندثرت منذ لا أعرف من الدهور ....

****
الأنسان حقيقة ،أما واقعه فهو غرب وشرق وشمال وجنوب ،أسود وأبيض وأشقر وأسمر ،موسيقى وقنابل وشموع،كنائس ومساجد وكهوف،قصور وبرلمانات وكازينوهات ،شوارب وغلمان وسبايا ،سادة وعبيد ووسطاء،فطاحل وأغبياء وشقاوات ،سفلة ونزهاء واصحاب بيوت ،فقهاء وأتباع ومنبوذين...،وحصل الأنسان جراء ذلك على دول غنية وفقيرة ،متخلفة ومتحضرة ،مسالمة وارهابية ،صحراوية وبحرية ،عالمية وثانوية،مخيفة ومضحكة ، دكتوريات تُهجر وتُشرد ودول لجوء وهجرة تستقبل ..

****
أربعة نساء لبنانيات جنوبيات وقد تجاوزن الثمانين من العمر أو أقل ،ظهرن يولولنّ عن الفظاعة ،عن الحقيقة ،حقيقة الحرب ،فقد دفننّ جثتين من الجيران في صالة البيت بحجارة المنزل المنهار وفتات الكونكريت ،بينما رابعتهن الثمانينية تتربع مع مخدتها عرش تواليت البيت المقصوف وهي تنظر الى لا شيء،تصرخ إحدى الجدات ،لقد دفناهم هنا بيننا (أي الجيران ) في إنتظار الصليب الأحمر ،لكننا لم نكن ننام على طوال شهر من القصف ورائحة الموت ...،كل ذلك كان على البـ (BBC)...

****
كنا أنا وصديق علماني متشدد (أيد مقاومة حزب الله الحالية لأسرائيل بكل قوته المادية والمعنوية ) ،ننظر ُ الى مشاهد الخراب اللبناني ،كنت حزين أكبت الدموع ،وصديقي يبكي ..،حتى أضحكني فجأة حين قال :- ألعل إسرائيل لها عداوة خاصة مع الأحجار ..؟
وكدت أقول له ،مثلما لحزب ألله علاقة مع (الشهداء ) ...
والحقيقة هي قرى مدمرة وقتلى ...ونحن نحتسي البيرة في سيدني ..!!

****
الحقيقة ،إن المجتمع العراقي الذي هتف بحبال المشانق لأعداء الوطن والشعب في خمسينيات القرن المنصرم ،هو نفس المجتمع الذي حارب ايران الخمينية في ثمانيات نفس القرن تحت الدكتاتورية التكريتية ،وهو نفس المجتمع الذي يتحارب الأن ويأوي قتلته ُ ،ويتحالف مع أعدائه علنا ً ويشمر عن ساعديه لقتل الأبناء في أرض الرافدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان