الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِمَ الشعر أولا

حسن خالد

2021 / 10 / 2
الادب والفن


لِمَ الشعر أولا...
(( لماذا يجنح الفلاسفة إلى الشعري )) .
في منشور له تحت العنوان أعلاه ، يحاول د. خالد حسين مشكورا , وهو ضليع "الأدب والنقد " طرح القضية للنقاش العام ، أو لنقل يحاول إبداء رأيه في قضية تفرض نفسها في الساح الأدبية ، وهو منشور موجود في صفحته ( لمن يرغب في الاستزادة ) وكانت لي مداخلة على ما طرح ، عبر سؤال كان يفرض نفسه عليّ طويلا
" ما السر في أن الغالبية يخوض في "محاولات شعرية" دون غيرها من الصنوف الأدبية الأخرى وهو بادٍ للعيان ...
- هل لأن داخل كل إنسان "شويعر" إما ينمو بالرعاية ، أو يموت بالإهمال؟
فكان ردّه " سؤال صعب في الواقع ولكن الشعري يعتاش في قلب اللغة كأن قدر اللغة أن تدفع المتكلمين ليقولوا الشعر كمحاولة أولية ...
سؤالك صعب "
وأردف : سأعود إلى سؤالك لاحقا ...
وأرى أن حقله يقع في علم نفس اللغة
وبعد فترة ذكّرني بصياغة سؤالي فكتبت له :
* لِمَ تخوضُ الغالبية ممن يمتهنون النشر كتابة الشعر دون الأصناف الأدبية الأخرى؟
هل يكمن السر في سهولته وقربه من النفس والحالة الوجدانية؟
أم في صعوبة الأصناف الأخرى؟
علماً يمكن الخوض في القصة القصيرة جداً والنثر...
فكان ردّ المسهب بمنشور لما الشعر؟
(سؤال من أ. حسن خالد)؟
ولأهمية الموضوع بما تلاها من تعقيبات ومداخلات تشجّعت لعرض ما كتبه الدكتور خالد وما تلاه من تعقيبات مرة أخرى للفائدة والاستفادة
فكان ردّه التالي ...
العزيز حسن : هنا ؛ يمكن أن يؤدّي علم النفس بمناحيه المختلفة الدور الأكبر في مواجهة هذا السُّؤال ولا أظنّ أن النقدَ الأدبيَّ يملك أية إجابة مقنعة على هذا الصعيد . لكن ربما ، وعلى هامش هذا السؤال ، يمكن القول : إنّ تاريخ الكلمة الشِّعرية يكشف عن التلازم بين الكائن واللامرئي ، بين الكائن والغناء ، بين الكائن والرقص ، بين الكائن والطقس الشعائري...إلخ.
هذه السمة الذاتية للقول الشعري هو الذي يجعله يتقدّم على أصناف القول الأخرى ليغدو شكلاً غريزياً وبدائياً بل يعكس الروح المسحورة لدى الكائن الإنساني في انفعالها بالقوى الغيبية والسحرية والغابات والأنهار والأشياء. فالأمر لايرتبط بالسهولة بقدر ما يتعلق بالحالة الذاتية للكائن والقوة السحرية للكلمة الشعرية في اصطياد اللامرئي والإيقاع والإمساك بروح الأشياء كما لو أنّ الشعر هو العتبة الأولى للغة لحظة تشكلّها في سياق تجربة الكائن مع العالم وهو من ثمّ يعكسُ ذاك الإدهاش الذي انفجر من علاقة الكائن بالعالم من خلال فعل التسمية ، تسمية الأشياء عبر المجاز وفي المجاز ، التسمية التي سمحت وتسمح بانكشاف الشيء ، والكائن والعالم في فسحة اللغة الشعرية أو اللغة ــ الشعر.
من جهة أخرى يتميز القول الشعري بميزة المراوغة والمخاتلة فهو لا يُملّك الكائن زمام السيطرة عليه ، لايخضع لأيّ كان ، الغالبية تناول الكلمة الشعرية لكن الأخيرة تنسحب ولا تُعْلِنُ عن كينتوتها إلا لمن يبصر ما وراء الأشياء ويقرأ العلاقات المخفية ويتعامل مع "الكلمة" بروح القداسة وليس بروح المسخ ، كما نلغي المساحات اللغوية المجانية في وسائل الميديا.
في الشعر يبلغ الشعراء الحقيقون ضفاف الآلهة مجازاً ، أو حتى مواجهتم في عقر دارهم...
فهل التلازم بين الشعر والكائن منذ البدء لايزال عرفاً مضمراً وغائراً في اللاوعي؟ في الواقع لا أملك أية إجابة حاسمة في هذا السياق...
سأترك للقراء مساحة للمناقشة والجدال..
=================
*مروة : كما تفضلت في السطور أن النقد لا يملك إجابة و كذلك علم النفس لا يملك الإجابة؟
في التوراة "في البدء كان الكلم" أظنها إجابة شافية عن السؤال.
( الردّ : الشكر الجزيل على التعليق في ظني أن هذه الجملة "في البدء كان الكلم" لاتعني الكلمة ــ الشعر ..الكلمة الشعر مرتبطة بالطابع البدائي للكائن ..")
*قيرين : لا أظن أن الشعر يُكتب بسهولة ، و لكن النثر أقرب إلى البوح دون الالتزام بالقواعد .
وأظن انك اعطيت شرحا موفقا عن قصيدة النثر .
ونحن في كتابة النثر نلجأ إلى استخدام الفاظا رمزيا ، إما لاعطائها جمالية التخفي أظن أنك توقفت في احد مقالاتك عند هذه النقطة .
(سر الأدب) أو قد تكون عبارة عن رسالة ملغومة خاصة أننا نعيش عصر السرعة اعني السوشيال ومواقع التواصل . مجرد رأي
( الردّ : الشعر علامة تحسن المراوغة مثل السراب يغري العَطِشَ بالقرب لكنه يتلاشى)
*بهروز : سجال في غاية الأهمية
حسن "أنا" : بداية شكرا لفيض كرمكم في الردّ على سؤال بات يفرض نفسه لأن طغيان عصر "القارة الزرقاء - إن جاز لنا التعبير " فرض واقعا جديدا على الصنوف الأدبية عموما والشعر على وجه الخصوص ، في تفرعاته المختلفة وبات "النمط الشعري الحر" طاغٍ على ما عداه لارتباطاته العاطفية - الوجدانية في التفاعل مع الحدث وتوفر سياقات "النشر العالمي" في فوضى تعاملنا مع عالم السوشيال ميديا ، نسخا ونشرا في غياب أو " تغيب" أهم عناصره الرقابية وهي المقاربة النقدية ، وتبني جهات ومجموعات افتراضية لكل ما ينشر دون حسيب أو رقيب!
حقيقة - كما تكرمت - تكمن كلمة السر في "علم النفس الاجتماعي" في مقابلته الأدبية و الذي هو الأقدار على الردّ على هذه الأسئلة التي تتحول ردورها لأسئلة أخرى...
( الردّ : الكلمة الشعرية إغواء خالص ، تغوي الكائن في علاقاته مع العالم ...
هي سرٌّ فحسب ! )
*فاضل : لدي إحساس إن الطاقة الشعرية تندرج ضمن الطاقات البارسكولوجية ، هذه الطاقة فطرية كامنة في الجميع ، لكن الشاعر هو من يستيطع أن يخرج هذه الطاقات من مستوى القوة إلى مستوى الفعل..
الشاعر الحقيقي : هو من يقدر على التماهي مع الكائنات اللامرئية والمرئية ويخلق طاقة لغوية من تواصله معها .. الأجناس الأخرى تعتمد على التجربة والتمرين ، أكثر من الشعر الذي هو عقلي فطري ويحتاج لتدّرب أقل ومجهود أخف...
وربما لأن الإنسان كسول نوعاً ما ، لهذا يلجأ إلى الشعر .
*عبد الحافظ : سؤال عام ، وهنا تكمن الصعوبة في تحرّي الدقة والاختصار ، إذا أردنا الإجابة عنه...
ولكن ، قبل الإجابة :
- هل يتم التعامل مع الشعر والشاعر في بقية الآداب العالمية بمثل مانتعامل معه نحن؟
- ألا يُقدَّم فن المسرح والموسيقا والفن التشكيلي وفن الرقص " الباليه مثلاً " على فن الشعر في الضفة الأخرى من العالم ؟
- هل تستطيع القصيدة العمودية أو حتى التفعيلة "مؤخراً" أن تدهشنا ونتفاعلَ معها - كما كنا في السابق - بالقدر نفسه من الدهشة التي نجدها في شعر (النثر) أو في فن الرواية ؟
- ألا يستطيع الدّارس "الباصم" أوزانَ العروض أن يكتب مجموعة شعرية خلال شهر أو شهرين بعد أن يتكئ على عملية التداعي والدندنة الموسيقية والإيقاع وإيهام القارئ بالغموض والدهشة المفتَّش عنها ، سواء أكانت القصائد عمودية أم تفعيلة ؟
- وهل يستطيع أن يفعل ذلك ، بالمدة ذاتها ، إن أراد تأليف مجموعة قصصية أو رواية؟
رأيي ، وقد أكون مخطِئاً :
- المجموعات الشعرية كثيرة ، نعم هي كثيرة ، ولكن ليس كلّ شعرٍ شعراً.
- في عصرنا الحالي ، النثر الشعري والنثر بشكل عام المطعّم بالشعر ( في الرواية أو القصة القصيرة أو النقد مثلاً ) هو الذي يخلق الدهشة المعوّل عليها والتأثير على المدى الطويل ، ولأنّ هذا النثر مُتعِب ، ويحتاج وقتاً أطول وثقافة أوسع ؛ يتجنّبه الكثيرون لاجئين إلى الشعر بحثاً عن النجومية السريعة ، وهذا يعتبر من ضمن الذوق العام الراغب بذلك ، و"المبرّر" استناداً إلى ماقِيل "لا جدال في الذوق".
وتختلف الأذواق وتتباين في تصنيف الجيد وغير الجيد ، وهذا ينطبق على جودة الشعر من عدمها أيضاً.
أمًّا الابتعاد والحذر من النثر ؛ فلأن النثر يعرّي قوة الكاتب أمام القارئ المتذوق ، وكثيراً ماأتفاجأ وربّما أُخذَل ذوقياً - بصفتي قارئاً متذوقاً كما أدّعي- بالعديد من الشعراء الذين كنتُ أحسبهم على درجة عالية من الموهبة والإبداع والإدهاش وامتلاك اللعب باللغة ، أُخذَل عندما أقرأ لهم مقطعاً نثرياً ، فأُدهَش من عدم الاندهاش!
طبعاً هذا جواب عام ؛ لأن السؤال كان عاماً .
وفي كل عصر هناك ذوق خاص ، ونجوم كبار وقامات شعرية عملاقة تُوجِد نموذجاً يُحتذى وعلاقة مغناطيسية جاذبة للكثير من الكتاب في محاولة للتقليد ، وهذا شيء طبيعي أيضاً.
ربّما أطلت في التعليق ، لكن من المفيد أن أورد ماقاله نزار قباني المبدِع شعراً ونثراً : " النثر يفضحنا ".
( الردّ : أسئلة كثيرة وجميلة وتحتاج إلى وقتٍ للقراءة والتأويل ... )
*سلوى : ولأننا عاطفيون أكثر من اللازم
يتسلل الشعر بشكله ومضمونه الى النفس والذات والوجدان دون استئذان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟