الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوظائف والتقنيات الحديثة والرأسمالية

حسين موسى البناء
أكاديمي وكاتب

(Hussein Albanna)

2021 / 10 / 3
الادارة و الاقتصاد


نظرية الندرة والوفرة في الاقتصاد الرأسمالي المفتوح الحر هي المحدد لقيمة الأشياء، كنتيجة لتوازنات منحنى العرض والطلب على الموارد والسلع والخدمات.

الاقتصاد الرأسمالي يَعتبر الإنسان مورد كأي مورد اقتصادي آخر، كالمورد المالي ومدخلات الإنتاج والأرض والموجودات وغيرها، وبالتالي فهو خاضع للتقييم بناءً على توازنات الطلب والعرض السوقي، فمثلًا زيادة الطلب السوقي مع ثبات المعروض على (الطبيب أو المهندس أو المعلم أو المحاسب...الخ) سوف تتسبب برفع أجره وثمن وحدة العمل  التي يقدمها، والعكس صحيح.

في جميع الوظائف والمهن التي يمكن للحاسب الآلي أو الروبوت أن يحل فيها مكان الإنسان فإنه سوف ينخفض الطلب على أصحاب تلك الأعمال مما يقلل من قيمة وحدة العمل التي يقدمونها للسوق بسبب توفر البديل الأسرع والأقل كلفة والأقل خطأً، وهنا سيتنافس الإنسان مع الذكاء الاصطناعي وقدرات التقنيات الحاسوبية والبرمجيات، الأمر الذي لا مجال فيه للمنافسة أمام قدرات الآلة والحوسبة الهائلة.

في ظل تطوّر متسارع لعلوم  (الحاسوب، والبرمجيات، والتطبيقات، والذكاء الاصطناعي، والاتصالات والأقمار الصناعية والإنترنت والطائرات المُسيرة غير المأهولة وذاتية القيادة والهندسة الوراثية) فإن مصير معظم القوى العاملة التقليدية في خطر !
قد يرتفع الطلب على القوى العاملة الذكية في التخصصات السابق ذكرها والتي تحترف المعرفة في الحوسبة والبرمجة والابتكار.

السوق الأوروبي والكندي والأمريكي والياباني والأسترالي...الخ مؤهل للانتقال للثورة الصناعية والتقنية القادمة بثقة وسهولة بفضل النظام التعليمي المتقدم، لكن بقية شعوب العالم سوف تنتظر ترحيل الصناعات التقليدية والقديمة والمُلوّثة لها بسبب تدني كلفة العمالة وتدني متطلبات المعرفة التقنية للعامل هناك وتخلف الوعي البيئي وحقوق الإنسان.

فقد العالم مؤخرًا عددًا كبيرًا من الوظائف بسبب التطور التقني، فالكمبيوتر والطابعة ألغى دور الخطاطين، ونظم إدارة المنشأة قد يلغي دور المحاسبين، والسيارة ذاتية القيادة قد تنهي دور السائقين، والدرون المُسيّر قد ينهي عمل الطيارين، والطابعات ثلاثية الأبعاد وأجهزة النحت المحوسبة قد تنهي دور الفنانين والرسامين، وإنترنت القمر الصناعي سينهي عمل شركات الاتصالات التقليدية، والبنوك الإلكترونية ستقلص الوظائف في قطاع المصارف، والتعليم عن بعد قد ينهي دور المعلم والأستاذ الجامعي، والهندسة الوراثية قد تقوم بتصنيع الغذاء بدون مزارعين!...وهكذا

العالم يتغير ويتطور بتسارع مذهل في آخر ثلاثة عقود، يقود ذلك بضعة دول متقدمة فقط، وبضعة شركات ريادية فقط، أمام عالم يشاهد ويحاول التكيف مع المتغيرات.

أمام ذلك، فإن العالم قد يكون أمام "فائض قوى عاملة" تاريخي وقياسي؛ فالوظائف المعروضة قليلة وتتطلب قدرات ذهنية وتعليمية عالية، أمام معروض كبير من طالبي الوظائف.

العالم أمام موجة بطالة واسعة قد تُفقِد الإنسان قيمته وتقلص أمامه فرص الحياة والتنمية، في ظل "ليبرالية جديدة" تضع الإنسان أمام تقديرات دراسات الجدوى كأي مشروع أو استثمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التقنيات الحديثة
عبد الفادي ( 2021 / 10 / 3 - 03:50 )
التقدم التكنلوجي الذي حلّ محل الإنسان في الخدمة صحيح انه يؤدي خدمة تقدمية للبشرية من جهة ، ولكنه من جهة اخرى هو طريقة اخضاع دول العالم بحسب نظام التحكم للمنتجين لهذه التكنلوجيا الحديثة ، فالعالم الثالث مثلا بهذه التكنلوجيا سيصبح في المستقبل عالم مسّير ومبرمج وفق رغبة المبتكرين والمنتجين وهو بمثابة استعمار بإستخدام التكنلوجيا ، الشيئ الذي سيفقدة الإنسان بهذه التكنلوجيا عدا نقوده هي فقدانه لعاطفة الإنسان لأن الآلة لا تملك العاطفة او الأبتسامة فمثلاً في المستشفيات الكبرى للدول المتقدمة حل روبوت آلي محل موظفة الإستقبال ليجيب على اسئلة المراجعين ، ولكن الروبوت لا يستطيع الأبتسامة او بيان العاطفة على المريض فهذه التكنلوجيا لكي يتعايش الإنسان معها سيتحول تدريجيا الى انسان آلي معدني خالي من العواطف وستخسر البشرية اهم عنصر من انسانيتها وهو شعور الإنسان بالعاطفة لأخيه الإنسان ، تحياتي استاذ حسين

اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في ضيافة الإيليزيه.. وسط توترات جيوسياسية واق


.. البنك المركزى: ارتفاع احتياطى النقد الأجنبى لـ41 مليار دولار




.. سعر جرام الذهب الآن فى مصر يسجل 3100 جنيه لعيار 21


.. -ذا تليجراف-: قاعدة سرية في إيران لإنتاج المسيرات وتدريب عنا




.. -ذا تليجراف-: قاعدة سرية في إيران لإنتاج المسيرات وتدريب عنا