الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكمة واحدة نكفي

محمد أبو قمر

2021 / 10 / 3
الادب والفن


نصح أحد الدعاة شابا من مريديه بأن ينقب زوجته ، وقال له : زوجتك جميلة جدا ياولدي وحمالها قد يدفع بعض الشباب إلي التحرش بها ، ثم إن عينيها الجميلتين وشفتيها الملتهبتين قد تثير غرائز من يراها وتدفعهم إلي ارتكاب الآثام ، وأنت لا يرضيك أن تتحمل وزر ارتكابهم للذنوب بسبب ما تتمتع به زوجتك من حلاوة وبهاء وإثارة ، وقال له : سوف يسألك الله يوم القيامة عن تقاعسك عن حماية الشباب من وسوسة الشيطان حين تبهرهم زوجتك بجمالها ورقتها وأنوثتها الطاغية .
كان هذا الشاب يحب زوجته إلي درجة أنه حين يقع في ضائقة ما كان يُخرج صورة زوجته من حافظته ويتأمل فيها بفرح وهو يقول : مادامت هذه الجميلة في حياتي فكل شيء يهون ، وكانت هي تموت فيه عشقا ودائما ما تقول في نفسها : الابتسامة التي تملأ وجه زوجي تشعرني بأنني أعيش في الجنة.
بعد حديث الداعية مع الزوج ذهب إلي بيته عابس الوجه ، وحين فتحت زوجته زراعيها لتستقبله بالأحضان كعادتها قال لها : يجب أن ترتدي النقاب عند خروجك من البيت ياعزيزتي ، اندهشت الزوجة ، ولأنها تحبه ظنت أنه مريض وأنه يهذي من حمي أصابته ، ودارت حول نفسها منزعجة وحائرة لا تعرف كيف تنقذه ، لكنه قال لها بثبات : لست مريضا ، ولا أهذي ، فقط أريدك أن تتنقبي.
بعد حوار بينهما أرادت فيه أن تكشف سر تغيره المفاجيء وعبوسه الذي لم تألفه فيه من قبل وجدت نفسها أمام رجل مختلف يريد أن يأمر فيطاع بعد أن كانت حياتهما مبنية علي التفاهم والحب والمشاركة ، قالت له : سوف أتنقب بشرط أن ترتدي أنت ملابسك الداخلية فوق ملابس الخروج ونذهب معا إلي العمل في الصباح أنا منقبة وأنت باللباس فوق البنطلون والفانلة الداخلية فوق القميص.
مرت ليلتهما للمرة الأولي في حياتهما كئيبة وحزينة ، في اليوم التالي ذهب الشاب إلي شيخه وأبلغه بالشروط التي اشترطتها زوجته لكي تتنقب ، فنصحه الداعية بأن يهجرها في الفراش وأكد له أنها ستستجيب لطلبه قبل أن يمضي أسبوع واحد علي هجرها في الفراش.
مر أسبوع ، وشهر ، وشهران ، وهي لم تستجب فقط وإنما تحولت حياته هو إلي جحيم اسود وحلت الكآبة في بيته محل السعادة التي كانت تجعله خفيفا مثل فراشة.
بعد سبعين يوما من التعاسة التي سيطرت علي بيته ذهب الشاب إلي شيخه وأبلغه بما حدث ، لكن الشيخ طمأنه وقال له : الآن وجب عليك أن تضربها ، فالزوجة العاقة التي لا تستجيب لرغبات زوجها تستحق الضرب ، وقال له : إضربها حتي تكون قد استنفدت جميع الطرق الإيمانية في التعامل مع الزوجة فالنساء ياولدي ناقصات عقل ودين ولن تعود هذه المرأة إلي رشدها إلا بالضرب .
دخل الشاب علي زوجته وبادرها قائلا : ألن تنفذي أمري وتتنقبي؟ ، قالت له علي الفور : يبدو أنك قد فقدت عقلك ، فجأة وجه لها صفعة قوية وهو يقول لها : هذا جزاء الزوجة العاقة كما يقول الشيخ ، غير أنها جمعت كل قواها وسددت إلي وجهه لكمة قوية طرحته أرضا وهي تقول له : هذا جزاء كل من أسلم عقله لكل شاذ حقير.
تكوم الشاب في أحد أركان البيت وهو يرتعد ، ويبدو أن النوم قد أخذه لبرهة وراحت الذكريات القديمة بينه وبين حبيبته تنساب في مخيلته وهو نائم ، فجأة صحا من غفلته وأخرج حافظته وأخرج منها صورة حبيبته وراح يتأملها مليا ، ثم نهض من فوره وخرج مسرعا واتجه إلي شيخه ، وقبل أن يسأله الداعية عن نتيجة نصحه له فاجأه الشاب بلكمة قوية في منتصف وجهه وهو يقول له : هذا جزاء كل محتال ونصاب وشاذ عفن .
في صباح اليوم التالي تأبط ذراع زوجته في طريقهما إلي العمل ، وحينذاك كان الاثنان يشعران بأنهما لا يسيران علي الأرض مثل بقية الناس وإنما يحلقان في سماء المدينة مثل عصفورين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا