الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتزاع الاعتراف بالإكراه تراجع خطير لحقوق البشر

صادق الازرقي

2021 / 10 / 3
حقوق الانسان


تزايدت الاخبار في الآونة الاخيرة في العراق عن وقائع تعذيب قاسية تنفذها جهات رسمية بحق معتقلين، حتى من دون اثبات الاتهامات وقبل اظهارها بحق من وقع بحقهم العذاب؛ وفي واقعة معروفة في الحلة اجبر شخص على الاعتراف بقتل زوجته في حين ان الايام اللاحقة اثبتت انها لم تزل حية، وان الاتهام جرى على خلفية شجار عائلي اعتيادي، ثم جرت تبرئة الزوج، وقبل ذلك توفي موقوف في مديرية مكافحة إجرام البصرة بسبب تشابه الأسماء، وذلك على خلفية تعرضه للتعذيب الشديد بحسب مراكز حقوقية واهل المتوفي، كما تواترت حوادث اخرى مماثلة، منها ما جرى في كركوك قبل ايام اذ وجه والد شاب معتقل مناشدة إلى رئيس مجلس الوزراء للنظر في ما تعرض له ابنه؛ ويقول انه يتواجد الآن في المستشفى نظرا لسوء حالته من أثر التعذيب.
وقد اقرت الحكومة الاتحادية بوقائع التعذيب في الحلة، و قررت إعفاء واعتقال ضباط في قيادة شرطة محافظة بابل وقالت اللجنة المشكلة للتحقيق في القضية انها قامت باعتقال الضباط الذين تولوا القضية وانتزعوا الاعتراف من الرجل تحت التعذيب وإحالتهم للتحقيق وهم يحملون رتبا عسكرية بين عقيد ورائد، بحسب مصدر امني.
ان وقائع عمليات التعذيب التي تثار منذ مدة تنبه الجميع الى الخلل فيما يتعلق بتطبيق مبادئ حقوق الانسان التي من احكامها الرئيسة ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته، وان اللجوء الى التعذيب مثلما يؤكد متخصصون اجتماعيون يعبر عن تصرفات سادية تنطلق من شخصيات مريضة نفسيا، اذ ان قضية الاعتقال في مثل تلك الجرائم تحسم بالإحالة الى القضاء وانزال الحكم الملائم بالمدان اذا ثبتت عليه التهمة؛ وليس من مصلحة احد اللجوء الى التعذيب والانتقام لانتزاع الاعترافات، وان البديل عن ذلك هو التصرف المهني المطلوب للوصول الى حقيقة الجريمة والاطراف المنفذة اذا كانت ثمة جريمة، وبعكس ذلك فلا داعي لأي قسوة بحق المعتقل لانتزاع الاعترافات، فاذا كانت هناك مآخذ في القوانين العراقية ومنها عدم الالتجاء الى الكفالة لإطلاق السراح المؤقت المشروط، مثلما يجري في دول اوروبا مثلا، فان الاكتفاء باحتجاز المتهم لحين ظهور الحقيقة يشكل احد الحلول ولا داعي اذن للتعذيب.
من المفيد، لاسيما ونحن نتحدث ليلا ونهارا عن الديمقراطية وحقوق الانسان، ان نلجأ الى الاساليب المتحضرة في التحقيق، وحتى في الحصول على الاعترافات الحقيقية، فالعلم طور اساليب كشف الجرائم ودلالاتها بصورة كبيرة؛ وعلينا ان نغادر منطق القسوة والانتقام والحاق الاذى بالسجين، الاسلوب الذي كان يمارس في العراق على نطاق واسع في ظل انظمة سابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية